البابا يطالب في الامم المتحدة بتحرك جماعي لمواجهة مشاكل العالم ونسخة من المصحف الشريف هدية لبابا الفاتيكان

> نيويورك «الأيام» ا.ف.ب :

>
بابا الفاتيكان يتسلم نسخة من القرآن الكريم من سيدة مسلمة في واشنطن أمس الأول أثناء لقائه ممثلين للطوائف الدينية
بابا الفاتيكان يتسلم نسخة من القرآن الكريم من سيدة مسلمة في واشنطن أمس الأول أثناء لقائه ممثلين للطوائف الدينية
حث البابا بنديكتوس السادس عشر أمس الجمعة امام الامم المتحدة المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته لمواجهة مشاكل العالم، ولو استلزم الامر الحلول مكان الدول العاجزة عن حماية سكانها من الكوارث او انتهاكات حقوق الانسان.

وانتقد البابا بحدة امام الجمعية العامة للامم المتحدة شوائب التعددية "الخاضعة لعدد صغير" وتسيطر عليها "مقاربة براغماتية" للمشاكل، ومفهوم متغير لحقوق الانسان.

وفيما يحتفل العالم هذا العام بالعيد 60 للاعلان العالمي لحقوق الانسان، قال البابا "ليست الحقوق وحدها عالمية، بل ايضا الفرد البشري، موضوع تلك الحقوق".

وخاطب بنديكتوس السادس عشر الجمعية العامة في الامم المتحدة للمرة الاولى، وسبقه الى ذلك بولس السادس عام 1965 ويوحنا بولس الثاني عام 1979 و1995. وكان في استقبال البابا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، ولقي تصفيقا حارا عند انتهاء كلمته في القاعة المكتظة.

واختار البابا الذي درس الكهنوت، اعتماد نبرة اكاديمية لتعداد المبادئ العامة التي ينبغي بحسبه ان تتبعها المبادرات الدولية، وعلى الاخص مبدا "مسؤولية الحماية" التي تبناها قادة العالم في القمة التي عقدت عام 2005 اثر صدمة التطهير العرقي في رواندا.

ولم تشر كلمته الى اي وضع خاص، لكنه لفت الى "افريقيا وقارات اخرى ما زالت على هامش تنمية متكاملة ويمكن بالتالي الا تنال من العولمة الا نتائجها السيئة".

وقال بنديكتوس السادس عشر "تتحمل كل دولة واجبا اوليا بحماية سكانها من الانتهاكات الفادحة والمتكررة لحقوق الانسان، ومن عواقب الازمات الانسانية الناجمة عن اسباب طبيعية او من فعل البشر".

ولكن في حال التقصير، يفترض بالمجتمع الدولي التدخل "بالوسائل القانونية المنصوص عليها في منظومة الامم المتحدة وغيرها من الادوات الدولية".

واضاف "ان اللامبالاة والامتناع عن التدخل هما اسباب الضرر الفعلي".

واعتبر البابا ان "تعزيز حقوق الانسان يبقى الاستراتيجية الاكثر فعالية لالغاء التفاوت بين الدول وبين الشرائح الاجتماعية".

وقال ان "مشاكل العالم تتطلب تدخلا من قبل المجتمع الدولي على شكل مبادرات مشتركة" معددا "المسائل الامنية، واهداف التنمية، وتقليص التفاوت (...) وحماية البيئة والموارد والمناخ".

واعرب بنديكتوس السادس عشر عن قلقه من "طريقة استخدام نتائج الابحاث العلمية والتطورات التكنولوجية احيانا"، "في خرق جلي لنظام الخلق".

وقال ان تلك الممارسات "تتعارض والطابع المقدس للحياة" في اشارة الى ادانة الكنيسة الكاثوليكية الصارمة للتعديلات الجينية وابحاث الخلايا الجذعية.

واعرب الحبر الاعظم عن قناعته بان جذور اي مجتمع كامنة "في بعده الديني وبحثه عن المطلق"، لكنه اوصى بالحرية الدينية معتبرا انه "لا يعقل ان يلزم مواطنون بالتخلي عن جزء منهم، عن ايمانهم، ليكونوا مواطنين فاعلين".

ووصل البابا الى نيويورك صباح أمس الجمعة من واشنطن، حيث انهى المرحلة الاولى من زيارة الى الويات المتحدة تستغرق ستة ايام. وسيصلي غداً الاحد في موقع هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في نيويورك.

واتخذت اجراءات امنية هائلة بمناسبة زيارة البابا الى نيويورك، حيث اغلقت احياء بكاملها أمس الجمعة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى