مصارحة حرة ..سنتي يا دكتور!!

> «الأيام الرياضي» محمد العولقي:

> سبحان مغير الأحوال .. قبل أربع سنوات كشر أسد «الفيفا» جوزيف بلاتر عن أنيابه في حربه الاستنزافية ضد المسكين الصومالي (فرح أدو) الذي قال في بلاتر وابن همام ما لم يقله مالك في الخمر، وانتهت القضية بإعدام (أدو) حيا، بعد أن عجز عن تقديم أدلة مادية تدين «مسيلمة الكذاب» الذي هو بلاتر طبعا.. تمَّ تحنيط أدو وألقوه في «الجب» حيث «ذئب» الحساب هناك.. سبحان مغير الأحوال .. عداوة الأمس تحولت إلى «محبة» وإلى عناق بالأحضان بين بلاتر وأدو، عندما التقيا بتدبير وتخطيط من «الداهية» عيسى حياتو في فندق بـ «أكرا» على هامش نهائيات كأس الأمم الأفريقية.. لم أسمع في حياتي أن «قطا« عانق «فأرا» ومن يشك في كلامي عليه بمتابعة «توم وجيري» .. لكن مع «بلاتر» الذي يعطيك من طرف اللسان حلاوة، عليك أن تستبدل الكذب بالافتراء، والوفاق بالنفاق .. المهم أن «بلاتر» أصدر مرسوما حاسما قضت مادته الأولى بإعلان «العفو الشامل» عن «غريم» الأمس ، وإعادة حرارة التواصل إلى «هاتف» فرح أدو.

ولأنني بطبعي «غاوي» تنكيت وتبكيت، فإنني أظن وبعض الظن ليس إثما، أن أدو الذي حلقت عليه المشاكل من كل جانب، وضاقت به السبل قد استعان بمرافعة «الحطيئة» أمام الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ليعفو عنه، بعد أن تمادى في الهجاء، إلى حد أنه لم يجد أحدا يهجوه فهجا نفسه الأمارة بالسوء .. وفرح أدو بكى بحرقة أمام بلاتر، واستعطفه قائلا:«ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ.. زغب الحواصل لا ماء ولا شجر.. ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة فاغفر.. عليك سلام الله يا «بلاتر»، والظاهر أن الاستعطاف المقتبس من وحي التاريخ العربي جاب نتيجة مع بلاتر الذي دمعت عيناه، وانتحب كما ينتحب الطفل الرضيع، فأكد أنه لا يقل شهامة عن العرب، فصفح وعفا عن «أدو»، لكن بعد «خطبة» هي أشبه بخطبة أبي جعفر المنصور قائلا: «هيا يا فرح .. إنهض وقبل صلعتي البهية، وإياك أن تهجو الفيفا بعد اليوم وإلا قطعت لسانك من «لغلوغه».. خليك بالبيت مع «زغب الحواصل»، ونفذ تعليماتي دون نقاش.. أما إذا عدت للعادة القديمة ولعبت بذيلك، فلا تلومن إلا نفسك، وقد أعذر من أنذر.. ومن اليوم فصاعدا يا مسيو فرح أغلق فمك، لأن الفم المغلق لا يدخله الذباب .. ومارس رياضة «اليوجا» وتعلم فن الصمت.. وإياك حتى أن تتأوه أو تتذمر أو تصرخ من الألم «سنتي يا دكتور» .. فتاتنا سيصلك على عنوانك، وتذكر أن ما فعلته بك سابقا مجرد قرصة أذن، واحذر الحليم إذا غضب».

وبعد أن طويت ورقة فرح أدو، وتنفس الكل الصعداء من المؤكد أن أكثر الناس سعادة بخضوع وخنوع فرح أدو هو محمد بن همام الذي سيعلق على العفو بقوله «غشيم الله يهديه!!».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى