الصدر يأمر أتباعه بالابتعاد عن الشوارع

> النجف «الأيام» رويترز :

>
رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر
رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر
دعا رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر أنصاره أمس الأحد للكف عن مقاتلة قوات الحكومة بعد معارك استمرت أسبوعا في جنوب العراق وبغداد وهددت بالخروج عن نطاق السيطرة.

وفجرت حملة على المسلحين الشيعة في البصرة بجنوب البلاد أعمال عنف هددت بمحو التقدم على صعيد الامن الذي تحقق على مدى العام الاخير.

وقال الصدر في بيان قدمه مساعدوه للصحفيين في مدينة النجف "انطلاقا من موقع المسؤولية وحفاظا على الدم العراقي... تقرر إلغاء المظاهر المسلحة في البصرة وجميع المحافظات."

وأضاف " نعلن البراءة من كل من يحمل السلاح ويستهدف الاجهزة والمؤسسات الحكومية والخدمية ومكاتب الاحزاب."

وزاد ضلوع القوات الامريكية في المعارك التي كشفت انقساما داخل الأغلبية الشيعية بين أحزاب في حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي وحركة الصدر الشعبية في الشوارع.

ورحبت الحكومة ببيان الصدر لكنها قالت إنها ستواصل هجومها في البصرة.

وقال المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ لرويترز إن عملية البصرة ستستمر ولن تتوقف حتى تحقق أهدافها مشيرا إلى أنها لا تستهدف الصدريين بل لعصابات الاجرامية.

وقتل عشرات الأشخاص في اشتباكات في جنوب العراق وفي الأحياء الشيعية في العاصمة حيث فرض الآن حظر تجول إلى أجل غير مسمى لمنع وقوع مزيد من أعمال العنف.

وفي بيانه طالب الصدر أيضا "بوقف المداهمات والاعتقالات العشوائية" لأتباعه ودعاهم للانتفاع من قانون العفو الذي أصدره البرلمان في فبراير شباط بهدف الإفراج عن آلاف السجناء من السجون العراقية.

وأمر المالكي الذي توجه للبصرة للإشراف على العملية المستمرة منذ ستة أيام المقاتلين الشيعة هناك بإلقاء أسلحتهم وقام بتمديد مهلة 72 ساعة حتى الثامن أبريل كي يسلم المقاتلون الاسلحة الثقيلة والمتوسطة مقابل أموال.

وقال حازم الأعرجي وهو مساعد للصدر للصحفيين إن مقاتلي جيش المهدي لن يسلموا أسلحتهم.

وأضاف أنه تم التوصل لاتفاق مع الحكومة لوقف "الاعتقالات العشوائية" التي شكا منها أنصار الصدر والتي فجرت أعمال العنف على مدى أسبوع.

واتهم أنصار الصدر المالكي والمجلس الأعلى الإسلامي العراقي أقوى حليف لرئيس الوزراء في الحكومة بمحاولة سحقهم قبل انتخابات المحافظات المقررة في أكتوبر تشرين الأول التي من المتوقع أن يكون أداؤهم فيها قويا.

وشكا الصدريون من أن القوات العراقية والأمريكية استغلت هدنة دعا إليها الصدر في أغسطس آب الماضي لتنفيذ عمليات اعتقال دون تمييز. ويقول الجيش الأمريكي إنه لا يستهدف سوى من عصوا أمر الهدنة.

وسعى الصدر في الشهور الاخيرة لإعادة تنظيم الميليشيا لاستبعاد العناصر المارقة وستكون إطاعة أوامره اختبارا مهما لمدى امساكه بزمام الامور.

وبعد صدور بيان الصدر بفترة قصيرة سقطت مجموعة من الصواريخ أو قذائف المورتر على المنطقة الخضراء المحصنة التي تضم مباني دبلوماسية وحكومية بوسط بغداد. وألقى الجيش الأمريكي مسؤولية هجمات مماثلة سابقة في الاسبوع الماضي على أفراد مارقين في ميليشيا جيش المهدي.

لكن في مدينة الناصرية الجنوبية قال مراسل لرويترز إن الاشتباكات توقفت مع قوات الأمن وإن مقاتلي جيش المهدي شوهدوا وهم ينسحبون من الشوارع.

ووضعت هذه المعارك الولايات المتحدة في مأزق. فرغم أنها تريد أن تتولى القوات العراقية زمام المبادرة في العمليات الامنية فقد عرضت عملية البصرة هدنة الصدر التي كانت عاملا مهما في تراجع العنف منذ يونيو حزيران الماضي للخطر.

كما تجازف الولايات المتحدة بالانسياق إلى صراع بين الشيعة في الوقت الذي تخطط فيه لسحب نحو 20 ألفا من جنودها واتخاذ قرار قريبا بشأن مستوى القوات في المستقبل. ويريد الديمقراطيون الذين يسعون لخلافة الرئيس الامريكي جورج بوش سحب القوات بشكل أسرع.

وقالت القوات الامريكية إنها قتلت ما لايقل عن 14 مقاتلا في هجومين صاروخيين بطائرات الهليكوبتر في بغداد في وقت مبكر أمس الأحد. كما قالت إن قوات خاصة تعمل إلى جانب وحدات عراقية في البصرة حيث تسببت ضربات جوية في مقتل 22 مقاتلا أمس الأول.

ولم تحقق عملية الحكومة نجاحا يذكر في استعادة السيطرة على شوارع البصرة.

وبعد صدور بيان الصدر بفترة قصيرة أظهرت لقطات لتلفزيون رويترز مقاتلين ملثمين من جيش المهدي مسلحين ببنادق آلية وقاذفات صواريخ خارج محطة بث تلفزيوني حكومية بعد أن أضرموا النار في ناقلات جند عراقية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى