> «الأيام» نجيب محمد يابلي :

الشاب المبدع محمد أحمد عثمان ناني، ذو العشرين ربيعاً من أسرة عدنية معروفة وطالب في سنة أولى جامعة عدن (قسم اللغة الإنجليزية) أهداني عبر صديق عزيز (دكتور في العلوم المالية) كراساً صفت بين غلافيه 12 صفحة بالصف الضوئي زينتها «سطور إلى القارئ» وحفلت الصفحات الباقيات بنحو (30) محاولة شعرية ثم الفهرست.

ورد في التصدير «سطور إلى القارئ» أن الشاب محمد ناني يضع هذه الأوراق بين يدي القارئ ونثر فيها صوراً من أعماق نفسه، ويضيف ناني أنه رسمها (أي الصور) بحبر مشاعره وصبغها بآهاته وأناته وزفراته. لم تأت تلك الصور عبثاً وهو يقول:«أتأمل فيها حوادث الليالي وصروف الأيام وأشكو عذابات الهوى وفراق الأحبة..»ويتعشم ناني خيراً في القارئ، حيث ورد نصاً:

«لتكون أنت الحكم على أولى محاولاتي في هذا النمط من الشعر، أملاً أن تستمتع بها وتفوز برضا ذوقك وإعجابك»، وذيل ناني سطوره بأن عبر عن امتنانه لكل من شجعه على الكتابة وذلل صعابه وأعانه.

ناني وحبان يتوسطهما حب:

المحاولات الثلاث الأولى للشاب محمد ناني كان الحبيب خلفيتها، كان الحبيب المصطفى خلفية الأولى وحبيب القلب خلفية الثانية وست الحبايب خلفية الثالثة، أي «حبان يتوسطهما حب» كانت المحاولة الأولى «أنا يا مسلمين» حث فيها ناني المسلمين على الدفاع عن رسولهم الكريم محمد في مواجهة الهجمات الصليبية التي تستهدف المسلمين ونبيهم الصادق الأمين محمد. وخص بالذكر «الرسوم الكاريكاتورية» الدنماركية، كانت القصيد هي الأطول، إذ تقع في (28) بيتاً.

أما قصيدة «أمل موهوم» وخلفيتها حبيب القلب فقد كنت أفضل لو استبدل العنوان بـ«الأمل السراب» أو «سراب الأمل»، واختتم ناني مثلث محاوراته «أمي» ويسكب ناني خواطره في أوعية شعرية مترعة بالمعاناة، فهذه إحدى محاولاته الموسومة «تعبت» يتبرم فيها من الناس الذين يبادلون وده بالجفا وفي محاولة أخرى «الحق وأصحابه» ويتشاءم ناني من حال أهل الحق لأنهم غرقوا في بحر الظلم وكأنهم «تايتانيك» أخرى.

مظهر آخر من مظاهر التبرم عند ناني في محاولته الموسومة «شباب اليوم (البلوتوث)» فهولاء في نظر ناني شباب خائبون وأي خير في هذا الشاب الذي يعبر عنه ناني باللهجة الخليجية وهي مناضلة فيه على مايبدو:

وفوق كل هذا يبي ينجح ويجيب خمسين

صاروا يسمعون أغاني ما تسوى فلسين

شغلهم الشاغل «مسج» و«بلوتوث» وقمرين

كلمة أخيرة أوجهها للشاب المبدع محمد أحمد عثمان ناني: الطريق أمامك طويل وأنت في ربيع عمرك، الاستعداد الفطري والنفسي والذهني موجود عندك ولله الحمد، لكني أنصحك بأن تكثر من قراءة الشعر والقصص القصيرة وأن تتحرر من اللهجة الخليجية بقدر استطاعتك بقراءة الشعر الغنائي لعمالقة هذا النوع من الشعر فأمامك: محمد عبده غانم وعلي محمد لقمان ولطفي أمان ومحمد سعيد جرادة وعلي أمان وأحمد الجابري، وطعم قراءاتك (وهي ضرورة) بالشعر الغنائي اللحجي وأمامك: أحمد فضل القمندان وعبدالله هادي سبيت وصالح فقيه وصالح مهدي وصالح نصيب وغيرهم.

الكراس ومضمونه الأنيق مؤشر ومبشر لمستقبل مشرق أمامك في الإبداع.