مصارحة حــرة ..الموت من الضحك

> «الأيام الرياضي» محمد العولقي:

> قارئ ظريف سألني عبر رسالة هاتفية:«لماذا اختارت اللجنة المنظمة العليا لخليجي 20 شجرة «البن» كشعار للدورة مع أن الطرق «المناخية» كانت تؤدي إلى شجرة «القات»؟! ..ولأن السؤال جال بخاطري وزارني وسواسه وخناسه، فاعلم ياعزيزي السائل أن السؤال لغير الله مذلة، وإننا أحياناً مطالبون بأن لانسأل عن أشياء إن تبد لنا تسؤنا، ولكن بما أن القلوب عند بعضها فإن من حق «الشاة» التي كان لها فضل في نقل القات من الحبشة إلى بلادنا أن تحتج وترفع تظلماً إلى مجلس التعاون الخليجي، بعد أن أكلت بعقولنا «حلاوة» وساهمت في تخصيب «القات» في أفواه البني آدمين بعيداً عن وكالة محمد البرادعي، على أساس أن شجرة القات ليست «شجرة الدر»، فهي تتحكم في مسيرنا ومصيرنا، وفي تصرفاتنا وفي قراراتنا، ولا يجوز إسقاط «فوائدها» وحقها في أن تدخل كل «فيه» خليجي بأسلوب السهل الممتنع.

شجرة القات هي «بترولنا» وبدونها سنفقد «قوانا» و«تركيزنا»، فكما أن قوة «شمشون» الكوري في «شعره» المجعَّد، فإن قوتنا نستمدها من شجرة القات، وليس شجرة «البن» التي سادت ثم بادت تماماً.. والحديث عنها بهذه الكثافة بعد أن زال عصرها وأفل نجمها أشبه بالحديث عن المستحيلات الثلاث:الغول والعنقاء والخل الوفي.. وما لم يقدم لنا السادة الأعضاء في اللجنة العليا تفسيرات منطقية لترجيح كفة البن على حساب حبيب «الخدود» القات فإن الوضع الطبيعي أن نعترف بحق شجرة القات في تزيين «تميمة» الدورة وكم سيكون رائعاً أن نؤرخ «شاة» الحبشة وفي فمها ملعقة ذهب «عفواً» أقصد «ذولي» قات أخضر يسر الناظرين، لأن هذا الشعار كفيل بإعادة الثقة إلى هذه الشجرة التي تتعرض لهجوم غير مبرر من طرف اللجنة الأولمبية الدولية، وكفيل بأن نضمن تصديرها إلى «أفواه» أشقاء يتعجبون من انتفاخ «أفواهنا»، ومن طريقة اجترارنا لهذه «المادة» في مختلف الأوضاع الممكنة وغير الممكنة.

لماذا لا نكون أذكياء كالبرازيليين الذين يدرسون شعار المونديال بعد القادم وشجرة «البن» هي محور مونديالهم، مع أن «بنهم» أصله يمني على ذمة البحار الذي روى قصة وصولها إلى البرازيل؟!، وطالما وأن شجرة «البن» انقرضت «عندنا» ولم تعد الناي الذي يطرب الحي، في ظل السياسة التوسعية لشجرة القات ونفوذها الذي يتحكم في حياتنا، فمن الطبيعي جداً أن أضم صوتي للأصوات التي تدافع عن حق هذه الشجرة في فرض ذاتها على شعار الدورة، باعتبارها جاءت بما لم تأت به الأوائل، وكم سيكون مدهشاً أن نستقبل الأشقاء بأغصان القات، ومحاولة استدراجهم إلى تعاطيه..ليس هذا فحسب فبإمكاننا أن نجعل من الدورة فرصة ذهبية للترويج عن «القات» وتأكيد حقيقة أننا أول بلد يطبق منهج "«التطبيع"» مع «أنعام» تشاطرنا «قاتنا» و«ملاعبنا» أيضاً ، ويبقى أن يؤكد كل «مولعي» حقيقة أن «القات» صديق وقت الضيق، وأن ما يُكال له من اتهامات عالمية وعربية لا تستند على «أدلة» دامغة تدين «الشاة» الحبشية صاحبة براءة اختراع «بحشامة» الخدود، وفي هذا كل التبرير، لأن يظهر جمهورنا في المدرجات ومسؤولونا في المقصورة بخدود «مبحشمة» بما يمنع حمرة الخجل من التدفق إلى وجوه تستقبل أهل الخليج بعيداً عن سؤال:«ما هذا الانتفاخ ياجماعة.. وهل لهذا علاقة بقرصات النحل؟!».

ليست لي علاقة بالقات وبيني وبينه ما كان بين «موسى» و«فرعون»، لكن وددت توضيح الصورة..ليس بحثاً عن نقاط تفوق «القات» على «البن» فحسب، ولكن حتى تتاح لكم وللقارئ الظريف فرصة الموت من الضحك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى