اهتمام برلسكوني بشعبيته قيد على تطبيق برنامجه الإصلاحي

> روما «الأيام» كيفن جونز :

> يريد سيلفيو برلسكوني أن يكون محبوبا وهي حقيقة تعني أنه من غير المرجح أن يمضي رئيس الوزراء الايطالي المنتخب قدما في الإصلاحات التي لا تحظى بشعبية وتحتاجها إيطاليا.

ويقول بعض المعلقين إن العقبة الأكبر التي تقف في طريق مضي الزعيم المحافظ في تنفيذ برنامج إصلاحي لخفض النفقات وتحرير تتمثل في رابطة الشمال الإنفصالية والتحالف الوطني اليميني المتحالفين معه.

لكن ذلك يشير إلى أن برلسكوني نفسه لديه تراجع يخصه بالنسبة للإصلاح وهو أمر لا تدعمه سوى أدلة قليلة إن كانت هناك أدلة تؤيده.

قال جيانفرانكو باسكينو استاذ السياسة في جامعة جون هوبكنز في بولونيا "برلسكوني يريد أن يكون محبوبا أكثر من أي شيء آخر والتاريخ يظهر أنه يتراجع دائما غندما يواجه مقاومة."

واستطرد قائلا "سيقر بعض الإصلاحات ولكن فقط تلك الإصلاحات التي ليس لها تكلفة حيث لا يخسر أحد شيئا. كما أنه لن يتصارع مع النقابات."

وستتاح للقطب الإعلامي الذي يبلغ من العمر 71 عاما والذي فاز بأغلبية برلمانية كبيرة في الانتخابات التي جرت يومي الأحد والاثنين فرصة ثالثة لبعث الحياة في اقتصاد إيطاليا الذي يعاني من ضعف مزمن.

وقال إن تحقيق ذلك يتطلب "إجراءات لا تحظى بشعبية" لكن كثيرا من المحللين يشكون في ذلك ولا يتوقعون أن يحرز نجاحا أكثر مما حققه في المرتين السابقتين.

وقالت سوزانا جارثيا من دويتشه بنك "فعلت حكومة برلسكوني الأخيرة (2001 - 2006) القليل فيما يتعلق بالإصلاح الاقتصادي رغم أنه كان يتمتع بأغلبية مريحة في كلا المجلسين."

ومضت تقول "كان لديه عندئذ برنامج أكثر وضوحا وأكثر طموحا من برنامجه الآن وكانت لديه خلفية اقتصادية دولية أكثر مواتاة."

ويجب برلسكوني أن يقدم نفسه كخليفة لمارجريت ثاتشر التي حطمت مقاومة النقابات لبرنامج جذري لخصخصة الاقتصادي البريطاني في الثمانينات.

لكن برلسكوني المبتسم أبدا لديه رغبة في أن يكون محبوبا من الجميع.

وخلال فترة ولايته الأخيرة مضى قدما في خفض الضرائب وهي خطوة تحظى دائما بشعبية لكنه تراجع عن تعهدات بخفض الإنفاق العام وهي خطوة أبعد من أن تكون شعبية مما أدى إلى ارتفاع حاد في عجز الموازنة العامة.

وانهارت خططه لخفض حماية الوظائف وتحرير قطاعات الاقتصاد التي تتمتع بالحماية.

كما تراجع عن خطط لا تتمتع بالشعبية لإصلاح نظام المعاشات في حكومته الأولى التي استمرت لفترة قصيرة في عام 1994 ومرة أخرى بعد مرور عشر سنوات.

وأحب برلسكوني أثناء الحملة الانتخابية في أن يحمل أطراف حكومة الوسط السابقة المسؤولية عن فشل خططه الإصلاحية لكن التركيبة النفسية للرجل نفسه قد تكون التفسير الأكثر ترجيحا.

وبرلسكوني مشهور منذ أن بدأ مسيرته العملية بأنه يقول دائما ما يحب الناس سماعه ويتفاخر بأنه لم يفصل أحدا قط من شركاته.

وقال لوكا ريكولفي استاذ الاجتماع في جامعة تورينو إنه من الناحية الاقتصادية فإن رابطة الشمال كانت بالفعل "قوى التحديث الوحيدة في يمين الوسط" ومن المرجح أن تكون أكثر من برلسكوني في الضغط من خفض الوظائف في القطاع العام المتضخم.

وقال ريكولفي "اهتمام برلسكوني بصورته أكثر من اهتمامه بتحديث البلاد... يفضل أن ترتبط ذكراه بمشروع عظيم مثل جسر صقلية على ارتباطها بتسريح أربعة آلاف موظف يشكلون عمالة زائدة في قطاع موظفي الدولة." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى