دوري الأولى ما زال للحكاية بقية:الهلال سطع فوق الجميع واليرموك فرط في حقه ..ممثل حضرموت في أفضل حالاته والصقر وأهلي صنعاء بلا إقناع ..الشعلة وأهلي تعز مجرد بداية وشعب إب وحسان شتان بين اليوم والبارحة

> «الأيام الرياضي» خالد هيثم:

>
قطع قطار دوري الأولى نصف مشواره، موزعاً أسرار حكايته على كل الألوان بقدر اجتهادها.. ولعل دوري هذا الموسم قد اختلف كثيراً عما سبقه في كل شيء، فالمستوى سار بنسق ضعيف لا يرضي أحدا في كل الجولات، فمن خلاله تقهقرت فرق وعلت فرق أخرى، ليصل إلى نهايته بشيء جديد ومختلف، تمثل بصدارة زرقاء لفريق الهلالي الساحلي، كسابقة جديدة لم تتحقق للفريق من سابق، ليكون ذلك تأكيدا أن الدوري هذا الموسم قد اختلف جملة وتفصيلاً .

إن قطار الذهاب -الذي اختتم عصر أمس الأول بلقاء الصقر والأهلي- قد اختار لمراكز صدارته: هلال الحديدة ويرموك صنعاء وشعب حضرموت، وهي التي لم تجتمع يوماً في هذه المواقع، بل ولم تصلها.. وما تحقق لهذه الفرق كان نتيجة لجهود بذلتها خلال مشوار الذهاب.

فصول المرحلة

وبالعودة لإفرازات الذهاب سنجد أن هلال الحديدة كان عنوانا للمرحلة لما حققه من قفزة وانتفاضة ربما لم تكن فصولها قد سردت من سابق وبنفس الكيفية، فالفريق انتفض بشكل رائع منذ الجولة الرابعة التي ابتدأت وهو متذيل الترتيب دون نقاط، ليحقق مالم يتوقعه أحد في العشر الجولات المتبقية، والتي لم يخسر فيها مطلقاً، حيث كسب ثمان مباريات وتعادل في اثنتين، ليصل إلى إنجاز لم يتحقق في مشوار الفريق في دوري الأولى، وهو تصدر المرحلة بأحقية تامة.

كل ذلك جعل الوهج الأزرق في العلالي ورقماً صعبا حاضرا بقوة في واجهة التنافس صوب اللقب، بل إن الكثيرين يرون أن الهلال سيكون فارس الموسم في ظل ما أظهره الفريق من مقومات في المباريات، أكان على أرضه أم خارجها، وهي السمة التي يفترض أن تكون حاضرة في الفريق الباحث عن التتويج، وهو ما أكده الهلال بتحقيق الفوز بعيداً عن الأرض.

ومن إفرازات الجولة النفس الجميل الذي أظهره اليرموك الصنعاني بروح لاعبيه الشباب ودون أسماء رنانة، في البقاء في مراتب الصدارة منذ بداية الدوري وحتى الجولة الأخيرة، التي سقط فيها على أرضه ليضيع على نفسه فرصة تاريخية بتصدر المرحلة لأول مرة في تاريخه.. وبغض النظر عن ذلك فإن ما أنجزه اليرموك جاء مغايراً لما توقعه الجميع في أن العادة ستكون حاضرة، فاليرموك دائماً يبدأ في أفضل صورة ولا يستمر، إلا أن هذا الموسم جاء بصورة مغايرة، فنال الاحترام من قبل الجميع جولة وراء جولة، ليكون أحد فرسان نصف المشوار.

مشوار الذهاب جاء مفرحاً، وربما فاق أمنيات ممثل حضرموت الشعب، الذي يلعب موسماً ولا أروع! حقق من خلاله نتائج بديعة وضعته في المواقع الأمامية وثاني الترتيب، ليكون الأمر موازياً لما حققه حتى الآن في مشواره الآسيوي.

كانت أبرز حلقات إجادة الشعب هي الفوز في ست مباريات وتعادل وحيد على أرضه، وهي ميزة للشعب هذا الموسم رفعت من شأنه ورصيده النقاطي في نصف المشوار الذي اختتمه بفوزه الأول خارج أرضه على اليرموك.

ولأن كرة القدم لا تعترف سوى بمن يجيد على أرض الملعب ويبذل أقصى ما عنده، فإن نصف المشوار لم يأت في مفردات حكايته التي رواها في ثلاثة عشرة جولة كما توقعه المتابعون، وخصوصاً من فرق كان ينتظر منها أكثر مما قدمته، وهو ما ينطبق على الصقر التعزي الذي عانى تذبذب النتائج بافتقاده شيء مما كان عليه في قريب المواسم السابقة، فالصقر حل رابعاً، وهو الذي كان مرشحاً للصدارة لما لديه من مقومات ينتظر أن يكون حضورها أفضل في إياب الدوري..ما مر به الصقر ليس ببعيد عن الأهلي الصنعاني بطل الموسم الماضي، الذي عانى الأمرين في نتائجه، وابتدأ في أسوأ حال، ولم يستفق إلا في النصف الثاني من المباريات، ليستعيد شيئاً من هيبته ويقترب من الصدارة، إلا أن خسارته وضعته خامس الترتيب.. الأهلي الذي خاض مباراتين في مشواره الآسيوي -رغم الخسارة الأخيرة- قادر على العودة في المشوار القادم.

أمور المشوار أفضت أسرارها في كل الاتجاهات والألوان بأوجاعها وأحزانها، وظلت صاحبة الشأن جولة وراء جولة، تعطي لمن يعطي، فأرهقت أوضاع فرق وأتعبتها في الحال التعيس وغيبت عنها الكثير مما قد يعطيها شكلا بين الآخرين.

ولعل من الأمور البارزة في مشوار الذهاب هو حالة الألق البديع الذي سجله فريقا الشعلة وأهلي تعز في بداية الانطلاق، والذي لم يدم طويلا، فتراجعا جولة وراء أخرى، ليبتعدا عن مواقع الصدارة وينهيا الذهاب في مواقع لا توازي ما ابتدياه، فالشعلة بعد أربعة انتصارات تعرض لخسائر متتالية أبعدته كثيرا وزعزعت أوضاعه، ليعود ويحقق فوزين استعاد بهما القليل ليستقر سادسا بتسعة عشرة نقطة، فيما كان أكثر تراجعا وحل سابعا بستة عشرة نقطة..المشوار رسم أيضا خيبة أمل على ممثل أبين حسان وصيف الموسم الماضي، والذي ظهر بشكل مغاير عما كان، فترنح كثيرا وافتقد مقوماته ليصل في ختام الذهاب إلى المركز العاشر بخمسة عشرة نقطة، وهو ما يجعل الفريق في موضع صعب قد يأتي بما هو أسوأ لفارس أبين وممثلها في أندية الصفوة.

ما مر به حسان كان من نصيب وحدة صنعاء الذي لم يعد يملك ما كان عليه قبل سنوات، سوى الاسم ولون الفانيلة، فالفريق أصبح عاديا وغير قادر على استعادة هيبته، ومازال بلا إقناع وفي حالة إدمان للتوهان وحالة التخبط، والوحدة الصنعاني بالكاد وصل إلى المركز التاسع.

الحال ليس ببعيد عن وحدة عدن الذي سار على نهج خطوة إخفاق وأخرى إجادة، محققا خمسة انتصارات وتعادلين وضعاه في المركز الثامن.

في آخر المطاف نلقي نظرة على الرباعي الأخير مايو وشعب إب والرشيد والجيل، تلك الفرق التي تقوقعت في مواقعها لعدم قدرتها على المواكبة ومجاراة الآخرين.. ولعل وجود الشعب الإبي في هذه المراكز قد حير عشاقه ومحبيه، فالفريق سقط في ثمان جولات، ليكون الفريق الأكثر تعرضا للخسارة برفقة 22مايو، وهو بدون شك أمر محير للفريق العنيد الذي يمتلك كل شيء ولا يفعل شيئا في هذا الموسم.

الشعب يعيش موسما صعبا، استبدل مدربه ولم يتحسن وضعه، وأنهى مشوار الذهاب في المركز قبل الأخير، وبفارق أربع نقاط عن مايو متذيل الترتيب، الذي يبدو أنه عائد إلى الثانية.. الأحوال المتردية بسوء النتائج رافقت أيضا رشيد تعز وشباب الجيل اللذين لم يظهرا شيئا لينهيا الذهاب في المركزين الثاني عشر والثالث عشر.

كل تلك المعطيات هي بعض فصول الحكاية والرواية لأحداث مشوار الذهاب في دوري الأولى، الذي لم يكن حاله فيه شيء من الإقناع لكل من تابعه، غير أنه جاء ببوادر مفرحة ومبهجة لفرق على حساب أخرى ظهرت بلا حول ولا قوة، فعانقت خيبات الأمل، لذلك سننتظر النصف الآخر من المشوار، لنعرف باقي الحكاية من لديه القدرة على تأكيد ما لديه.

6 أبريل موعد الإياب

ينطلق إياب دوري الأولى يوم الأحد الموافق 6 أبريل بعد أن تأخذ الفرق أسبوع راحة..والموعد المحدد يأتي بسبب خوض منتخبنا الوطني الأول مباراة ودية يوم الجمعة 4 أبريل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى