ردفان والضالع تشهدان تظاهرات شبابية غاضبة

> الضالع/ردفان «الأيام» خاص:

>
الحجارة والإطارات المشتعلة أغلقت الطريق العام بالضالع أمس
الحجارة والإطارات المشتعلة أغلقت الطريق العام بالضالع أمس
شهدت مدينة الضالع أمس الأحد قيام العشرات من الشباب العاطلين عن العمل بقطع الطريق العام بالحجارة والحواجز والإطارات المحترقة، وكذا القيام بتكسير واجهات المباني الزجاجية والسيارات السالكة للخط الرئيس.

وهاجم المتظاهرون مبنى فرع وزارة الاتصالات وفندق أوسان السياحي ومطعم التاج الذهبي، كما هاجموا مقر فرع المؤتمر الشعبي العام بالمحافظة الذي تعرض لوابل من الحجارة هشمت زجاج نوافذه من ناحية الطريق، وأطلق بالمقابل حارس المبنى أعيرة نارية لتفريق المتظاهرين.

جانب من المتظاهرين الشبان بردفان والأضرار التي لحقت بالممتلكات العامة
جانب من المتظاهرين الشبان بردفان والأضرار التي لحقت بالممتلكات العامة
وكان عدد من أبناء مديريات الضالع التسع قد عادوا من يريم مساء أمس الأول السبت عقب مقابلتهم للجنة التجنيد في معسكر الحرس، التي قبلت قرابة 120 فردا من إجمالي 250 متقدما للخدمة في الجيش من تلك المديريات.

وعند عودة هؤلاء غير المقبولين إلى الضالع قاموا بالتظاهر أمس احتجاجا على ما وصفوه بالتمييز والحرمان الذي طالهم جراء اتباع شروط قصد بها تقليص حصة المحافظة، وأفادوا بأنهم قوبلوا في المعسكر بطريقة مستفزة من بعض الضباط في لجنة الاستقبال الذين كانت ألفاظهم تعيب القادمين من الضالع، باعتبارهم (دعاة انفصال) إذ خاطبهم أحد الضباط قائلا: «خلوا البراميل تنفعكم!».

وكانت التظاهرة الغاضبة قد جابت الشوارع ومنعت السيارات السالكة من السير أو المرور، كما أقدمت على تهشيم زجاج المحلات التجارية والمطاعم المفتوحة، إضافة إلى اعتراض سيارات المسافرين التي طالها التكسير أيضا، ومنها سيارة إحدى الأسر المارة نوع سوزوكي، تهشم زجاجها الخلفي، وأصيبت امرأة بداخلها بحجر في رأسها، وخلال تجوال المحتجين هاجموا باعة الخضار في سوق المدينة، ورغم محاولات رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية في المجلس المحلي علي محمد العود إثناء هذه الجموع عن فعلها الذي قوبل بحالة من الاستياء والسخط من المواطنين ومرتادي السوق، ورغم التعاطف مع مطالب الشباب المحتجين إلا أن تواصل تلك الأعمال، وانتشار الأدخنة المتصاعدة في الهواء، وتوقف النشاط التجاري والحركة كاملة إلى وقت الظهر غيّر من مواقف وتعاطف المواطنين والباعة مع هؤلاء العائدين من يريم إلى الجهة المعاكسة لحقوقهم المرفوعة.

الضالع
الضالع
إلى ذلك قال المتحدثون بأن «استهدافهم لمقر المؤتمر الشعبي العام أو رفعهم لحمار فوق أكتافهم أثناء التظاهرة راجع لدوره في عملية التجنيد التي تمت تحت علمه ومساهمته فيها».

وقد انفجرت ثورة الغضب هذه إثر تعرض شاب يدعى فواز قاسم دهوان لكسر في رجله نتيجة تعرضه لدهس من قبل طقم تابع لشرطة النجدة في بداية انطلاق المسيرة.

ردفان
ردفان
من جهة أخرى كانت أحزاب اللقاء المشترك قد وقفت عصر أمس أمام حالة الغضب الشعبي الذي أرجعته في بيانها الصادر إلى التعامل غير المسئول من قبل السلطة تجاه الشباب المتقدمين للتجنيد، وأدانت هذه الأحزاب ما حدث، واعتبرته «نتاج سياسة هوجاء ورعناء من جهة السلطة لتعاملها مع القضايا بشكل عام بطرق حزبية ضيقة وانتقائية، تخلو من الشفافية، وخصوصا في تعاطيها مع قضايا الشباب المتقدمين للتجنيد الذين جرى طردهم من المعسكرات، وكان ذلك وراء ردة الفعل الغاضبة، وما ترتب عليها من قطع للطريق وشل الحركة وإحلال الفوضى».

وأدانت أحزاب اللقاء المشترك «الموقف المتفرج للجهات المسئولة إزاء حماية الممتلكات العامة والخاصة»، مؤكدة «أن السياسات المعيشية الخاطئة هي التي أوصلت الشباب إلى عدم التفريق بين الحياة والموت».

كما أدانت أحزاب اللقاء المشترك «السلطة لتعمدها تهميش دور السلطة المحلية في المحافظة، وجعلها عاجزة عن القيام بدورها الوطني في توزيع حصة المحافظة من الوظائف في السلك العسكري على كل المديريات والمستحقين».

