إبداع جديد قارعة الريح

> «الأيام» د. مبارك حسن الخليفة:

> المكتبة السردية - اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين -الطبعة الأولى - 2006م ..إهداء: تقول القاصة منى باشراحيل في الإهداء: «لقارئة الروح - أمي - نجيبة سالم أحمد و.. لصاحب الشوق الطويل - أبي- »

قصص قصيرة جداً

جاءت قصص المجموعة تحت عنوانات عديدة، وقد استوقفني عنوان «قصص قصيرة جداً»..هذه القصص القصيرة جداً ذكرتنى الراحل العزيز زين السقاف الذي نحت كلمة «أقصوده» من كلمتين هما: «أقصوصة» و«قصيدة»، و«الأقصوده» هي قصة يقترب أسلوبها من الشعر، وهذا ما وجدته في القصص المذكورة.

إن الأسلوب الشعري يبدو جلياً في عدة مظاهر، أهمها:

(1) المفارقات: والمفارقة PARADOX تعني التناقض، والمفارقة تعطي العمل الأدبي شعراً أو قصاً نوعاً من الدراما، ومثال ذلك في «قصص قصيرة جداً» ما جاء في قصة «رحيل غيمة - ص29»:«...وعادت بطفلة ابنة خمسين عاماً«؛ وكذلك ما جاء في «أرجوحة - ص42»...«وبقايا صدق كاذب».

(2) تراسل الحواس: فقد جاء عن الرمزيين أنهم يعطون المسموعات ألواناً، وتصير المسموعات أنغاماً، وتصبح المرئيات عاطرة لتوليد إحساسات تعنى بها اللغة ولا تستطيع اللغة الوصفية التعبير عنها، ويتضح ذلك من وصف أحد الرمزيين لون السماء، وهي مغطاة بسحب بيضاء «وكان لون السماء في نعومة اللؤلؤ»، فلون السماء يرى ولا يلمس (الأدب ومذاهبه د. محمد مندور).

وقد ورد تراسل الحواس في قول منى باشراحيل، في قصة «إليك ص31»، «حينما يتسابق نبضي، أدرك أنه طرق قلبك»، وفيها أيضاً «أقبل طرق عطرك، أسمع لون خطاك، أرى روحك البيضاء تستر خوفي..».

(3) تقريب الصفات المتباعدة، كما عند الرمزيين أيضاً، رغبة في الإيحاء مثل:«السكون المقمر» و«الضوء الباكي» و«القمر الشرس» (الأدب ومذاهبه د. محمد مندور). وقد ورد مثل هذا عند منى باشراحيل مثل ماجاء في قصة «غريزة - ص 39»..«ثم حط على كتفي حافي الحنجرة». وما جاء في قصة «طاووسة ص 49».. «نمت له أجنحة باردة».

هذا بعض ما لمسته من أساليب شاعرية في «قصص قصيرة جداً»، وربما يجد القارئ الكريم هذه الأساليب في قصص أخرى في هذه المجموعة، وربما يجد غيرها. فتأمل أيها القارئ الكريم.

مرحباً بمجموعة «قارعة الريح» وبابنتي المبدعة منى عوض باشراحيل، ومزيداً من الإبداع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى