> ارتقت المرأة اليمنية مناصب قيادية عاليه في مجتمعنا، وأصبحت تمثل واجهة اليمن ثقافيا وحضاريا واقتصاديا في كافة مجالات الحياة، إلا أن بعض النساء وضعن بصماتهن، وسجلن على مدى حقب من التاريخ سجلا حافلا بالمآثر والأعمال الخالدة، يشهد لها التاريخ، وكمثال لتلك السيدات المخرجة السينمائية اليمنية خديجة السلامي، الأستاذة أمة العليم السوسوة والمحامية راقية حميدان والكابتن روزا عبدالخالق، إلا أنني وبالأخص أحب أن أسلط الضوء على واحدة من سيدات المجتمع الفاضلات، هي الدكتورة رجاء باطويل مديرة الهيئة العامة للآثار (القصر) والمتاحف في عدن التي لعبت دورا فعالا في إبراز وجه اليمن حضاريا وثقافيا في العديد من المشاركات الإقليمية والندوات والمؤتمرات العربية والدولية.

هذه السيدة التي قدمت لليمن الكثير، ومازالت مستمرة في عطائها، ابتداءً من السبعينيات، حيث كانت من أوائل النساء اللاتي شاركن مع البعثات الأجنبية في الأعمال الحفرية والتنقيبية، ليس على مستوى اليمن وحسب بل على مستوى الجزيرة العربية، والمشاركة في معرض الآثار والحضارة اليمنية في باريس عام 97م لعرض مجموعة من القطع الآثارية من كل متاحف الجمهورية لتعريف العالم بالحضارة اليمنية، ومشاركتها أيضا في حوار الحضارات ( هولندا - لندن - ألمانيا)، وكان هدفه تبادل وجهات النظر حول الاكتشافات الآثارية وأعمال التنقيب وزيارة المتاحف هناك.

ولاننسى الدور الذي لعبته هذه السيدة الفاضلة بتفاعل أعضاء المكتب التنفيذي، وكذا قيادة المحافظة ممثلة بالأخ أحمد محمد الكحلاني محافظ محافظة عدن، ما أثمر إصدار القرار رقم (54) بإعلان مدينة عدن (صيرة) مدينة أثرية تاريخية، فكان مصدر سعادة للعديد من أبناء الوطن. وقد بذلت الدكتورة رجاء باطويل جهودا جبارة لإعادة القطع الأثرية المشاركة إلى المتاحف المختلفة، ومنها متحف الآثار الوطني في عدن، والتي تعود إلى دولتي قتبان و أوسان، وفيما يخص الحدث الذي شهده المتحف قبل أيام قلائل من افتتاح معرض (مائة سنة من الصور...) فقد كانت واجهة مشرفة لليمن، حيث احتوت قاعات المتحف الوطني أكثر من 140 صورة أخذت بين عامي 1960-1860، وحملت تاريخ التراث العربي في شبه الجزيرة العربية، مما أعطى انطباعا رائعا ودهشة بالغة لدى الزائرين من السواح الأجانب.

وبالتالي فإن اليمن وكافة أبنائه يفخرون بوجود أمثال هذه السيدة الفاضلة.. فالشكر والعرفان لك، ولكل امرأة يمنية عاملة.