> «الأيام» أحمد بوصالح:

أسياخ الحديد في خرسانة الخزان عارية
أسياخ الحديد في خرسانة الخزان عارية
بدعوة من لجنة مشروع الماء ألحت خلالها على «الأيام» بضرورة النزول إلى قرية حورة الساحل بمديرية رضوم محافظة شبوة وتسليط أضوائها القوية على الحال المزرية التي وصل إليها مشروع الماء الوحيد الذي يزود القرية الساحلية الحارة وضواحيها بالماء النقي الصالح للشرب.. «الأيام» لبت الدعوة ونزلت بكاميرتها إلى المشروع وخرجت بالحصيلة الآتية:

عمر طويل ورطوبة شديدة:

في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي وبالتحديد عام 1984م أي قبل مايقارب 28 عاما أنشأت الدولة مشروعا للماء في القرية وذلك تلبية لحاجة الأهالي الماسة له، الذين يبلغ تعدادهم أكثر من 2000نسمة وتم إنشاء المشروع لتزويد القرية بشقيها المنزل ولكعب بالإضافة إلى البدو الرحل القاطنين بالقرب منها ، استمر المشروع في أداء مهمته على أكمل وجه حتى عام 97م ثم بدأ في العد التنازلي عندما بدأت مكوناته بالتأثر بعامل المناخ خصوصا أن منازل القرية لا تبعد عن شأطئ البحر سوى 200متر لاغير ولكن المستفيدين من المشروع كانوا بالمرصاد للأعطاب المستمرة من خلال المبادرات الجماعية وجمع التبرعات لإصلاحها، وأمام ذلك وباتفاق بينهم تم فصل قرية لكعب الواقعة على ضفة الوادي الشرقية وتسخير المشروع لقرية المنزل فقط التي يصل تعداد سكانها نحو 1300نسمة واستمر الحال كما هو أعطاب مستمرة وجهود إصلاح مستمرة يتخللها فترات توقف تصل أحيانا إلى أسابيع وشهور بفعل الأعطاب في المحرك والشبكة والمضخة وبدافع الحاجة كان المواطنون يتدافعون لعمل ما يبقي مصدر الماء الوحيد لهم مستمراً في تموينهم ولكن استنفدت كل جهودهم عندما وصلت العلة إلى الخزان بظهور الشروخ والتشققات في كل أجزائه إلى درجة عدم احتفاظه بالماء ولو لدقائق معدودة مما اضطر لجنة المشروع إلى توقيف العمل تماماً والتوجه إلى الآبار البعيدة لجلب الماء النقي الصالح للشرب، إضف إلى ذلك الخطر الذي أبدى سكان أكثر من ثلاثة منازل قريبة من الخزان حياله مخاوفهم من سقوطه على منازلهم وعلى رؤوس من فيها.

تقرير المهندس يؤكد: في النصف الثاني من العام الماضي 2007م وبناء على مناشدات الأهالي والسلطة المحلية بالمديرية أنزل فرع الهيئة العامة لمشاريع مياة الريف بالمحافظة مهندسا مختصا من المكتب برفقة مسؤولين في مكتب الدعم الفني الهولندي (أركادس)الذي كان يعمل في المحافظة لمعاينة المشروع ورفع تقرير متكامل عنه وجاء في التقرير المعد من قبل المهندس فوزي مبارك بوجليدة مايلي:

«يخدم المشروع أهالي قرية حورة الساحل وقد تم تأسيسه عام 1984م ويتكون من الآتي: بئر يدوية بعمق كلي 9 أمتار بأكساء خرساني بقطر 2,5متر وخزان برجي سعة 20 متر مكعب بارتفاع 6 أمتار (منتهي تماما)ووحدة ضخ تتكون من محرك يانمار 28خيل وبمب وراس بمب 3هنش و3ريش مع مواسيرها (وحدة ضخ شبة منتهية) وخط ضخ بطول 7 مواسير بلاستيك غير صالح للعمل وشبكة إسالة في معظمها بلاستيك غير صالحة»

مضخة عمرها  30عاما
مضخة عمرها 30عاما
واختتم المهندس بوجليدة تقريره بوضع مقترحات تتضمن الآتي:

«يحتاج المشروع إلى بناء خزان برجي بسعة 25متر مكعب بأرتفاع 6 أمتار وتوريد وتركيب بمب ورأس بمب مع مواسير للبئر».

وبناء على النزول والتقرير اعتمد المكتب الهولندي مبلغا مقداره مليون وخمسمائة ألف ريال للمشروع.. وبقية القصة يرويها رئيس لجنة المشروع.

المشروع انتهى من زمان:

الشيخ عبدالجليل سالمين بن عبدالصمد رئيس لجنة المشروع تحدث لـ «الأيام» قائلا :«في البدء باسم كل مواطني حورة الساحل أتوجه بالشكر والتقدير لصحيفة «الأيام» على تلبية دعوتنا ونزولها إلى موقع المشروع الذي كما تراه متوقف عن العمل بعد أن وصل إلى حال يصعب معه الإصلاح والترقيع الذي نقوم به منذ سنوات فالمشروع انتهى قبل أكثر من عشر سنوات تقريبا فلا مكينة تعمل صح ولا بمب ولا قصاب ولا يحزنون حتى الشبكة العامة لم يتم تغييرها إلا في بداية عام 2006م بعد أن حصلنا عليها من اعتماد المديرية من النفط وحقيقة عمل المواطنون كل ما في وسعهم لبقاء المشروع كونه هو المصدر الوحيد للماء ولكن بعد أن ظهرت لنا مشكلة الخزان وما يمثله من خطورة على حياة الناس خصوصا الساكنين بالقرب منه اتخذنا القرار الصعب بتوقيف عمل المشروع كلياً. وما صار للخزان هو بسبب الرطوبة الزايدة حيث تشققت كل أجزائه وانكشف الحديد حتى أساساته هي الأخرى انكشفت وبات مصدر خطر حقيقي فهو لم يعد يحتفظ بالماء أبداً وأمام ذلك الوضع وما ينتظر المواطنين من عذاب من الحر القادم ناشدنا السلطة المحلية التي نشعر أنها لم تقصر ونحن في انتظار الحل».

منزل قريب من الخزان
منزل قريب من الخزان
معاناتنا بين يدي المحافظ:

في إطار الاستطلاع التقينا الأخ فهد سالمين لرضف ممثل قرية حورة الساحل في المجلس المحلي ورئيس لجنة الخدمات بالمجلس المحلي لمديرية رضوم الذي قال باختصار شديد : «في اجتماع الهيئة الإدارية للمجلس المحلي في دورته الثالثة لعام 2007م تفاعل الزملاء في الهيئة الإدارية مع معاناة الأهالي مشكورين وأقروا المشروع ضمن مشاريع المديرية من عائدات النفط لعام 2007م وبما أن المخصصات لم تصرف حتى الآن رفعنا رسالة إلى الأخ المحافظ وأرفقنا بها نسخة من تقرير المهندس وصور فوتغرافية تبين الحال المزري للمشروع وصورة من المحضر وننتظر من الأخ المحافظ توجيه مكتب النفط باعتماد المشروع وسرعة تنفيذة لما لهذا الأمر من أهمية كون المنطقة ساحلية ومصادر المياه النقية الصالحة للشرب بعيدة. ونشكر «الأيام» على هذه اللفتة الكريمة منها بتسليط الضوء على المشروع».

قطرات حبر :

- تبعد منازل المواطنين في حورة الساحل عن شاطئ بحر العرب مسافة 200متر فقط.

- بئر المشروع استقطعها آل عبدالصمد من أرضهم الزراعية وقدموها صدقة للمشروع.

- إيرادات المشروع عندما كان يعمل لم يغط النفقات .