الضالع
الضالع
وعلى صعيد المؤتمر الشعبي العام دعا نائب رئيس فرع المؤتمر بالمحافظة الأخ أحمد عبادي المعكر قيادة الأحزاب في المحافظة إلى لقاء سريع للوقوف أمام ما حدث باعتباره مطلبا ملحا لا يستوجب التأخير.

واعتبر القائم بأعمال رئيس الفرع ما وقع أمس في الضالع بأنه «عمل مسيئ وغير مسئول ويتنافى تماما مع قواعد النضال السلمي الديمقراطي التي تتعارض كليا مع ما حدث من أعمال شغب وتدمير لمكاتب ومصالح الدولة وممتلكات المواطنين».

ودعا المعكر جهات الاختصاص ومنها أجهزة الأمن للقيام بدورها في حماية مؤسسات الدولة وكذا المصالح والممتلكات الخاصة.

ونفى المعكر في ختام حديثه صلة حزبه بعملية التجنيد الأخيرة.

الضالع
الضالع
على الصعيد نفسه شهدت مدينة الحبيلين بردفان محافظة لحج صباح أمس لليوم الثاني على التوالي سلسلة من التظاهرات الاحتجاجية الغاضبة للشباب والعاطلين عن العمل الذين توافدوا من معظم المناطق والقرى النائية إلى عاصمة المديرية، للتعبير عن رفضهم واستنكارهم لاستمرار تهميشهم وحرمانهم من حقهم بالتوظيف في السلك العسكري، والتنديد بالممارسات والسلوكيات التي يتم التعامل بها معهم أثناء مطالبتهم بحقهم في التوظيف، والتي أوصلتهم بحسب قولهم إلى قناعة تامة بأن لاسبيل للخلاص من هذه الأوضاع إلا بتصعيد الفعاليات الاحتجاجية، والمطالبة بكافة الحقوق التي ينادي بها كل أبناء المحافظات الجنوبية.

ردفان
ردفان
وقد عاشت مدينة الحبيلين منذ الصباح الباكر يوما داميا وأعمالا طالت العديد من المرافق الحكومية والمحال التجارية والسيارات، وعصيانا مدنيا لم تستطع السلطات المحلية والأمنية بالمديرية التدخل لوضع حد له، حيث قام المتظاهرون باقتحام مبنى السلطة المحلية بعد أن قاموا بكسر البوابة الرئيسة للمبنى وقاموا بتكسير وتهشيم أبواب ونوافذ العديد من المكاتب التنفيذية، ثم اتجه المتظاهرون صوب مبنى إدارة الاتصالات وقاموا بإلحاق أضرار بأثاث ووثائق مكتب مدير الاتصالات الذي تعرض للاعتداء والرمي بالحجارة وتهشيم زجاج سيارته الخاصة، ومحكمة الحبيلين هي الأخرى لم تسلم من أعمال الشغب، حيث اقتحم المتظاهرون الغاضبون مبناها وقاموا بتهشيم معظم زجاج أبواب ونوافذ المبنى، وألحقوا أضرارا بالغة بسيارة وكيل نيابة ردفان التي كانت بداخل حوش المبنى، كما هاجموا مبنى الضرائب، ثم توجهوا إلى الخط العام عدن ـ صنعاء، وقاموا بقطعه وإلقاء الحجارة وإحراق الإطارات وسط الطريق، التي غطى دخانها سماء المدينة، ورفضوا السماح للسيارات بالمرور.

وقام المتظاهرون بملاحقة العديد من السيارات التي حاولت سلوك طرق فرعية للمرور، وأجبروها على العودة، وقاموا بالاعتداء على سائقي بعض السيارات الذين حاولوا تجاوز المتظاهرين الذين انتشروا على طول الخط العام من مدخل مدينة الحبيلين حتى منطقة الجدعاء.

وقد جابت تلك الجموع الغاضبة من الشباب شوارع مدينة الحبيلين، وأجبرت أصحاب المحال التجارية على إغلاق محلاتهم، وقام المتظاهرون بالاعتداء على عدد من المحال التجارية والمطاعم وأصحاب الفرشات ورميهم بالحجارة، كما قاموا بتجريد أحد العاملين في أحد المطاعم من سلاحه الآلي بعد محاولته إطلاق الرصاص في الهواء لمنع المتظاهرين من اقتحام المطعم.

ردفان
ردفان
واتجه المتظاهرون بعد ذلك إلى السوق المخصص لبيع القات حيث قاموا بالعبث بالمظلات والمعدات الحديدية الخاصة ببائعي القات.

واستمر المتظاهرون بقطع الطريق حتى الساعة الرابعة عصرا، وشوهدت كافة المحال التجارية والبقالات في مدينة الحبيلين مغلقة منذ صباح يوم أمس حتى المساء.

كما لوحظ جنود من القطاع العسكري المرابطين في مدينة الحبيلين مدججين بأسلحتهم وهم ينتشرون في محيط المعسكر وعلى الجبال المطلة عليه.

وقد استمرت الاحتجاجات والتظاهرات الغاضبة على الخط العام حتى الرابعة عصرا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى