اللبنانيون يحيون ذكرى اندلاع الحرب بدعوات الى الوحدة والتعلم من دروس الماضي

> بيروت «الأيام» ريما ابو شقرا :

>
احيا اللبنانيون أمس الأحد الذكرى الثالثة والثلاثين لاندلاع الحرب الاهلية (1975-1990) بانشطة دعت اليها جمعيات اهلية حذرت من "تكرار مآسي الحرب"، وانطلقت مسيرة من خطوط التماس القديمة الى وسط العاصمة مؤكدة على رفض العودة الى الوراء.

وللمرة الاولى منذ انتهاء الحرب قبل 18 عاما، ترتدي التحركات والنشاطات في هذه الذكرى هذا الزخم "كوننا نمر في مرحلة يشعر خلالها البلد والمجتمع كله باننا في خطر"، بحسب ما قال احد المنظمين ملحم خلف لوكالة فرانس برس.

وانطلقت عند الثالثة من بعد ظهر أمس الأحد مسيرة ضمت مئات الاشخاص من منطقة مار مخايل-الشياح (ضاحية بيروت الجنوبية)، وهي المنطقة التي بدأت منها الحرب الاهلية في 13 نيسان/ابريل 1975، في اتجاه وسط العاصمة.

وجاءت المسيرة في اطار "حملة مصالحة" بعنوان "وحدتنا.. خلاصنا" دعت اليها حوالى خمسين جمعية اهلية "تحذيرا من تكرار مآسي الحرب الشنيعة واملا بتخطي واقع الانقسامات".

ويشهد لبنان ازمة سياسية حادة كتبت صحيفة "الانوار" الصادرة اليوم انها "اصعب مما كانت عليه قبل 33 عاما"، مضيفة ان "الافظع ان لا بوليصة ضمان لعدم الانزلاق نحو الحرب" مجددا.

وتسببت الانقسامات السياسية خلال الاشهر الماضية بمواجهات امنية تسببت بسقوط قتلى وجرحى، بينما منصب الرئاسة شاغر منذ 24 تشرين الثاني/نوفمبر والبرلمان لا يجتمع منذ 17 شهرا.

وسار في طليعة المسيرة قارعو طبول وشبان وشابات يرتدون قمصانا بيضاء عليها علم لبنان وعبارة "وحدتنا خلاصنا". ورفع المشاركون اعلاما لبنانية واعلاما سوداء.

وتقدم المشاركين معوقون من الحرب قال احدهم محمد الخطيب (56 عاما) لوكالة فرانس برس "نريد ان نطلق صرخة ضد الحرب الاهلية وضد الطائفية"، مؤكدا ان "هناك خوفا اليوم اكثر من السابق".

وبعد ثلاثة وثلاثين عاما على تاريخ اندلاع الحرب الاهلية، لم يبق اثر كبير لخطوط التماس التي كانت تقسم بيروت بين "شرقية" ذات غالبية مسيحية، و"غربية" ذات غالبية مسلمة، الا ان الانقسامات السياسية الحالية تهدد بنشوء خطوط تماس جديدة في اماكن اخرى.

ولدى وصول المسيرة الى مستديرة الطيونة (الضاحية الشرقية)، توقف المشاركون دقيقة صمت "امام ماساة مفقودي الحرب" الذين اقيم معرض لصورهم في المنطقة. كما رفعت في المكان لافتة كبيرة كتب عليها "17356 مخطوفا... مش مستعدين نعيدا".

وقالت فيروز شاهين (59 عاما) والغصة تخنقها ان اولادها الاربعة وزوجها ووالده "خطفوا في 18 ايلول/سبتمبر 1982 خلال انتقالهم من بحمدون (منطقة الجبل شرق بيروت) الى العاصمة" ولم تعرف عنهم شيئا بعد ذلك.

وتضيف باكية "اريد ان اعرف اذا كانوا قد ماتوا وكيف. لم نعد نريد حربا.. يكفينا"، مطالبة السياسيين "بالاهتمام بالمواطنين".

وتخلل المسيرة توزيع "نص مصارحة ومصالحة" تضمن تعهدا ببناء "وطن واحد متنوع حر عادل اساسه المحبة والتسامح والاحترام".

وقال ملحم خلف، مؤسس جمعية "فرح العطاء" المشاركة في تنظيم الحملة، "نريد ان نقول اننا غير مستعدين للعودة الى الوراء ولا نريد ان نعود وقودا لحرب لا نعرف الجهة التي ستستفيد منها".

وللمرة الاولى في تاريخ الصحافة اللبنانية، ذكر خلف ان كل الصحف اللبنانية ستصدر غدا الاثنين بعنوان رئيسي واحد يرفض الحرب ويدعو الى الوحدة والسلام.

كما تبث كل محطات التلفزة في لبنان السادسة من مساء اليوم (15:00 ت غ) حلقة "تجمع وجوها اعلامية" وتتناول الحرب اللبنانية.

واجتازت المسيرة مخيم اعتصام المعارضة في وسط العاصمة القائم منذ اكثر من سنة ونصف السنة للمطالبة بسقوط الحكومة، ووصلت الى "حديقة السماح" حيث سيتم زرع شجرة زيتون كرمز للسلام، مع دعاء مشترك لممثلي كل الطوائف اللبنانية يلتمس من الله "السلام في القلوب والوفاق والوئام بين حكامنا والمسؤولين".

ومنذ الصباح الباكر، جابت مواكب سيارة شوارع الحمرا في غرب بيروت والمناطق المجاورة وهي ترفع اعلاما لبنانية، بدعوة من جمعية "نحنا كلنا"، بينما انطلقت من مكبرات الصوت اصوات تذكر بالمآسي التي تسببت بها الحرب واغنية الفنانة ماجدة الرومي للشاعر نزار قباني "يا ست الدنيا يا بيروت".

وحيا رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أمس الأحد "المبادرات الايجابية والخلاقة" الصادرة عن المجتمع المدني في ذكرى اندلاع الحرب، الا انه تساءل "كيف للمجتمع المدني ان يقوم وتتعزز انطلاقته اذا ما ضعفت او تراجعت او دمرت مؤسسات الدولة؟".

واضاف "نحن اليوم مدعوون الى التوجه والعمل على تحقيق هدف واحد هو اعادة احياء مؤسساتنا الدستورية اللبنانية، مع اولوية اساسية واحدة هي انتخاب رئيس جديد للجمهورية".

اما البطريرك الماروني نصرالله صفير فقال في عظة أمس الأحد "ان ما نشهده من تفتت يصيب الوطن، وهو لا رئيس له، وله حكومة مبتورة، ومجلس لا يجتمع، وهذا يعني اننا نراه يسير في طريق الانهيار". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى