أستاذ فاضل.. هيهات أن يجود الزمان بمثله!

> «الأيام» صِدِّيق عبدالرحمن الطيار :

> تعرفت إلى الأستاذ عبدالله فاضل -رحمه الله تعالى- أثناء دراستي العليا في كلية التربية - عدن، حيث كان (الفاضل) ضمن هيئة التدريس للمرحلة التمهيدية (ماجستير) لمادة النصوص الإنجليزية لطلاب قسم اللغة العربية، وكنت حينها أحد طلاب ذلك العلم المعطاء، فعلى الرغم من أن الأستاذ عبدالله فاضل -رحمه الله- درسني سنة واحدة فقط- ولم أكن أعرفه من قبل- إلا أنني أحسست وكأنني قد لازمته عشرات السنين، لما استفدت منه من معلومات كثيرة جدا، سواء ما يخص المساق الذي كان يدرسه أم غير ذلك، فالأستاذ عبدالله -رحمه الله- تفضل علينا بالكثير مما في جعبته لغزارة ثقافته، ولتجاربه الحياتية في شتى المجالات، فكان- رحمه الله- يتحفنا- بالإضافة إلى مادة اللغة الإنجليزية- بمعلومات دينية ونحوية وإملائية وثقافية... إلخ.

فالحق كان الأستاذ (الفاضل) خزينة لشتى العلوم، ومكتبة متنقلة ينهل منها من يلازمه. ومن ناحية المواظبة والسلوك، كان الأستاذ (فاضل)- رحمه الله- أنموذجا وعنوانا للمواظبة والالتزام، فكان يحضر القاعة في وقته المحدد، ويغادرها في وقته المحدد، ويحرص على ألا يذهب الوقت هملا، فيظل يتكلم كل الوقت في موضوع الدرس، ويعطينا التمارين الحينية ليتأكد من استيعاب كل طالب منا، فإذا ما تأكد من ذلك وبقي وقت يستغله بمعلومات أخرى في مجالات أخرى (التربية الإسلامية، الأدب، البلاغة، النحو، الإملاء...) بالإضافة إلى النصائح والمواعظ القيمة، إذ كان دائما يحثنا على طلب العلم والتعلم في جميع الظروف وفي شتى المجالات، وعلى المثابرة والاطلاع والصبر لنيل المعالي.

وكان- رحمه الله- يحثنا دائما على استغلال الوقت وعدم التحسر على الماضي أو الخوف من المستقبل، ودائما ما يكرر ناصحا وواعظا البيت المشهور:

ما مضى فات والمؤمل غيب ** ولك الساعة التي أنت فيها.

فحقيقة كان الأستاذ عبدالله (فاضل) في أخلاقه وعلمه وروحه وحبه للناس ولطلابه، ومتفانيا في عمله وحريصا على وقته.. فقد كان نعم الأستاذ والمربي والناصح الأمين.

يرحمك الله أستاذنا (الفاضل) رحمة الأبرار ويحشرك مع الذين أنعم عليهم من الشهداء والصديقين والصالحين، وأسأله ربي أن يلهم أهلك وذويك الصبر والسلوان.. إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى