«الأيام» تستطلع أوضاع مناطق الغيل بمديرية الروضة بشبوة ..تموت أشجار النخيل واقفة وتستوطن البلهارسيا فيها

> «الأيام» جمال شنيتر:

>
تقع منطقة الغيل في منتصف وادي حبان أحد الأودية الرئيسية الشهيرة في محافظة شبوة، الذي يمتد من منطقة الكور بمديرية الصعيد حتى يلتقي بوادي عماقين في منطقة عزان ثم إلى البحر العربي، ومنطقة الغيل تضم عدداً من القرى الواقعة ضمن الإطار الإداري لمديرية الروضة وهي: غرير، القرن، دبول، العادية، البنوة، كدب، الرديحة، المحاضر، المشباب ، الصر، الصفاة والمجازة.

«الأيام» زارت هذه المنطقة واستطلعت أحوال ساكنيها واطلعت على همومهم وآلامهم وأحلامهم وسجلت الحصيلة في السطور الآتية:

تعد الغيل منطقة خصبة تزرع فيها العديد من المحاصيل الزراعية إلا أن الزراعة بدأت تتراجع، وبهذا الصدد يقول الشيخ سعيد محمد حبتور:«الزراعة في الغيل تتراجع وتتدهور، حيث كان هناك مشروع جداول للمياه في المنطقة، وقامت المرحلة الأولى منه وكانت الشركة تقوم بإصلاح هذه الجداول، ولكن قامت حرب 1994م ولم تستكمل المراحل المتبقية من المشروع، كما أن تدفق السيول أدى إلى تكون الأخوار وخربت وضع النخيل، ولابد من إيجاد دفاعات وعلى الدولة أن تتدخل من خلال إقامة مشاريع زراعية لاستغلال هذه المياه الموجودة، فنحن غير قادرين على استخدام واستغلال المياه بالشكل المطلوب، كما أن الأحراش ازداد والمنطقة بحاجة إلى سواقي وجداول».

وحول الجانب الزراعي أيضاً يحدثنا الأخ عمر ناصر الرباش حبتور قائلاً:«إن منطقة الغيل تحظى بمقومات التطور الزراعي، ومنها توفر مياه الري والتربة الجيدة وملاءمة المناخ إلا أن المنطقة بحاجة إلى إقامة منشآت ري حديثة ومنها إدخال نظام الري المزدوج وإقامة حواجز دفاعية لحماية الأرض من السيول.كما أن زراعة النخيل التي تشتهر بها منطقتنا حتى بلغت أكثر من مائة وخمسة ألف نخلة إلا أنها بدأت تتأثر بعدة عوامل أهمها التقادم والسقوط والجفاف وجرف الأراضي والأشجار، وقدم القنوات الزراعية وصغرها ووجود الآفات الزراعية».

وحول طريق المواصلات في منطقة الغيل يقول الأخ الرباش:«يمر خط المواصلات العام عدن حضرموت بمنطقة الغيل غرير إلا أن قرى الغيل الأخرى المتناثرة بحاجة إلى خط مواصلات يربطها بالخط العام هذا ما نرجوه من الدولة في ظل التوجه نحو تأسيس البنية التحتية للمجتمع، فربط القرى بالخط الرئيسي سيحدث نقلة نوعية في حياة الناس، مع العلم أن هناك مشروع ربط مناطق الغيل بالروضة، وهذا المشروع طال أمده وانتظاره رغم اعتماده منذ الثمانينات، ويتم ترحيله من عام إلى عام ولم يتم حدوث شيء فيه ومؤخراً زار وزير الأشغال المنطقة واطلع على وضع هذه الطريق وأهميتها بالنسبة لحياة الناس وأملنا أن يولي الأخ الوزير كل اهتمامه لتنفيذ طريق غرير - الروضة».

البلهارسيا

وعن الجانب الصحي الذي يعد أحد الهموم التي يعاني منها الإنسان في هذه المنطقة يقول الأخ فضل عبدالله حبتور: «تعد مناطق الغيل من المناطق الموبوءة بمرضي البلهارسيا والملاريا، وذلك لطبيعة المنطقة لكونها غيولاً مائية جارية، ولذلك نطالب الجهات المختصة بإدراج المنطقة ضمن المشروع المركزي لمكافحة البلهارسيا والملاريا حتى يتم القضاء على هذا الوباء والعمل على وقاية المواطنين منه سواء بالرش أو التوعية الصحية حتى يتم الحد من الإصابة بهذا المرض، ولابد من اعتماد مشروع للصرف الصحي كون مخلفات الصرف الصحي ومياه الغيول تعد بيئة مناسبة لانتشار الأمراض، ويمكن القول إن هذه المناطق لا يخلو أي منزل فيها من مرض البلهارسيا».

ويضيف الأخ فضل حبتور:«يوجد بالمنطقة مركز صحي صغير لا يفي باحتياجات المواطنين من الخدمات الصحية، ويفتقر إلى أبسط الإمكانيات الطبية سواء من حيث الكادر الطبي أو الأثاث».

التربية والتعليم

رغم معاناة أهالي مناطق الغيل من كثير من الأمور التي ذكرناها آنفاً، وأخرى لم نذكرها إلا أنه من خلال زيارة «الأيام» لاحظنا أن أوضاع التربية والتعليم في هذه المناطق تشكل حالة طيبة وجيدة في الغالب، حيث توجد أكثر من مدرسة للتعليم الأساسي والثانوي.. ويقول الأخ ناصر أحمد بامحرز مدير مدرسة غرير:«تمثل منطقة الغيل الصدارة في جانب المشاريع التربوية، حيث يوجد بها مدارس للتعليم الأساسي بنين، وكذا مدرسة ثانوية ومدرسة للبنات وهذا بفضل الله أولاً ثم بتوجيهات الأخ نائب وزير التربية والتعليم د. عبدالعزيز بن حبتور، ومدرستنا هذه من المدارس التي تسير فيها الدراسة بشكل طبيعي وبدون مشاكل تذكر، وربما المعضلة الرئيسة هي عدم إكمال الطالبات للدراسة بعد الصف السادس من مرحلة التعليم الأساسي، ولكن يتم العمل حالياً لإكمال بناء مدرسة للبنات التي ستؤدي عند فتحها إلى جذب الطالبات للدراسة، وهذا ما نرجوه».

وعن ثانوية الفقيد الحامد يقول الأستاذ محمد غازي حبتور مدير الثانوية:«تسير الدراسة في الثانوية بشكل طبيعي ولله الحمد المعلمون متوفرون منذ بداية العام وتم حل المشاكل في الثانوية بمساعدة مدير التربية بالمحافظة الأستاذ ناصر سالم يوسف، لكن هناك بعض المعوقات التي تواجهنا في عملنا ومنها طلاب الصف التاسع من مرحلة التعليم الأساسي الذين أدى وجودهم إلى حدوث بعض الإشكاليات من إزعاج وفوضى وتكسير النوافذ والبلاط، كما أدى إلى نقص الحجرات الدراسية، وبالتالي نقوم سنوياً بنقل طلاب ثالث ثانوي إلى ثانوية عزان بمديرية ميفعة».

ملاحظة للمحرر: لاحظنا حركة نشطة في المدرسة الثانوية في جانب الأنشطة الصفية واللاصفية بتشجيع من إدارة الثانوية.

ونختتم جولتنا في المرافق التعليمية بمنطقة غرير الغيل بزيارة مدرسة الحذل للتعليم الأساسي، حيث التقينا مدير المدرسة الأستاذ عمر محمد مسلم، الذي يقول:«نشكر صحيفة «الأيام» ومراسلها على تلمس هموم وأوضاع هذه المنطقة.

وبالنسبة لوضع التعليم تم افتتاح أربع مدارس للتعليم الأساسي ومدرسة ثانوية وأخرى للبنات علماً أنه قبل عام 1990م كانت لا توجد إلا مدرسة واحدة فقط في منطقة غرير وبالنسبة لمدرسة الحذل التي يبلغ عدد تلاميذها ثلاثمائة تلميذ هي بحاجة إلى بناء صفوف إضافية كون العدد في تزايد مستمر، وكذا نحن بحاجة إلى بناء غرفة للمختبر، خاصة وأن المختبر موجود ونشكر الأخ نائب وزير التربية والتعليم، الذي كان له الفضل بعد الله في ذلك».

ويضيف:«مشكلة الغيل الأساسية هي البطالة، فكثير من الشباب بحاجة إلى عمل وبحاجة إلى وظائف الدولة، وفي هذه المدرسة يوجد ثلاثة متطوعين يعملون بدون مقابل رجاء التوظيف، لذا نطالب الحكومة بالنظر إلى حال هؤلاء وخاصة في ظل الغلاء الفاحش الذي تشهده البلاد».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى