موسكو تتراجع عن اعتراضاتها على الدرع الاميركية المضادة للصواريخ

> سوتشي «الأيام» كريس بويان :

>
لم تتفق موسكو وواشنطن بشان الدرع الاميركية المضادة للصواريخ. لكن الخبراء يعتبرون ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطا اخيرا خطوة كبيرة نحو نظيره الاميركي جورج بوش عندما تجاوز اعتراضاته ليقترح العمل معا في هذا المشروع الدفاعي.

ولم تشهد سوتشي مراسم احتفال ولا التوقيع على اتفاق استراتيجي. لكن اللهجة التصالحية للرئيس الروسي تعني الكثير حول تغيير مقاربة موسكو: لقد خففت روسيا لهجتها المعارضة المتشددة ازاء مشروع نشر الدرع الاميركية المضادة للصواريخ في اوروبا الوسطى.

وهذا تغيير يتوقع ان يكون اثره عميقا على العلاقات الروسية الاميركية وعلى الامن الاوروبي ايضا.

وظهر المؤشر الاول للتراجع الاحد عندما أطل الرئيسان بوتين وبوش على الصحافيين غداة مادبة عشاء سادتها اجواء ودية.

واعلن الرئيس الروسي "حصلت خطوات ايجابية. استمعت الولايات المتحدة اخيرا الى مخاوف روسيا"، مبديا "تفاؤله الحذر" بشان احتمال التوصل الى اتفاق.

لكن سيد الكرملين رحب للمرة الاولى بالموقف الاميركي، معتبرا ان الجهود التي ستبذلها واشنطن لطمأنته بشان طبيعة مشروع الدرع الاميركية المضادة للصواريخ "مهمة ومفيدة".

واضاف بوتين "وبرزت بالتالي فرصة للعمل معا ونحن على استعداد لذلك".

وفي "اعلان اطار استراتيجي"، هو بمثابة استعراض لحالة العلاقات بين الدولتين ولكنه يحدد ايضا خارطة طريق لخليفي بوش وبوتين، ذهب البلدان ايضا الى ابعد من ذلك مع فكرة وضع نظام دفاعي مضاد للصواريخ حيث يكون الاوروبيون والاميركيون والروس "شركاء متساويين".

ومن خلال ابداء اهتمامها بنظام دفاعي شامل، اقرت روسيا للمرة الاولى بانه كان هناك فعلا خطر "محتمل" من تهديدات مصدرها الجنوب، ايران والحالة هذه، وانها تريد ان تشارك في الرد.

وقال المحلل في مركز كارنيجي في موسكو الكسي مالاتشنكو "لقد كرروا كلماتهم المنمقة على مسامعنا واشار الرئيسان الى ضرورة التوصل الى اتفاق" بشان الدفاع المضاد للصواريخ.

واضاف مالاتشنكو "لقد فهمت روسيا انها وقعت في فخ العملية وانه لا بد من المشاركة فيها".

وراى المحلل العسكري المستقل بافل فلغنهاور ان فلاديمير بوتين قدم "تنازلا مهما". واضاف فلغنهاور "قال بوتين انه لم يكن يعارض نظاما شاملا مضادا للصواريخ".

وتسعى واشنطن الى نشر عشرة صواريخ اعتراضية في بولندا ورادار متطور في جمهوية تشيكيا لمواجهة ضربات محتملة من دول تعتبرها "مارقة" مثل ايران، في حين ان موسكو تعتبر ان هذه الدرع تستهدفها مباشرة.

وكان الكرملين عرض على البيت الابيض استخدام رادر روسي في اذربيجان المجاورة لايران.

لكن روسيا لم تذهب سوى الاحد الى هذا الحد من خلال القبول بالفكرة الاساسية لنظام دفاعي موسع يشمل كل اوروبا، كما ذكر المحللون.

وراى المحلل لدى مؤسسة "هيريتيج" افغيني فولك ان متابعة مضمون المفاوضات بين الروس والاميركيين حرفيا "يجعل الرغبات تبدو وكأنها وقائع".

وقال "ان الخلافات جوهرية ولم تتم تسويتها"، مذكرا بالتحديات "التقنية" التي سيمثلها مثل هذا التعاون.

وكما اعلن فلاديمير بوتين أمس الأحد، فان "الشيطان يكمن في التفاصيل". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى