> هراري «الأيام» سوسان نجانجي :

اعلنت منظمة لاطباء زيمبابوي انها احصت أمس الأربعاء 157 ضحية لاعمال "عنف منظم او تعذيب" منذ انتخابات 29 آذار/مارس في حين دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى "عمل حاسم" لحل الازمة في زيمبابوي.

وقالت المنظمة الزيمبابوية لاطباء حقوق الانسان المستقلة التي تنتشر في سائر ارجاء البلاد ان اطباءها عالجوا بين 29 آذار/مارس و14 نيسان/ابريل "157 اصابةب جروح ناتجة عن اعمال عنف منظم او تعذيب".

واوضحت ان "الجروح الاكثر شيوعا شملت كدمات بالغة في الارداف. انها ناجمة عن ضربات لفترات مطولة بالهراوات"، داعية "جميع الاطراف السياسيين الى التوقف عن استخدام الترهيب".

واوضحت المنظمة ان 30 شخصا كانوا لا يزالون في المستشفيات حتى منتصف أمس الأول.

وتشهد زيمبابوي اجواء مشحونة للغاية منذ الانتخابات العامة التي جرت في 29 آذار/مارس والتي تنافس فيها معسكرا الرئيس روبرت موغابي الذي يتولى سدة الحكم منذ 1980 ومنافسه مورغان تسفانجيراي زعيم حركة التغيير الديموقراطي.

ويدعي تسفانجيراي الفوز بالرئاسة من الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية، ولكن نتائج هذه الانتخابات لم تنشر حتى اليوم. وبالمقابل اعلن رسميا فوز حزبه بالانتخابات التشريعية التي جرت في يوم واحد مع الانتخابات الرئاسية.

ولكن اللجنة الانتخابية تستعد لاعادة احتساب الاصوات السبت في 23 دائرة من 210 دوائر لمجمل عمليات الاقتراع التي جرت في 29 آذار/مارس الماضي (رئاسية وتشريعية وبلدية ومجلس الشيوخ).

وبحسب دبلوماسي غربي فان "السلطة اطلقت العنان لقواتها في القرى التي كانت محسوبة على موغابي والتي اقترعت لصالح الحركة من اجل التغيير الديموقراطي للمرة الاولى".

واضاف "لقد حصلت انتهاكات في سائر انحاء البلاد لمعاقبة الناخبين السيئين (...) هناك اناس تعرضوا للضرب ومنازل احرقت ومستشفيات هاجمها مسلحون".

واعرب زعيم الحزب الحاكم في جنوب افريقيا جاكوب زوما عن قلقه أمس الأربعاء من "تفاقم العنف" في جارته زيمبابوي.

من جهة اخرى اعلن المتحدث باسم حركة التغيير الديموقراطي نلسون شاميسا ان نحو خمسين ناشطا في المعارضة بينهم النائب المنتخب حديثا مارفيلوس كومالو اعتقلوا منذ أمس الأول، ولا يزالون رهن الاعتقال.

واكدت السلطات انها اعتقلت أمس الأول نحو 40 شخصا بتهم عرقلة حركة السير ومنع فتح المحال التجارية وممارسة "التهديد" في اليوم الاول من الاضراب العام المفتوح الذي دعت اليه المعارضة من اجل الحصول على نتائج الانتخابات الرئاسية.

وفي العاصمة هراري حيث عمدت السلطات أمس الأربعاء الى تخفيف الاجراءات الامنية التي كانت شددتها في اليوم الاول من الاضراب، فتحت المحال التجارية والمصارف ابوابها، وواصلت المكاتب والمؤسسات اعمالها كالمعتاد.

وخوفا من الاعمال الانتقامية ونقص المعلومات لم يشارك المواطنون في الاضراب. واكثر من هذا فان نحو 20% من البالغين الذين لا يزالون يملكون عملا لا يمكنهم السماح لانفسهم بخسارة راتب نهار عمل.

وارتفع معدل التضخم في زيمبابوي في شهر شباط/فبراير الى 165000% متجاوزا بذلك الرقم القياسي العالمي الذي كانت سجلته البلاد في كانون الثاني وبلغ يومها 100000% بحسب ارقام رسمية نشرت أمس الأربعاء.

وخلال اجتماع أمس الأربعاء بين مسؤولي الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في مجلس الامن الدولي دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى "عمل حاسم" في زيمبابوي.

وقال بان ان "السلطات الزيمبابوية ودول المنطقة تؤكد ان الازمة يجب حلها على المستوى الاقليمي ولكن المجتمع الدولي مستمر في المراقبة وانتظار عمل حاسم".

واضاف ان "مصداقية العملية السياسية في افريقيا قد تتوقف على" هذه القضية.

من ناحيته اكد رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون خلال هذا الاجتماع ان "احدا لا يصدق ان الرئيس موغابي فاز في الانتخابات". (أ.ف.ب)