> نشأت الحضارة في الهند من اتحاد الثقافة الآرية بحضارة وادي نهر السند القديمة، والواقع أن الهند حفلت خلال تاريخها الطويل بشعوب متعددة تكاد لاتحصى، إنما نشأت الحضارة الهندية من حصيلة الامتزاج بين ثقافات الشعوب، وتمثلت أكثر ما تمثلت في الديانة الهندوسية التي تعتبر من الأديان التي تعتنق الحياة كلها، ومن هنا كانت لها مظاهرها الدينية والاجتماعية والفنية والأدبية في آن معا، والواقع أن الهندوسية، قدمت إلى العالم مجموعة فريدة من الهياكل لعشرات الآلهة، وأنها ظلت تطبع الحضارة الهندية بطابعها الخاص حتى الربع الأول من القرن الحادي عشر للميلاد، عندما حمل محمود الغزنوي راية الإسلام إلى قلب شبه القارة الهندية (1000 - 1026)، فتأثرت الحضارة الهندية بالحضارة الإسلامية تأثرا كبيرا، وقد تعاظم هذا التأثر في عهد الأسرة المغولية الإسلامية التي حكمت أجزاء واسعة من الهند، وأنشأت فيها إمبراطورية ضخمة ازدهرت من أوائل القرن السادس عشر إلى أواسط القرن الثامن عشر، وأيا ما كان فقد كان للهنود إسهام بارز في فن (مهابهاراتا) أعظم ما قدمته الحضارة الهندية إلى الأدب العالمي، في حين تعتبر الأرقام التي ندعوها الأرقام الهندية، ويدعوها الغربيون الأرقام العربية، أهم إسهاماتها في الميدان العلمي.