«الأيام» في جولة استطلاعية في حي محمد حسن صالح وادي ذي ناخب في يافع.. 50 ألف شجرة بن في الحي معرضة للزوال لعدم وجود مياه الري ..جميع الطرق في الحي وعرة وتتعطل الحياة حال خرابها

> «الأيام» حسن مكدل الناخبي:

>
الطريق الموصلة إلى عاصمة المديرية تظهر وعورتها بوضوح
الطريق الموصلة إلى عاصمة المديرية تظهر وعورتها بوضوح
حي محمد حسن صالح واحد من أشهر الأحياء السكنية في وادي ذي ناخب مديرية يافع، يقع في الجهة الشرقية من عاصمة المديرية لبعوس، ويبعد عنها 13 كيلومترا، وعدد سكان الحي 8500 نسمة، يعيشون بمناطق الحي مترامية الأطراف التي تحيطها جبال شاهقة، والتي تعاني من أمور عدة.

أهالي الحي يواجهون معاناة جسيمة، ومتاعب ومصاعب عظام، فالحي شبه معزول عن المديرية، وأبناء الحي محرومون من أهم الخدمات الضرورية والحيوية، فلم تولِ السلطة المحلية حي محمد حسن أي اهتمام، أسوة بغيره من الأحياء والوحدات السكنية بالمديرية، فلم يحظ الحي بالاهتمام اللائق، من خلال إنشاء المشاريع التنموية التي هي من الأهمية بمكان.

أهالي محمد حسن يعانون أمورا كثيرة أهمها المياه من ثم الطرقات والكهرباء وشبكة الاتصالات والصحة والتعليم ..إلخ.

فلايزال الحي محروما، ولم ينل حقه من المشاريع التنموية كالمياه التي تعتبر المصدر الرئيسي لحياة الإنسان والحيوان والنبات، فالأهالي يجلبون المياه بشق الأنفس إلى داخل بيوتهم أو إلى مزارعهم بواسطة عربات النقل أو المكائن الارتوازية، وكذا الوايتات، وبأسعار خيالية، جعلت الأهالي يتذمرون منها، أما معاناة الطريق بالحي فحدث ولاحرج، فجميع الطرق المؤدية من وإلى عاصمة المديرية طرق وعرة، تتعرض في الغالب إلى الخراب المستمر لكونها ممرا رئيسيا للسيول الجارفة مما يؤدي إلى تعثرها، وبالتالي تتعطل حياة الأهالي وتصعب عليهم الحركة بمركباتهم وسياراتهم، إلا بعد زمن طويل لإصلاحها من جديد، ويتطلب إصلاحها المال والوقت لكي يتمكن بعد ذلك الأهالي من العودة مجددا إلى حياتهم المعيشية بعد إصلاحها.

أما فيما يتعلق بشبكة الاتصالات، فالحي لم يصل إليه الهاتف الأرضي، فضلا عن دخول شبكة الجوال التي لم تصل هي الأخرى، أربع شركات باليمن تعمل بنظام الجوال، لم يحظ حي حسن بدخول واحدة من تلك الشركات، مع العلم أن جهات الاختصاص عندها علم بذلك، إلا أنها لم تحرك ساكنا، وجعلوا أبناء الوادي بشكل عام وحي محمد حسن بصفة خاصة يضربون أخماسا في أسداس، وجعلوهم طي النسيان، مما اضطر بعض الأهالي الميسورين إلى جلب الهاتف الهوائي الذي لايفي بالغرض، بحكم أنه لايعمل إلا على الكهرباء، ونشاطه محدود.

وعن بعض التطلعات والآمال المستقبلية لأبناء الحي تحدث إلى الصحيفة عضو المجلس المحلي الأستاذ جعبل حسين فريد:

«نتطلع إلى وصول الكهرباء العمومية للحي والوادي ككل، وكذا بعض المشاريع الخدمية كالاتصالات (الهاتف الأرضي)، وأيضا نتطلع إلى وصول الطريق الفرعية من وإلى المديرية، وشقها بالإسفلت كبقية مناطق المديرية التي وصلت إليها الطرق الإسفلتية».

مدرسة علي طاهر حسين أقدم مدرسة في الوادي آيلة للسقوط
مدرسة علي طاهر حسين أقدم مدرسة في الوادي آيلة للسقوط
إذا نظرنا إلى القطاع الصحي في حي محمد حسن، فقد تم إنشاء مستوصف قبل ثلاث سنوات بمنطقة بين السيل، وانتهى العمل فيه، إلا أن ذلك المستوصف لم يكتب له النجاح بعد، ولم ير النور، فلايزال مغلقا منذ ذلك الحين، فلا توجد فيه معدات طبية، ولا كادر طبي، والأهالي يذوقون الأمرين حال وجود مرض ما، فيضطر الأهالي للذهاب بمرضاهم إلى لبعوس عاصمة المديرية التي تبعد 13 كيلومترا بطريق وعرة، ولربما يموت المريض قبل وصوله إلى العاصمة، وماذاك إلا بسبب وعورة الطريق وبعد المسافة، وهكذا الحال بالنسبة للمجال التربوي والتعليمي، فالحي يفتقر إلى المزيد من المدارس الابتدائية والثانوية، ويفتقر إلى المعلمين.. ونترك الحديث للأستاذ محمد عمر الكهالي نائب مدير مدرسة علي طاهر حسين (حمحمة): «بالنسبة للمدرسة فهي تعاني أمورا شتى، منها كثرة عدد الطلاب في الفصول لعدم وجود الفصول، فبعض الشعب يصل عدد الطلاب فيها إلى 100 طالب ويزيد، وكذلك بعد القرى عن المدرسة، فبعض الطلاب يقطع مسافة كبيرة مشيا على الأقدام حتى يصل إلى المدرسة، وكذا تآكل المبنى، فمنذ عام 1970، حين أنشئت المدرسة، لم يقم إلا بعض الأهالي وأهل الخير بترميم بسيط بين الحين والآخر، وكذلك انصراف الطلاب من المدرسة، كما هو الحال في جميع المدارس، لعدم الرؤية المستقبلية للتعليم وقلة الوظائف.

وإذا نظرنا إلى حال الكهرباء في الحي، فإن حي محمد حسن يتغذى من كهرباء وادي ذي ناخب الذي يعتبر الحي واحدا من أحيائه، وتلك الكهرباء عبارة عن مولدين اثنين لجميع مناطق الوادي، لذا فهي لاتعمل سوى ثمان ساعات في اليوم والليلة، وبقية الوقت بواسطة الشمع والفوانيس، ومع هذا فإن الكهرباء تشكو شركة النفط التي لم تقدم للكهرباء السعر الخاص بمادة الديزل، بل إن شركة النفط تقدم للكهرباء سعرا تجاريا أسوة بأي تاجر عادي، وهذا ما جعل الناس يتذمرون من شركة النفط، ويكيلون لها اللعنات، لتعاملها السيء مع كهرباء الريف».

وكذلك هو الحال مع شجرة البن التي اشتهر بها وادي ذي ناخب بأكلمه منذ القدم، فيوجد بحي محمد حسن أكثر من خمسين ألف شجرة بن معرضة للزوال والإهمال، ويعود إهمال الأهالي لشجرة البن لعوامل عدة، أهمها الجفاف، فقلة وجود الأمطار دعت المزارعين إلى العزوف عن مزارعهم، أيضا عدم وجود السدود في الحي، وكذا الحواجز المائية الكافية التي من خلالها تساعد إلى حد ما على بقاء المياه في باطن الأرض، فالمزارعون يقومون بري مزارعهم بواسطة جلب المياه عبر (الوايتات) بأسعار لايطيقها المزارعون، علماً أن متوسط سعر الوايت الواحد (7000) ريال وبمسافة قريبة جدا.

كذلك اللامبالاة من قبل السلطة التي لاتهتم بالإنتاج المحلي لمحصول البن الناخبي من خلال شرائه من المزارعين وتصديره، أو الانتفاع به في الأسواق المحلية.

وقد تحدث إلينا العقيد أحمد صالح مكدل عن البن، وما يحويه من مكنون عظيم: «لاشك أن البن اليافعي أجود أنواع البن في العالم بشهادة الخبراء، والبن اليافعي له مكنون عظيم، نظرا لجودته العالية، وقد كان البن في حي محمد حسن إلى زمن قريب يعتبر مصدر رزق لكثير من الأسر التي تعول عليه في أحيان كثيرة، فالبن اليافعي لم ينل حقه من الرعاية والاهتمام، فلو قامت الدولة بالاهتمام بالبن في البلاد، واكتفت بالإنتاج المحلي، وشجعت المزارعين على تسويق البن وتصديره عبر بوابة الدولة، لانتفعت الدولة والمزارع، على اعتبار أن البن اليافعي له سمعة طيبة، نظرا لجودته العالية، ولكونه خاليا من الأسمدة الكيماوية التي إن وجدت فيه تنهار سمعته ويقل سعره، ولكنه لايزال على هذا المنوال، خاليا 100 % من الأسمدة الكيماوية». أما المجال الرياضي في الحي فنترك الحديث فيه للأخ علي العمرة: «يعاني شباب الحي الرياضيون الشريحة الأكبر في الحي، فلايوجد إلا ملعب صغير تحيطه الأحجار من جميع الاتجاهات، وهو المتنفس الوحيد في الحي لجميع الرياضيين، مع العلم أن الحي مليء بالخامات الرياضية والشبابية، بدليل أن الحي توجد فيه ست فرق شعبية تمارس كرة القدم أم الألعاب بكل جنون، ومع هذا فالسلطة في غياب مستمر، ولاتنظر للجانب الرياضي بعين الاعتبار».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى