السنيورة يوجه انتقادات حادة الى سوريا ويطلب تدخل وزراء الخارجية العرب

> بيروت «الأيام» جوزف بدوي :

> وجه رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة مساء أمس الجمعة انتقادات شديدة اللهجة الى سوريا محملا اياها مسؤولية "احتدام الازمة السياسية في لبنان"، وطالب وزراء الخارجية العرب بالتدخل لمعالجة العلاقات المتأزمة بين البلدين.

وتأتي كلمة السنيورة عشية بدء اعمال قمة دمشق العربية التي قاطعها لبنان.

واوضح السنيورة انه يوجه كلمته الى "اصحاب الجلالة والفخامة والسيادة" اضافة الى "اللبنانيين والاشقاء العرب والاخوة في سوريا الشقيقة".

وقال السنيورة في كلمته المتلفزة هذه "ان المثير للاسف والغضب معا ان تمضي اكثر من اربعة اشهر على الفراغ في موقع الرئاسة في لبنان لعبت سوريا خلالها وقبلها دورا رئيسيا في احتدام الازمة السياسية في لبنان".

واتهم سوريا بانها "اسهمت من خلال تدخلها المستمر في الشؤون اللبنانية الداخلية في منع وصول المرشح التوافقي (العماد ميشال سليمان) الى الرئاسة".

واضاف السنيورة شارحا اسباب تغيب لبنان عن القمة العربية في دمشق "ما ذهبنا الى القمة بدمشق لاننا نرفض الذهاب من دون رئيس" مضيفا "لقد امتنعنا ايضا عن حضور القمة في دمشق بسبب السياسات والممارسات التي تنتهجها الشقيقة سوريا تجاه لبنان والتي هي احد اهم عوامل الازمة السياسية المستمرة والمتفاقمة واهم مظاهرها الفراغ الرئاسي".

كما حمل السنيورة سوريا مسؤولية عدم التمكن من ازالة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وهي النقطة التي تم التوافق عليها في هيئة الحوار بين مختلف الاطراف اللبنانيين عام 2006.

وقال "ان تجاوب السلطات السورية وتعاونها لازالة المعسكرات خارج المخيمات وكذلك تعاونها في معالجة قضية السلاح وضبطه داخل المخيمات الفلسطينية هو امر حيوي لامن لبنان واستقراره وسلامه الداخلي".

وتوجد معسكرات على الحدود مع سوريا وجنوب بيروت تابعة لفصائل فلسطينية موالية لسوريا مثل الجبهة الشعبية-القيادة العامة بقيادة احمل جبريل.

وبعد ان عدد نقاط الخلاف مع سوريا دعا السنيورة العرب الى التدخل لحلحة الازمة القائمة بين البلدين.

وقال "اطالب القادة العرب بوضع مسألة العلاقات اللبنانية السورية في مطلع الاولويات بما في ذلك الوصول الى الدعوة لعقد اجتماع خاص لوزراء الخارجية العرب في اقرب وقت ممكن لمعالجة التأزم في العلاقات السورية اللبنانية".

واضاف رئيس الحكومة اللبنانية ان سوريا "اسهمت في عرقلة المبادرة العربية التي اجمع عليها الاشقاء العرب وفي تعطيل الجهود التي قام بها الامين العام للجامعة العربية (عمرو موسى) في اطارها وذلك في ظل استمرار التعطيل القسري لمجلس النواب اللبناني منذ اكثر من 16 شهرا".

وعدد السنيورة المبادىء التي قد تؤدي الى تحسين العلاقات بين البلدين والتي "لا بد من التوصل الى تفاهم جدي حولها برعاية الجامعة العربية".

ودعا في هذا الاطار الى ان "تمر العلاقات بين البلدين عبر الحكومتين (...) وهذا يعني عدم السماح بقيام علاقات سياسية وامنية وتنظيمية مباشرة بين اي من الحكومتين ومجموعات في البلد الاخر بمعزل عن سلطات الدولة الرسمية".

كما دعا الى التزام كل من البلدين "بعدم استخدام اراضيها ممرا او معبرا يمكن ان يؤدي الى تهديد الامن او زعزعة الاستقرار في البلد الاخر" في اشارة الى الاتهامات بدخول اسلحة من سوريا الى الاراضي اللبنانية، ودعا الى "اقامة علاقات دبلوماسية وترسيم الحدود بين البلدين".

ورغم انتقاداته الشديدة للسياسة السورية اعتبر السنيورة ان الحكومة اللبنانية "تؤكد مرة اخرى رغبتها في اقامة علاقة تعاون اخوية وصحية وايجابية بين لبنان وسوريا" معتبرا ان بناء هذه العلاقات "على قاعدة الندية والاحترام المتبادل هو المنطلق لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين".

وكان وزير الخارجية السورية وليد المعلم قال مساء الجمعة انه "ليس لديه وقت للاستماع" الى كلمة السنيورة، واتهم الاكثرية في لبنان بالارتباط بالولايات المتحدة وفرنسا.

ولا يزال لبنان من دون رئيس منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود في تشرين الثاني/نوفمبر 2007.

ورفضت الحكومة اللبنانية المشاركة في قمة دمشق العربية محملة السلطات السورية مسؤولية المأزق السياسي في لبنان. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى