اندلاع القتال في بغداد بعد أسبوع من الهدوء

> بغداد «الأيام» رويترز :

>
خاضت قوات الحكومة العراقية تدعمها القوات الامريكية معارك مع مسلحين بحي مدينة الصدر الشعبي أمس الأحد في أعنف قتال بالعاصمة بغداد منذ دعا رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر أنصاره للابتعاد عن الشوارع قبل أسبوع.

وقالت الشرطة إن 22 شخصا قتلوا في المعارك. وقال مسؤولون بمستشفيين في حي الصدر إنهما استقبلا 16 جثة على الأقل وعالجا 78 مصابا.

وقال المتحدث باسم الجيش الامريكي اللفتنانت كولونيل ستيفن ستوفر إن قوات الجيش العراقي تتقدم عبر قطاعين جنوبيين من حي الصدر. وأضاف أن طائرات هليكوبتر أمريكية أطلقت ما لا يقل عن صاروخين من طراز هيلفاير الأمر الذي أدى إلى مقتل تسعة مقاتلين.

وتأتي أعمال العنف في حي مدينة الصدر معقل ميليشيا جيش المهدي الموالية للصدر في بغداد بعد أسبوع من الهدوء النسبي في أعقاب حملة نفذتها حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي على أنصار الصدر أدت إلى اشتباكات في جميع أنحاء الجنوب والأحياء الشيعية بالعاصمة في أواخر الشهر الماضي.

وتأتي الاضطرابات قبل أيام من الموعد المقرر لإدلاء السفير الامريكي في العراق ريان كروكر والجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الامريكية هناك بإفادتيهما أمام الكونجرس بشأن التقدم في العراق.

وذكرت الشرطة أن عملية مشتركة للجيش الامريكي والقوات العراقية بدأت في الساعات الأولى أمس الأحد وإن المعارك امتدت إلى مشارف مدينة الصدر,وأمكن سماع دوي أعيرة نارية طوال اليوم في حي مدينة الصدر الذي يسكنه مليونا شخص في شرق بغداد.

وكرر الفريق عبود قنبر قائد الجيش العراقي في بغداد أمر المالكي لجميع الجماعات المسلحة بتسليم أسلحتها. وقال للصحفيين في مركز للشرطة في حي مدينة الصدر إنه إذا رفضت تلك الجماعات تسليم أسلحتها فسيصادرها الجيش.

وندد مقاتلو جيش المهدي بالمداهمات. وقال أبو عمار وهو قيادي في جيش المهدي لرويترز إنه فقد أحد أقاربه في اشتباكات اليوم.

وحلقت طائرات هليكوبتر أمريكية من طراز أباتشي فوق حي مدينة الصدر وشوهد عمود من الدخان الاسود يتصاعد من سوق جميلة الذي يقع على مشارف الحي ويمد معظم الشطر الشرقي من بغداد بالمواد الغذائية.

وقال ستوفر "أطلق مجرمون صواريخ وأصابوا سوق جميلة. لا أعلم عدد الذين قتلوا." وذكر مصدر في وزارة الداخلية أن الحريق ظل مشتعلا عدة ساعات في ظل عدم تمكن رجال الإطفاء من الوصول إلى السوق.

وفرضت القوات الامريكية والعراقية حظرا لحركة مرور السيارات من مدينة الصدر وإليها لمدة أسبوعين. وتحدث سكان الحي الشعبي المحاصر عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى مستويات هائلة وتراكم القمامة وعن حياة لا تحتمل داخل منازلهم.

وقال وردان علي وهو طالب من حي الصدر اضطر للسير عشرة كيلومترات يوميا على قدميه إلى الجامعة بسبب الحصار "لم نتمكن من النوم منذ اندلاع القتال قبل أسبوعين."

ونددت الكتلة الصدرية في البرلمان بالمداهمات. وقال حسن هاشم وهو عضو من التيار الصدري في لجنة الشؤون الأمنية في البرلمان إن تدخل القوات الامريكية "مروع ولا مبرر له" وإن بعض الناس في حي مدينة الصدر يعتقدون أن هذه القوات ستلاحقهم وتقتلهم.

وطالب الحكومة بالتدخل لوضع حد "للتدهور الخطير" للوضع الامني في حي مدينة الصدر ووقف التوغل العسكري على الفور.

وفي الشمال قال اللواء خالد عبد الستار المتحدث الأمني في محافظة نينوى إن مسلحين خطفوا زهاء 40 طالبا قرب مدينة الموصل الشمالية واحتجزوهم عدة ساعات قبل أن تطلق قوات الأمن سراحهم.

وسلط الحادث الضوء على استمرار العنف في مناطق العرب السنة والمناطق المختلطة طائفيا وعرقيا في شمال البلاد بعد تركز الاهتمام على العنف في المناطق الشيعية في بغداد والجنوب.

وقال المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ لقناة العربية الإخبارية إن هذه "جماعات إرهابية" مرتبطة بتنظيم القاعدة ونظام الرئيس السابق صدام حسين وتعمل على ترويع الأبرياء بشكل مستمر,وأضاف أن الحكومة ستواصل ملاحقة هذه الجماعات لحماية العراقيين.

وأعاد تنظيم القاعدة تنظيم صفوفه في المحافظات الشمالية بعد أن أخرجته سلسلة من العمليات العسكرية من محافظة الأنبار الغربية وبغداد.

ويقول الجيش الامريكي إن الموصل هي أخر معقل حضري كبير للقاعدة في العراق.

وكثرت حوادث الخطف بما في ذلك الخطف الجماعي مع تفشي العنف في العراق في اعقاب الغزو عام 2003.

وفي نوفمبر تشرين الثاني عام 2006 خطف مسلحون عشرات الأشخاص من وزارة التعليم العالي وما زال كثير منهم في عداد المفقودين رسميا,وفي الشهر التالي خطف مسلحون نحو 30 عراقيا في بغداد أغلبهم من العاملين في الهلال الأحمر. وأفرج عن أغلبهم.

ويأتي القتال بعد دعوة من زعماء العراق لجميع الأحزاب إلى حل الميليشيات التابعة لها وتسليم سلاحها قبل انتخابات محلية هذا العام في محاولة فيما يبدو لعزل الصدر.

ودعا الصدر مليون عراقي للخروج في مسيرة ضد "المحتلين" الأمريكيين يوم الاربعاء وهو اليوم الذي سيختتم فيه كروكر وبتريوس تقديم إفاداتيهما أمام الكونجرس على مدى يومين.

ومن المتوقع أن يدعو المسؤولان إلى وقف عملية سحب القوات الامريكية بعد أن يعود 20 ألفا من الجنود إلى الولايات المتحدة على مدى الأشهر الأربعة المقبلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى