في الندوة الخاصة بالمؤرخ اليمني الراحل محمد الفرح بالمركز اليمني للدراسات:مطالبة المؤسسات العلمية والثقافية بمراجعة المناهج الدراسية والأطر الأكاديمية والبحثية

> صنعاء «الأيام» بشرى العامري:

>
افتتح صباح أمس المركز اليمني للدراسات التاريخية في صنعاء أعمال ندوة (الهوية والثقافة الوطنية في العطاءات الفكرية للمؤرخ محمد حسين الفرح) التي تهدف إلى ترسيخ الاهتمام بأصالة ودور الشخصيات الوطنية، وإبراز تاريخنا الحضاري المشرق بما يحفز على النهوض الوطني الشامل.

وقد استهلت الندوة بالإشادة بدور المؤرخ الفرح ثقافيا وفكريا وعطاءاته الوطنية والتاريخية.

كما جرى استعراض الفعاليات والأنشطة الثقافية التي يعتزم المركز إقامتها خلال العام الجاري، إضافة إلى إجراء البحوث والدراسات والمحاضرات الأسبوعية وحلقات نقاشية علمية نصف شهرية ستشرف عليها الجهات ذات الاختصاص، وتوجيه دعوة إلى الاختصاصيين والمهتمين وأعضاء مجلس الأمناء ورؤساء الجامعات والأساتذة للمشاركة الإيجابية الفاعلة في انجاح ما سيقوم به المركز من فعاليات، وتقديم الاستشارات والآراء التي تعزز خيارات النهج الديمقراطي والتنموي.

من جانبه أشاد الأخ أحمد ناجي أحمد الأمين العام المساعد لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بجهود الأستاذ الفرح في جمع البعد الوطني والقومي في توجهه الفكري على نحو لايمكن الفصل بينهما.

وقال: «بينما نراه مدافعا عن كل ما يتصل باليمن تاريخا وتراثا وأدبا وإبداعا ويرد على طه حسين ويدفع التجني الذي لحق باليمن من دعوة باطلة روج لها طه حسين، وهي خلو اليمن في الجاهلية من الشعراء، فاعتكف الفرح لسنوات في قراءة كتب التاريخ والتراث والأدب ليخرج بعمل أدبي وثقافي رائع تحت عنوان (شعر وشعراء اليمن في الجاهلية) دحض به المزاعم المعادية للإسهام اليماني في حركة النهضة الشعرية في العصر الجاهلي، وأثبت أن الشعر يمانٍ تماما».

واستعرض بعد ذلك دور الفرح في رصد شعراء اليمن في العصر الإسلامي.

ودعا إلى دراسة تراث الفرح ونقده ومراجعته وتلخيصه والاستفادة منه في تربية الأجيال.

وأوضح الأخ د.محمد أبوبكر المفلحي وزير الثقافة أن الفرح قضى أهم سنوات عمره بحثا في أمهات الكتب والتراجم وكتب التراث والدراسات والمصادر والنقوش الأثرية واللغات ليبرز تاريخ اليمن واليمنيين بأبهى حلة وأجمل صورة.

وقد تضمنت وقائع هذه الندوة تدشين البرنامج الثقافي الأسبوعي السنوي لمركز منارات، وفي الجلسة الأولى تم استعراض الكثير من آراء وشهادات صفوة مفكري وعلماء وباحثي اليمن عن الفقيد المؤرخ الوطني محمد حسين الفرح، وفي مقدمتهم الدكتور عبدالعزيز المقالح مستشار رئيس الجمهورية رئيس مركز الدراسات والبحوث والأستاذ خالد عبدالله الرويشان ود.أحمد الأصبحي، الذين أكدت شهاداتهم على الدور الثقافي والفكري الشجاع للمحتفى به، وأن أعماله قد سدت فراغا كبيرا في تاريخ اليمن، وأهمية الأخذ بها في المناهج التربوية، كما أشادت بدوره المتعلق بإثبات عروبة ويمنية البربر. كما تضمنت الجلسة الثانية للندوة العديد من مفردات الأوراق العلمية المتعلقة بالقراءات النقدية لبعض أعمال وعطاءات الفقيد التاريخية.

وأكد المشاركون في ختام الندوة على الاهتمام بالتراث والتاريخ الوطني المخطوط والمنشور لليمن وعلاقته بالسياق العام لتاريخ الوطن والأمة العربية والإسلامية في أعمال المؤرخ الوطني محمد حسين الفرح خاصة وكل الأعمال التاريخية الوطنية المنصفة بشكل عام.

ودعا المشاركون في الندوة كل القائمين على المؤسسات التربوية والأكاديمية والثقافية والإعلامية الرسمية منها والأهلية إلى تحمل مسئولياتهم الوطنية والعلمية فيما يتعلق بمراجعة مفردات المناهج الدراسية والأطر الأكاديمية والبحثية في الجامعات.

كما أكد المشاركون على أهمية تعزيز الهوية الثقافية الوطنية والقومية والإنسانية والعمل الجاد على بلورة هذه الهوية، بدءا بما هو وطني من ثوابت الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية، مرورا بما هو قومي من عروبة التاريخ والحضارة واللغة والدين والثقافة ووحدة الوطن والإنسان العربي من المحيط إلى الخليج، ورفض كل أشكال التجزئة القديمة والجديدة.

وحث المشاركون وزارة الثقافة والهيئات والمؤسسات التابعة لها على إعادة النظر في كل الأعمال المنشورة للمؤرخ محمد حسين الفرح والبالغة أحد عشر كتابا يزيد مجموع صفحاتها على (8442) صفحة، وإعادة إصدارها في طبعات جديدة عبر دور نشر وتوزيع عربية ودولية محترفة وبمواصفات شعبية وبكميات أكبر وكلفة أقل، مع الاحتفاظ بكافة الحقوق المادية والأدبية لأسرة الفقيد وأولاده.

وأكد القائمون على هذه الفعالية والمشاركون فيها على ضرورة العمل السريع والعاجل على مراجعة الأعمال غير المنشورة للفرح، والدفع بها للطباعة والنشر، مؤكدين على أهمية مشروع صندوق رعاية الإبداع والمبدعين الذي يتبناه وزير الثقافة.

الجدير ذكره أن يوم أمس يصادف الذكرى الثالثة لوفاة المؤرخ محمد حسين الفرح، توفي في 19 /4/ 2005، ولم يتجاوز 50 عاما.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى