بوش يضخم رهان المعارك الجارية في العراق ويعتبرها "حاسمة"

> واشنطن «الأيام» لوران لوزاتو :

>
بوش في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الاسترالي كين رود
بوش في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الاسترالي كين رود
سعى الرئيس الاميركي جورج بوش أمس الجمعة الى التهويل من شان المعارك الدائرة بين الجيش العراقي والمليشيات الشيعية ووصفها بانها تشكل لحظة "حاسمة" للعراق و"اختبارا" للحكومة العراقية.

وقال "اقول انها لحظة حاسمة في تاريخ العراق الحر" مخاطرا بذلك بتضخيم آثار فشل قد يحدث في مرحلة دقيقة بدا فيها وكأن اعمال العنف هدأت قبل مواجهات الايام الاخيرة وفي الوقت الذي يتعين فيه على بوش اتخاذ قرار مرتقب بشأن القوات الاميركية.

واضاف بوش في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الاسترالي كين رود "انه اختبار ولحظة حاسمة للحكومة العراقية".

وتابع "لقد شهدنا لحظات حاسمة اخرى سابقا وهذه ايضا لحظة حاسمة".

والمعارك التي بدأت الثلاثاء في البصرة (جنوب العراق) وامتدت الى بغداد ومدن عراقية اخرى تثير، بعد عدة اشهر من تحسن نسبي، المخاوف من زعزعة الوضع مجددا في العراق الذي كان على حافة الحرب الاهلية في 2006.

واوقعت هذه المعارك 170 قتيلا على الاقل ومئات الجرحى بحسب حصيلة لوكالة فرانس برس وهي تشكك في تأكيدات بوش بشأن حدوث تقدم وتأكيده أمس الأول ان "الحياة تعود الى طبيعتها" في العراق.

كما انها تطرح تساؤلات بشأن القرار الوشيك الذي سيتخذه بوش حيث عليه ان يعلن في غضون ايام قليلة ، وعلى الارجح في الاسبوع الثاني من نيسان/ابريل، ما اذا كان ينوي مواصلة خفض عديد القوات الاميركية في العراق بعد تموز/يوليو.

وكان بوش اعلن في ايلول/سبتمبر الماضي سحب خمسة افواج عسكرية بحلول تموز/يوليو 2008 ما يعني خفض عديد القوات الاميركية في العراق الى 140 الف جندي.

في الوقت نفسه تجاوز عديد قتلى القوات الاميركية في العراق الاربعة آلاف مع دخول الحرب على العراق عامها السادس في حين يعتقد ثلث الاميركيين ان هذه الحرب لم تكن تستحق العناء. غير ان اصرار بوش على رفض المخاطرة بالاضرار بالتقدم الذي تحقق كما يقول يؤشر فيما يبدو الى تعليق خفض عديد القوات بعد تموز/يوليو قبل نحو ستة اشهر من نهاية ولايته الرئاسية.

واشار بوش مجددا اليوم الى "تقدم جوهري" في العراق.. بيد انه اضاف ان "الوضع يبقى خطرا وهشا".

واضاف انه سيعمل لدى اتخاذ قراره بشأن عديد القوات "على ان يكون لدينا حضور قوي نسبيا من اجل النجاح في العراق".

وكرر ان حملة الانتخابات الرئاسية الاميركية التي يشكل الملف العراقي احد رهاناتها، لن تؤثر على قراره.

ورفض بوش الرد بشكل مباشر على اسئلة الصحافيين حول ما اذا كانت الاحداث الاخيرة في العراق ستؤثر على قراره.

في المقابل فان رئيس الوزراء العمالي الاسترالي كيفن رود الذي خلف احد ابرز حلفاء بوش المحافظ جون هوارد، يعتزم سحب 550 جنديا من جنوب العراق وذلك وفاء بوعد انتخابي.

وقدم بوش هذا الانسحاب كتجسيد لاستراتيجيته التي تتمثل في سحب جنود من العراق حين يكون بامكان العراقيين الاهتمام بانفسهم بامنهم.

واعتبر ان الهجوم على المليشيات الشيعية يظهر القدرات المتعاظمة للقوات العراقية ورغبة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في ارساء دولة القانون.

وقال بوش ان المالكي هو من قرر وقف الاعمال "الاجرامية" للمليشيات ملمحا بذلك الى ان قرار المالكي لم يكن مملى من الادارة الاميركية.

واضاف ان العراقيين هم من يقودون العمليات رغم تدخل طائرات التحالف لاول مرة أمس الجمعة في مؤشر على الصعوبات التي تواجهها القوات الحكومية.

وتابع بوش "بالطبع ستدعم الولايات المتحدة (العراقيين) في حال طلبوا ذلك او كانوا في حاجة الى ذلك". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى