وللفن أسراره.. فنانون بين المعاناة والطموح

> «الأيام» فاروق الجفري:

> ابتعاد كبار نجوم التمثيل عن الأضواء لم يحدث بناء على رغبتهم.. ولم يتم بسبب عدم تلقيهم عروضاً من أجل أعمال جديدة.. وإنما جاء ابتعادهم عن الأضواء أولاً وأخيراً بسبب معاناتهم، وبقدر هذه المعاناة تطول أو تقصر فترة ابتعاد هؤلاء الفنانين عن الأضواء. الفنانة فاتن حمامة تبتعد منذ سنوات عن الأضواء والسبب معاناتها وهي تبحث عن الدور الذي يناسبها ومن أجل اختصار مدة معاناتها تلتقي بأكثر من كاتب وتعقد أكثر من جلسة عمل من أجل العثور على الدور الذي تطمح إليه وقد تطول أو تقصر فترة غيابها.. فهذه مسألة في علم الغيب.

الشيء نفسه يتكرر مع الفنان عمر الشريف فمنذ استقراره في مصر وهو يتلقى عشرات العروض من أجل الظهور في أعمال فنية جديدة لايزال يرفضها حتى الآن لأنه لا يجد فيها نفسه ولهذا فهو يعيش الآن مرحلة معاناة. وفي مرحلة من حياة الفنانة سعاد حسني قبل وفاتها فضلت المعاناة وابتعدت فترة من عمرها عن الأضواء وكان ذلك في أعقاب قيامها ببطولة عدة أفلام لم تكن ناجحة ومنها فيلم باسم (حواء والقرد).

ومن النجوم التي تعيش قصص معاناة، الفنان يحيى شاهين قبل وفاته، الذي فضل الابتعاد عن الأضواء مادام لا يجد أمامه ما يقنعه من أجل الوقوف أمام الكاميرا. ومن المخرجين السينمائيين الذي خسروا كثيراً بسبب امتداد فترة معاناتهم المخرج كمال الشيخ، الذي أمضى من عمره الفني سنوات طويلة من أجل العثور على السيناريو الذي يقنعه بالعودة إلى السينما وعندما سأله أحد أصدقائه من أين يعيش وهو يخاصم السينما طوال سنوات طويلة؟ كانت إجابته أنه باع قطعة أرض ورثها مع أفراد أسرته. وأشهر قصة معاناة في الوسط الفني عاشها المخرج السينمائي محمد كريم فعندما يئس من عودة محمد عبدالوهاب إلى السينما، وكان متخصصاً في إخراج أفلامه فكر محمد كريم في تحطيم المعاناة التي يعيشها وتفرغ لكتابة سيناريو الأفلام حتى توفي. وفي النهاية إن النجم بلا معاناة من أجل اختيار الدور الذي يناسبه لن يكون فناناً قد يصبح نجماً ولكنه لم يحقق ذاته. حقيقة قد يحقق النجم الدخل المادي الذي يرضيه لكنه لن يكون أبداً فناناً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى