> بغداد «الأيام» رويترز :
وبكى الرجال وانتحبت النساء في الوقت الذي حمل فيه نعش القس عادل يوسف إلى كنيسة مار بطرس وبولس للطائفة السريانية الارثوذكسية بحي الكرادة بوسط بغداد قرب المكان الذي قتل فيه القس في حادث إطلاق نار من سيارة أمس الأول.
ونثر المشيعون الزهور على النعش المفتوح أثناء دخوله الكنيسة.
وحاولت الأقلية المسيحية في العراق ان تنأى بنفسها عن العنف الطائفي الذي أودى بحياة عشرات الالاف من العراقيين منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003. لكن رجال الدين والكنائس المسيحية باتت أهدافا متكررة على مدى الأشهر القليلة الماضية.
وخطف كبير أساقفة الكنيسة الكلدانية في مدينة الموصل الشمالية في فبراير شباط وعثر عليه ميتا بعد ذلك بأسبوعين.
وقال رجل مسن يعمل مهندسا بالكنيسة "هؤلاء مرتزقة لا يقدرون على التمييز.. يهاجمون المسيحيين لأننا قلة بالعراق ولا نستطيع الرد على نطاق واسع."
وأضاف "لكن هذا بلدنا وهذه حياتنا وسنتحملها." ومثل مشيعين آخرين طلب الرجل عدم نشر اسمه لأسباب أمنية.
وحضر زعماء من طوائف أخرى لتشييع القس وبينهم بطريرك الكنيسة الكلدانية الكردينال إيمانويل ديلي الذي قال لرويترز في وقت سابق إن الكثير من الناس سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين أو من الصابئة قتلوا رغم أنهم كرسوا أنفسهم لخدمة هذا البلد. وأضاف أن المسيحيين على استعداد للصفح عمن ارتكبوا هذه الجرائم من أجل وحدة العراق.
وغادر كثيرون من مسيحيي العراق البلاد بين مليوني لاجئ نزحوا إلى دول مجاورة. لكن المشيعين في جنازة اليوم قالوا إنهم يرفضون أن يرضخوا للترهيب بمغادرة البلاد.
وقال أحد الشبان "أحيانا أفكر في الرحيل عن العراق لكني مصر على البقاء في بغداد إنها مسألة إيمان."