عدد القتلى من الجنود الأمريكيين بالعراق يصل إلى أربعة آلاف

> بغداد «الأيام» روس كولفين :

> قتل أربعة جنود أمريكيين في بغداد ليصل عدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في العراق إلى أربعة آلاف بعد أيام من الذكرى الخامسة للحرب التي يقول الرئيس الأمريكي جورج بوش إن الولايات المتحدة في طريقها لتحقيق النصر فيها.

وقال الجيش الأمريكي أمس الإثنين إن الجنود الأربعة قتلوا أمس الأول عندما انفجرت قنبلة مزروعة على الطريق قرب مركبتهم في جنوب بغداد. وأصيب جندي في الهجوم. والقنابل المزروعة على الطرق هي السبب في أغلب الوفيات في صفوف القوات الامريكية منذ الغزو عام 2003.

وفي اليوم نفسه قتل عشرات العراقيين في هجمات بالصواريخ وقذائف المورتر على المجمع الحكومي والدبلوماسي المعروف بالمنطقة الخضراء في وسط بغداد وفي تفجيرات أخرى في العاصمة ومناطق أخرى.

ومن الصعب تقييم أثر وصول عدد القتلى من الجنود الأمريكيين في العراق إلى أربعة آلاف على الشعب الأمريكي الذي مل الحرب وعلى حملة الرئاسة الأمريكية في الأجل القصير ولكن من المرجح أن يستغل منتقدو الحرب ذلك لتأييد مطلبهم سحب القوات الأمريكية.

وقال البيت الأبيض إن بوش يشعر بالحزن لفقدان أربعة آلاف جندي وسيركز على ضمان نجاح الولايات المتحدة في الصراع المستمر منذ خمسة أعوام.

وقال متحدثة باسم البيت الأبيض "إنها لحظة حزينة يمكننا أن نركز عليها جميعا."

وأضافت "الرئيس يشعر بقوة بكل واحد من الذين قتلوا ويشعر بالاسى لاسرهم. من البديهي انه حزين لهذه اللحظة لكنه ينعي فقد حياة كل واحد منهم."

وفقدت الولايات المتحدة 58 ألف جندي في حرب فيتنام على مدى عشرة أعوام حتى عام 1975 و54 ألفا في الحرب الكورية التي بدأت عام 1950 واستمرت ثلاثة أعوام.

وهون الجيش الامريكي من شأن هذا العدد قائلا إنه علامة تعسفية.

وقال متحدث "ما من عدد للقتلى أقل أو أكثر أهمية من آخر. كل فرد من أفراد الجيش أو مشاة البحرية او سلاح الجو أو القوات البحرية عزيز علينا بالقدر نفسه وفقدانه مفجع بالقدر نفسه."

وقال أنطوني كوردزمان وهو محلل لشؤون العراق في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن إن عدد القتلى قد يفجر موجة أخرى من النقاش الذي يتسم بالاستقطاب.

وأضاف "من يعارضون الحرب سيرونه سببا آخر لوضع حد لها. أما من يؤيدونها فسيشيرون إلى التقدم العسكري وسيقولون إن الخسائر في المستقبل ستكون أقل بكثير."

وانتقد كوردزمان وسائل الإعلام لأنها تركز على عدد القتلى في حين أن عدد المصابين "أعلى كثيرا وله تأثير أكثر دواما كمأساة إنسانية ومن حيث التكاليف."

وأصيب نحو 29 ألف جندي أمريكي في الحرب التي قتل فيها أيضا عشرات الالاف من العراقيين إلى جانب 175 جنديا بريطانيا و134 من دول أخرى حليفة للولايات المتحدة.

وبالرغم من أن الأمريكيين أكثر انشغالا بالمشاكل الاقتصادية المحلية فما زالت حرب العراق قضية مهمة في حملة انتخابات الرئاسة حيث يدعو المتنافسان على ترشيح الحزب الديمقراطي باراك أوباما وهيلاري كلينتون إلى وضع جدول زمني لانسحاب القوات.

وقال بوش في كلمة بمناسبة الذكرى الخامسة للحرب في 19 مارس آذار إن الولايات المتحدة في طريقها لتحقيق النصر مضيفا أن سحب القوات التي يبلغ عددها الآن نحو 160 ألف جندي سيشجع تنظيم القاعدة وإيران.

وأضاف أنه لا يشعر بأي ندم بشأن الحرب التي أدت إلى تراجع شعبيته لتقترب من أدنى مستوياتها خلال فترة رئاسته ولكنه اعترف "بالتكلفة العالية في الأرواح والمال".

وشن بوش الحرب في مارس آذار عام 2003 على أمل تحقيق نصر سريع بأقل خسائر ممكنة. وهزم الجيش العراقي سريعا ولكن خلال شهور تصاعدت هجمات المسلحين ووجدت القوات الأمريكية صعوبة بالغة في وضع استراتيجية للتغلب عليهم.

وبلغ عدد القتلى الأمريكيين ألفا في سبتمبر أيلول 2004 بعد 18 شهرا من الغزو وفي غمرة حملة انتخابات الرئاسة التي عادت ببوش للسلطة بعد أن فاز بفترة رئاسة ثانية.

وارتفع العدد إلى ألفين في أكتوبر تشرين الأول عام 2005 في الوقت الذي قاتل فيه مسلحون من العرب السنة للإطاحة بحكومة بغداد. ثم بلغ ثلاثة آلاف في ديسمبر كانون الأول عام 2006 قبل أن يزيح بوش الستار عن خطة لإرسال 30 ألف جندي إضافي للعراق للحد من العنف.

وقال ستيفن بيدل المتخصص في شؤون السياسة الدفاعية في مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن "أشك في أن يكون لوصول عدد القتلى إلى أربعة آلاف نفس الأثر الذي حدث عندما بلغ عدد القتلى ثلاثة آلاف. كان الاعتقاد السائد آنذاك أن الأمور تسير على نحو سيء.

"أما اليوم فالتصور العام بشأن العراق أقل سلبية ومالت التغطية الاعلامية خلال الشهور الستة الاخيرة إلى التركيز على انخفاض العنف والخسائر الامريكية في الارواح."

لكن القصف المتكرر في مطلع الاسبوع للمنطقة الخضراء التي تضم السفارة الأمريكية والهجمات المستمرة على القوات الأمريكية قد تشير إلى أن المسلحين العراقيين يحاولون تغيير ذلك.

وقال كوردزمان "القاعدة والعناصر المتطرفة (في جيش المهدي) لديها دوافع قوية لايجاد سبل لرفع عدد القتلى بين القوات الأمريكية في الفترة من الان وحتى نوفمبر وستبحث عن سبل لاستخدام التفجيرات في زيادة وتيرة سقوط القتلى واعدادهم."

(شارك في التغطية راندي فابي) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى