مناقشة بحوث تخرج الدفعة 19 من رباط الإمام العيدروس واستمرار الفعاليات الثقافية والعلمية

> عدن «الأيام» إياد عماد غانم:

>
استمرارا لفعاليات الأسبوع الثقافي والعلمي العاشر بذكرى دخول الإمام العيدروس إلى عدن، استكملت يوم أمس الأول مناقشة بحوث تخرج الدفعة التاسعة من رباط الإمام العيدروس.

ووقفت اللجنة على بحث للطالب عبدالله فاروق عبد الله التميمي، كلية الهندسة قسم هندسة ميكانيكية، بعنوان (العقيدة وأثرها في بناء الفرد والمجتمع)، أوضح فيه الباحث معنى العقيدة، وكيف يكون لها آثار إيجابية في بناء الأفكار والمجتمعات، والأسلوب الصحيح في نشر هذه العقيدة.

بعد ذلك قدم الطالب أحمد محمد عبدالرحمن الجنيد، كلية الهندسة قسم هندسة كمبيوتر، بحثا بعنوان (إسهامات علماء المسلمين في علم الرياضيات)، أشار فيه إلى الدور الفريد الذي لعبه علماء المسلمين في هذا العلم، كاختراع الأرقام العربية والصفر وعلم الجبر وغيرها.

ثم قدم الطالب محمد عبد القوي مثنى اليافعي، كلية المحاسبة قسم الحسابات، بحثا بعنوان (اليهود وضررهم على الأمة الإسلامية)، متحدثا عن الأضرار التي لحقت بالمسلمين، والتي لازالت مستمرة إلى يومنا هذا، وكيد اليهود وحملتهم الشرسة على الإسلام والمسلمين.

تلاه تقديم الطالب علوي أحمد مشهور بن شهاب، كلية الهندسة قسم هندسة ميكانيكية، بحثا بعنوان (الأربطة ودورها في مدرسة حضرموت) حيث أشار الباحث إلى دور هذه الأربطة الإسلامية في تربية الأجيال الصالحة التي تتميز بالوسطية والاعتدال والأخذ بالعلم الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.

كما قدم محمد علوي حامد بلفقيه، طالب في كلية الآداب قسم الإعلام، بحثا بعنوان (الصحافة الحضرمية نشأتها وتطورها) استعرض فيه ما شهدته حضرموت من حراك صحفي منذ بداية القرن العشرين ولازالت مستمرة إلى وقتنا الحاضر، وقال إن هناك تجاهلا للصحافة الحضرمية، وتحدث عن التجربة الصحفية الحضرمية، مشيرا إلى دور حضرموت في الحياة الصحفية، وأن الصحافة الحضرمية تناولت قضايا ملحة تهم حضرموت، متحدثا عن معنى الصحافة ومهمتها في نشر الآراء والأفكار والأخبار، وقال إن العوامل التي ساعدت على تطور الصحافة في حضرموت عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، كما أعطى لمحة عن الصحافة الحضرمية في المهجر منها في إندونيسيا وبلدان أخرى، مستعرضا عددا من الصحف التي صدرت في حضرموت ورؤساء تحريرها، وما تناولته الصحافة في مرحلة ما قبل الثورة وبعدها حتى قيام الوحدة.

وقدم الباحث على أحمد عيدروس، طالب في كلية المجتمع قسم الهندسة المدنية، بحثا بعنوان (الجهاد في العصر النبوي)، أوضح فيه ما تعرض له الإسلام منذ بداية عهده من أذى، مشيرا إلى ما تعرض له الرسول صلى الله علية وسلم من أذى عند نشر الدعوة الإسلامية، وذكر في سياقه رد الشبهات على من يقول إن الإسلام دين قتال أو نزاع، مؤكدا أن الإسلام دين عامة الناس، وليس حكرا لفئة معينة، وأوضح أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو القدوة الحسنة، فلم يبد لأحد عدوانا، متسائلا في بحثه: من هو الإرهابي؟ هل من تحلى بأخلاق الإسلام أو من دافع عن نفسه وعن الدين هو إرهابي، أو هو من يحتل الأراضي ومن يقدم مقابر جماعية وينتهك الأعراض؟!.

أخيرا قدم الباحث عبدالله علوي عبدالله عيديد بحثا بعنوان (التمويل واستثمار الأموال في الشريعة الإسلامية) أشار فيه إلى ضبط القواعد وسعة المقاصد في كيفية استثمار الأموال حسب الشريعة الإسلامية.

وتوافدت جموع العلماء والضيوف والشخصيات العلمية البارزة إلى مسجد الإمام العيدروس للمشاركة في هذا الأسبوع الثقافي، منهم العلامة سالم بن عبدالله الشاطري والداعية علي بن الشيخ أبي بكر.

وفي إطار الفعاليات الثقافية والفكرية أقيمت يوم أمس الأول في مسجد الإمام العيدروس الدورة الفكرية الثالثة للمفكر والداعية الإسلامي العلامة أبي بكر ابن علي المشهور تحت شعار (من أجل ترشيد الخطاب الإسلامي على ألسنة حملة المنهج الأبوي المسند وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من طوفان التسييس)، حيث بدأت الجلسة الأولى افتتاحيتها بالقرآن الكريم، وكانت بعنوان (إعادة ترتيب وبناء واعٍ في سبيل نصرة الحبيب.. أفكارٌ مطروحة ومناقشات مفتوحة) للمفكر والداعية الإسلامي أبي بكر بن علي المشهور، أوضح فيها أن هذه الدورة دورة علمية فكرية هدفها ترشيد الخطاب الإعلامي الأبوي، وتحدث عن ما جرى للأمة المحمدية من تغير وتشتت، وأشار إلى إن سبب هذا الشتات لهذه الأمة التي خربت بيتها بيديها لكونها تطبق منهج اليهود، وقال: «أنا لم أجمعكم لتصفقوا لي أو تنشدوني، لأن هناك دعاة يفسرون الواقع باسم الدعوة الإسلاميه»، وأوضح أن الأمة تحتاج إلى تغير الفكرة التي بها يتم إحياء سنن الدعوة. كما قال أيضا: «إن لغة التحريض وصلت بين الأب وابنه وبين الداعية وأتباعه»، كما أشار إلى أن هناك متخصصين لخلق المنازعات والاختلافات التي لا أساس لها، وأكد أن السبب لهذا الطوفان انعدام الإرادة والترتيب وحالة الطوارئ، وذكر أن أهمية الإعادة والترتيب للأمة تكون على ثوابت عاطفية، وأن الشيطان يلاقي فرصا حين يختلف المسلم مع المسلم، يريد بها القطيعة.

وجدد دعوته إلى إعادة ترتيب وتجديد المبنى وتقويته ، ولن يكون إلا بإعادة ترتيب السلوك وتصحيح الفكر للنظر إلى ما وراء النص والسلوك والظواهر، وإلى الثقافة الملتزمة.

وقال: «نحن سوف نجد لغة جديدة ومنهجا جديدا وكل شيء جديد من منهج الاقتداء بالسلف الصالح، إن هناك إفراطا وتفريطا في منهج الصوفية ومنهج الآخرين، والإنسان إذا تعصب أحيانا قد يخرج عن الدعوة، لأن هناك أسلوبا للشيطان وحزبه يسعى إلى غرس العداء والتحريض والدعاية».

كما أوضح أن المصدر الوحيد للحقائق هو الكتاب والسنة، وهما بحاجة إلى القراءه والتمعن فيهما على أكمل وجه بالشكل الصحيح لكي نكون من أصحاب السلامة، وذكر قائلا: «لسنا ممن يريد إخراج الناس من المذهبية إلى اللامذهبية، والتفنن في إيجاد القضايا، لأنه إذا حقنت الشعوب بالتحريض جاء الهلاك».

ونوه في سياق كلامه إلى أن الإسلام يمر بمرحلة خطيرة، ليس من اليهود والنصارى وإنما من المسلمين أنفسهم، وأنه لا مخرج إلا باتباع منهج النمط الأوسط لكي نبقى على منهج السلامة.

وقال: «نحن نريد أن نضع لأنفسنا أساسا داخل البحر، يتطلب منا وعيا لكي نبني خرسانا ثابتا في البحر، لأننا نواجه طوفانا عنيفا».

وجدد دعوته للتجرد عن الأنانية، كما أشار إلى أن الصراع العقائدي الذي تمر به المرحلة بحاجة إلى مفهوم الإعادة والترتيب، موضحا بأنه لايوجد من يبني علمه على ميزان شرعي ومقاييس علمية.

هذا وقد رد الحبيب أبوبكر بن علي المشهور على مجموعة من التساؤلات خلال جلسة الافتتاح، حيث فتح باب النقاش للحاضرين، وأجاب عن كل تساؤلات الحاضرين، ومنها «من هم أصحاب النمط الأوسط؟». فأجاب قائلا: «إنهم من التزموا مبدأ الاعتدال مع الخلق»، موضحا أن هذا المنهج هو الذي يحفظ الإسلام والشعوب والدماء.

وأقيمت عصر أمس في مسجد الإمام العيدروس الجلسة الثانية استمرارا للنقاش في موضوع الجلسة الأولى، وبعد صلاة العشاء أمام ساحة مسجد العيدروس أقيمت أمسية ثقافية تخللتها محاضرات دينية وأناشيد دينية ومسرحيات ثقافية، وتوافدت جموع غفيرة من الضيوف من مختلف المحافظات إلى مسجد الإمام العيدروس.

وتفتتح يومنا هذا الأربعاء أعمال المعرض الثقافي في المكتبة الوطنية، حيث ستقدم بعض الأعمال الثقافية، منها عرض مجموعة من الصور الفوتوغرافية، وعرض مجسم للسيرة النبوية وأعمال أخرى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى