قراءة سريعة لحصاد ذهاب دوري الدرجة الثانية:العميد والرهيب والإتي والمركزي.. فرسان صدارة المجموعتين ..تنافس ساخن في محطة العبور لاتجاهين متناقضين

> «الأيام الرياضي» عوض بامدهف:

>
التلال
التلال
دوري أندية الدرجة الثانية لكرة القدم هو دوري المظاليم أو (الحرافيش) كما يحلو للبعض أن يطلق عليه. هذا الدوري التي تدور منافساته في أجواء هادئة وبعيدة عن الأضواء والضحيج الإعلامي، رغم أن هذا الدوري له أهمية خاصة يكتسبها من كونه محطة عبور تؤدي إلى اتجاهين، الاتجاه الأول يشير إلى طريق الأضواء والنخبة والشهرة.. فيما يقود الاتجاه الثاني إلى منطقة أكثر ظلاما ونسيانا وإهمالا، وبين الصعود إلى الأولى والأضواء والهبوط إلى الثالثة تدور عجلة منافسات دوري الدرجة الثانية كل مرة.. هكذا يكون حال الفرق في هذه المنافسات بين طامح في الصعود أو العودة إلى محور الضوء والنخبة، وبين مقتنع بالبقاء في دائرة الوسط ملتزما بشعار (خير الأمور أوسطها)، وبين من لا حول له ولا قوة ولا قدرة على التنافس والمزاحمة.. فهذا يكتفي بأداء دور الزائر (خفيف الظل) الذي ينطبق عليه القول الشائع (ما سلم حتى ودع).

شباب البيضاء
شباب البيضاء
منافسات ذهاب دوري الدرجة الثانية حددت وبوضوح وجلاء فرسان صدارة المجموعتين ومنذ الوهلة الأولى. وكذا الحال بالنسبة لأهل القاع وسكان المناطق الوسطى الذين يفضلون الاستمتاع بدفئها بعيدا عن عناء وتعب ومشقة التنافس.. ففي المجموعة الأولى والتي ضمت ثلاث من الفرق الهابطة إلى الثانية وهي شباب البيضاء واتحاد إب ونصر الضالع، حيث انفرد كل من رهيب البيضاء وإتي إب بالتنافس على صدارة المجموعة بوقت مبكر، في ظل ملاحقة خجولة لهما من نصر الضالع، والذي أدى هبوطه إلى حرمان الإعلام الرياضي من عطاءات وإبداعات القلم الأنيق الزميل شائف الحدي، وكذا لقطاته الفنية وصوره الجميلة، وذلك بسبب إصابته بالإحباط الشديد جراء هبوط الأخضر الضالعي الذي نأمل عودته مجددا إلى الأضواء، وليس ذلك بعسير على النصراوية.. كما أن الأداء الشمساني لم يكن مقنعا بالمرة، وكان متواضعا إلى حد بعيد، وكذا الحال كان مع السبعين الذي ظهر باهتا وبعيدا عن مستواه المعروف.. وفرق حضرموت في هذه المجموعة وهما سمعون وسيئون ظلا متأرجحين من مباراة لأخرى، وأنهيا الذهاب وهما في موقعين غير مناسبين.. أما فريق الشرطة فكان يعاني من عدم الاستقرار في المستوى والعروض والنتائج بشكل عام، وبحاجة إلى الكثير من الجهد ليحافظ على توازنه في دور الإياب.. فيما حافظ كل من تعاون بعدان من إب وسهام المراوعة من الحديدة على موقعيهما في ذيل الترتيب رغم التحسن الضئيل الذي طرأ على السهام في أواخر دور الذهاب.

لقطة من مباراة تضامن شبوة وشعب صنعاء التي كانت نتيجتها مفاجئة
لقطة من مباراة تضامن شبوة وشعب صنعاء التي كانت نتيجتها مفاجئة
أما في المجموعة الثانية فقد غرد التلال مبكرا خارج السرب، وهو الذي يلعب في ظل ضغط نفسي كبير من قبل جماهيره العريضة التي لا ترضى بغير الفوز بديلا، وذلك نظرا لكونه عميد الأندية اليمنية والذي عانى من كبوة الهبوط لأول مرة في تاريخه المئوي، مما شكلت صدمة عاصفة هزت أركان البيت التلالي، حيث كان الهبوط بالنسبة للتلال أشبه ما يكون بالزلزال الرهيب.

التلال والذي أخذ عليه البعض عدم تقديمه للعروض المقنعة، إلا أنه حقق الأهم في هذه المرحلة ألا وهو نجاحه الكبير في حصد النقاط والتمسك بالبقاء في صدارة المجموعة الثانية طيلة مشوار الذهاب وبدون خسارة وبتعادل مثير للاستغراب والحيرة أمام فريق ريان ساه الصاعد هذا الموسم إلى الدرجة الثانية عن تجمع سيئون، بعد فوزه في المباراة الفاصلة على شباب مكيراس.

التلال الذي أنهى دور الذهاب برصيد 25 نقطة وبفارق مريح عن مطارديه الأول فريق الأمن المركزي جديد هذا الدوري والذي ظهر بقوة تنافسية عالية وبرز كأحد المنافسين على خطف بطاقتي التأهل إلى الأضواء، والذي يأمل هذا الفريق الجديد والذي يضم عددا من لاعبي الأندية الأخرى الجيدين أن يحقق المفاجأة الكبرى بالصعود إلى الأولى من المرة الأولى.. ويبدو أنه في طريقه لتحقيق ذلك.. والمطارد الثاني فريق شعب صنعاء الساعي هو الآخر إلى المنافسة على الصدارة والتأهل، وهو الذي قضى وقتا أطول من اللازم في الدرجة الثانية، ولكن نتائجه الأخيرة في الذهاب وخاصة خسارته الثقيلة المثيرة للجدل بستة أهداف في مباراته الأخيرة في الذهاب، وضعت أكثر من تساؤل أمام أداء وعروض الفريق في مشوار الثانية.. وهل هي بداية التراجع أم أنها كبوة آنية وطارئة كانت بسبب غياب مدربه القدير الملك عبدالرحمن سعيد.

التلال لم يخسر في جميع مبارياته
التلال لم يخسر في جميع مبارياته
وتضامن شبوة ظل يقترب من دائرة المنافسة وبخجل شديد، فيما تأرجح اداء ونتائج فرق ريان ساه ورحبان حرض وشباب القدس أما هلال أبين فقد خيب آمال جمهوره وقدم عروضا ونتائج متواضعة.. وعن سلام الغرفة (فحدث ولا حرج) فما زال الفريق بعيدا عن مستواه المعهود ويقترب بخطى متسارعة من الهبوط، خاصة وأن رصيد الخمس النقاط لا تغني ولا تسمن لهذا الفريق في مشوار الإياب، إلا إذا وقعت مفاجأة من العيار الثقيل تنقذ سمعة ومكانة هذا الفريق العريق من الغرق وفي اللحظات الأخيرة.. أما تضامن القاعدة من إب فلم يحقق أي فوز حتى الآن، ولم تسعفه إمكانياته الشحيحة في مجاراة التنافس، واحتل الموقع الأخير في ترتيب المجموعة الثانية برصيد الثلاث النقاط، ويبدو أنه مجبر على ذلك.. نرجو له أن يخرج من دائرة القاع وأن يزاحم قدر الاستطاعة والقدرة.

وإلى اللقاء مع منافسات وإياب دوري الدرجة الثانية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى