بحث يستطلع ما يدور بخلد 1.3 مليار مسلم

> لندن «الأيام» لوك بيكر :

> قيل الكثير عن العالم الاسلامي في السنوات التي تلت هجمات 11 سبتمبر أيلول على الولايات المتحدة لكن هناك من يجادلون بأن ابحاثا قليلة اجريت لمعرفة حقيقة ما يدور في أذهان المسلمين بشأن الغرب.

والان أجرى معهد جالوب لاستطلاعات الرأي بحثا في 35 دولة اسلامية من خلال إجراء مقابلات مع اكثر من 50 الف شخص على مدى ست سنوات للخروج بما يصفه باول استطلاع شامل للرأي في العالم الاسلامي.

ونشرت النتائج في كتاب عنوانه "من يتحدث باسم الاسلام.. فيم يفكر مليار مسلم فعليا.." وكثيرا ما تقدم مؤشرات مدهشة بشأن الطريقة التي ينظر بها المسلمون الى الغرب وكيف يمكن أن يؤدي سوء الفهم الذي كثيرا ما يقع فيه السياسيون ووسائل الاعلام الى اذكاء الشكوك والصراع.

وقالت داليا مجاهد التي شاركت في وضع الكتاب أمس الأول "الصراع بين المسلمين والمجتمعات الغربية ليس حتميا بأي حال من الأحوال" موضحة بذلك احدى النتائج الأساسية التي خلصت اليها هي وجون إيسبوسيتو الاستاذ في جامعة جورج تاون من الكم الهائل من البيانات التي جمعاها.

وقالت "الامر يتعلق بالسياسة أكثر مما يتعلق بالمبادئ... فرغم المشاعر المعادية للولايات المتحدة وبريطانيا فقد قال المسلمون في شتى انحاء العالم انهم في واقع الأمر معجبون بكثير مما يعتز به الغرب" مثل حرية التعبير والديمقراطية والتقدم التكنولوجي والوصول الى المعرفة.

واضافت قائلة "لا ينظر المسلمون الى الغرب كوحدة واحدة... بل تتشكل رؤيتهم للدول المختلفة طبقا للخطوط السياسية وليست الثقافية او الدينية."

وفعل الغزوان الامريكيان للعراق وافغانستان واللذان ايدتهما بريطانيا بقوة الكثير فيما يتعلق بصورة الدولتين في العالم الاسلامي حيث يعدان على نطاق واسع "غير مرغوب فيهما" وتوصفان بأنهما "معتديتان".

ومع ذلك فإن كلا من بريطانيا والولايات المتحدة هما افضل من يمثلون ما يعجب المسلمين في الغرب ...حرية مواطنيهما.

وفيما يعجب المسلمون بالقيم الغربية يشعر كثير منهم ان الغرب لا يحترمهم وان القيم التي يعتنقها الغرب مثل الديمقراطية ليست سوى كلاما مرسلا عند تطبيقها في العالم الاسلامي.

ومثال حديث لذك هو الانتخابات التي جرت عام 2006 في المناطق الفلسطينية والتي فازت فيها حركة حماس الاسلامية في انتخابات حرة ونزيهة.

وفعلت الولايات المتحدة واسرائيل الكثير منذ ذلك الحين لتجاهل النتيجة ومحاولة الاطاحة بحماس من السلطة.

وقالت مجاهد "أكثر من 65 في المئة من المصريين والاردنيين والايرانيين يعتقدون ان الولايات المتحدة لن تسمح للشعوب في منطقتهم بتشكيل مستقبلهم السياسي بالطريقة التي يرونها مناسبة دون تأثير امريكي مباشر."

"وعندما سألنا المسلمين حول العالم ماذا بوسع الغرب ان يفعل لتحسين العلاقات مع العالم الاسلامي كانت الردود المتكررة هي ان يظهر الغرب مزيدا من الاحترام للاسلام وان يعامل المسلمين كأنداد وليس كتابعين."

وتظهر استطلاعات الرأي التي اجريت في الولايات المتحدة ان الامريكيين ينظرون بالفعل نظرة متدنية للمسلمين حيث يقول 34 في المئة ممن استطلع معهد جالوب آراؤهم انهم ليسوا متحيزين ضد المسلمين ويقول 19 في المئة منهم ان لديهم "قدرا كبيرا" من التحيز ضدهم.

وعندما نظر المؤلفان اين كانت اراء العالم الاسلامي عن الغرب في ادنى مراتبها مالت إلى أن تكون مرتبطة بمواقع اندلاع الصراعات...فقد كانت الدول المتاخمة للعراق او اسرائيل والمناطق الفلسطينية أكثر سلبية في آرائها.

وكانت اكثر الدول الاسلامية ايجابية في آرائها تجاه الغرب تلك الواقعة في الدول الافريقية جنوبي الصحراء خاصة سيراليون حيث فعلت المساعدات الامريكية والبريطانية الكثير لتحسين وجهة النظر بعد سنوات من الصراع.

وكانت التغطية الاعلامية احد العوامل التي تلقي بظلالها على رأي كل طرف في الاخر. وقالت مجاهد ان تحليل محتوى وسائل الاعلام اظهر ان غالبية التغطيات الاخبارية التلفزيونية في الولايات المتحدة للاسلام كانت "سلبية بشدة" فيما كانت التغطية محايدة عندما تناقش المسيحية في محطات تلفزيون اسلامية. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى