> كثيرون هم من يتشدقون باسم المبادئ وباسم أفكارهم، وأنهم هم الذين بهم سيسود العدل وتزدهر الحياة، وهم في الواقع يناقضون كل ما يقولون، وعندما تتحاور معهم على أن الدين المعاملة وأن الأخلاق هي التي تميز الصالح من الطالح تتمعر وجوههم، وكأن معهم صكوك الغفران، وأنهم لايخطئون، وحجتهم أنهم أصحاب مبادئ.

وتتعجب منهم عندما يطلقون الأحكام على الغير.. هذا شيوعي، وهذا ماركسي، وهذا علماني، وهذا صاحب سلطة. وهذا أبووجهين!! ولاينظرون إلى أنفسهم، وإلى ما وصلوا إليه من الحسد والكيد والبهتان والسمعة السيئة بين الناس، والغش والتحايل على الأحكام من الشريعة تحت مسمى المصلحة.

نحن لاننكر أننا بشر، نخطئ ونصيب، ولكن لابد لغيرنا أن يعتقد هذا الاعتقاد، فلايكون وصيا على الآخرين بتشخيصهم، ومع من هم وضد من.

آن لنا أن ندرك حقيقة الحياة والناس، وأن ندرك حقيقة الود وحسن الظن، وننبذ المكر ونطوي صفحة الماضي وتصفية الحسابات.. آن لنا أن نستبشر، وأن نضع الأفكار المنتنة الكريهة التي ما زادتنا إلا بعدا عن أخلاقنا وعن بناء وطننا، فغيرنا قد حرث البحر وسلك أبراج السماء.