> مساء الخميس الماضي 27/3 بثت الفضائية اليمنية حلقة جديدة من البرنامج الفني (طاب السمر) إعداد وتقديم عبدالملك السماوي وإخراج مجاهد القحطاني، وكانت فعلاً حلقة متميزة باستضافتها الفنان القدير رامي نبيه، الذي غنى فأمتع وتحدث فكان رائعاً، فهو مثقف إذا غنى ومثقف إذا تحدث ولديه مهارة في العزف على آلة العود لا يمتلكها سوى قلة من الفنانين، فتألق رامي نبيه بما قدمه من أغنيات لأحمد قاسم ومحمد جمعة خان، ومن ألحانه هو شخصياً، وتحدث عن الأغنية اليمنية وعن الأغنية العدنية تحديداً موضحاً الإيقاع في الأغنية محاولاً قدر ما وسعته المحاولة التطرق إلى ما قدمه فنانو عدن الكبار في الخمسينات والستينات من القرن الماضي ذاكراً عدداً ممن تأثر بهم، وفي مقدتهم الموسيقار الراحل أحمد بن أحمد قاسم، كما أشار رامي نبيه إلى الفرق بين السرقة والاقتباس في صناعة الألحان من حيث عدد (المازورات) مؤكداً أنه يحاول أحياناً المزج بين ألحانه وبين موسيقى بعض الشعوب الأخرى، وخصوصاً الموسيقى الأقرب إلى الموسيقى العربية، وقدم نموذجاً من تلحينه مزج في مقطعه الأخير بين تلحينه ولحن أغنية أوزباكستانية، وفي ذلك دلالة على اطلاعه على الموسيقى الأجنبية، وهذا ما ينبغي أن يفعله كل فنان يحرص على التجديد وتقديم أغنية يمنية قادرة على الانتشار والمنافسة عربياً على الأقل، كما أكد رامي نبيه على أهمية تأسيس الفرق الموسيقية (الكبيرة) مبيناً أن الغناء بمصاحبة فرقة موسيقية هو الأرقى، وعبر عن رأيه الصريح بطبيعة الغناء في (المخادر) هذه الأيام مشيراً إلى رقي (المخدرة) في الماضي التي كان فنانوها لايعتمدون على التقليد ويحرصون على تقديم أغانٍ جديدة رائعة، وكان صريحاً أكثر وهو يعبر عن إعجابه الشديد بالفنانات حتى ثمانينات القرن الماضي، وأبرزهن رجاء باسودان وصباح منصر وفتحية الصغيرة وأمل كعدل مشيراً إلى أنهن كنَّ (محترفات) عن جدارة وعن دراية بالموسيقى، مشيراً إلى أن مغنيات هذه الأيام يفتقرن إلى الثقافة الموسيقية .

حلقة الخميس الماضي من (طاب السمر) كانت أكثر من رائعة وسبق للفضائية اليمنية أن استضافت رامي نبيه أكثر من مرة إلا أن رامي نبيه صار اليوم جديراً بفرصة أكبر، لأنه فنان جاد ومثقف يحترم نفسه وفنه، وبالتالي يرفض إصدار شريط كاسيت يسقط فيه الفن تحت وطأة شروط شركات الإنتاج الفني، أقصد (الإنتاج التجاري) اليمنية .