الحل هو المشكلة!

> «الأيام» خالد حمدان مساوى:

> في كل سنة وفي مثل هذه الأيام أي في شهري مارس وأبريل تحديدا، كانت الحركة المسرحية في محافظة عدن متوهجة والبروفات والتجهيزات حاضرة استعدادا لمهرجان ليالي عدن المسرحية، هذا المهرجان الذي استمر قرابة ثلاث سنوات، تقدم من خلاله أعمال مسرحية كوميدية وتراجيدية هادفة، وبعد أن فرحنا وتعشمنا خيرا بهذا المهرجان رجعنا للمثل القائل (يا فرحة ما تمت!).

بعد ثلاث سنوات جميلة مليئة بالحركة المسرحية، وبعد أن رست قاعدة أساسية ترسخت لدى الجمهور العاشق للفن والتمثيل المسرحي، وخاصة الجمهور العدني، وأقول العدني، لأن المسرح العدني وبكل فخر له حق الريادة في الفن المسرحي، فمن عدن بدأت الحركة المسرحية، وقبل مائة عام من الآن تبلورت ونشأت الحركة المسرحية وتكونت الفرق الأهلية والتاريخ يشهد بذلك، لكن التاريخ لم يشفع لنا.. والأفكار لأنها سوداوية ومشوشة، والعقول لكونها متحجرة لم يكن لها أن تنصفنا.. ولا غرابة، طالما هي كذلك.

فهناك أيادٍ خفية، وعيون من وراء الكواليس تتربص بنا، همها الوحيد وشغلها الشاغل بتر جذور ومحو أي بذور قد تأتي بشجرة يستفيد من ثمارها من يعشقون ويحبون مثل هذا النوع من الفن.

وارتسمت الأفكار الضيقة والنظرة السطحية في مخيلة أصحاب القرار على «أن المسرح وسيلة لتشويش أفكار البشر، ويمكن أن يبث سمومه في الروح البشرية بالأفكار المظللة«، ونسوا أن المسرح رسالة إنسانية سامية، وكما يقال «أعطني خبزا ومسرحا.. أعطك شعبا مثقفا».

لم أجد مبرراً واحداً لتوقيف الشريان الجاري في عروق ودماء المسرحيين في محافظة عدن.

والشيء المحزن والمؤسف هو أن يقام مهرجان في العاصمة صنعاء للاحتفاء باليوم العالمي للمسرح دون المحافظات الأخرى.. ورغم المساعي المشكورة لاستمرارية مهرجان ليالي عدن المسرحية التي قام بها الأستاذ القدير والفنان المسرحي علي يافعي، الذي كان له الدور الأبرز في تثبيت (مهرجان ليالي عدن المسرحية)، وبكل خبرة استطاع خلال ثلاث سنوات أن يقود سفينة المهرجان إلى بر الأمان، رغم الميزانية التي كانت تصرف له، فهي لا تغطي تكلفة أربعة أعمال مسرحية، إلا أن هذا الرجل يجد الحل في ظل ميزانية معقولة نوعا ما.. ولكن أن يصل الأمر إلى صرف مليون ريال لإقامة مهرجان طويل عريض بهذا المبلغ الزهيد، فهذه هي المذلة بعينها التي حلت بواقعنا المسرحي.

وإذا كان هذا هو الحل فإننا نقول يا هؤلاء هل يعقل أن يكون (الحل هو المشكلة!؟).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى