حتى لاتصبح المشكلة هما

> «الأيام» م.سالم صالح عباد:

> في يوم مشرق مفعم بالحيوية والنشاط يصاحبه جو غير صحو التقيت زميلي الردفاني قاسم بعد غياب طال أكثر من عقد من الزمن المر، وقبل أن يمد يده اليمنى لمصافحتي، باشرني بسؤال، وكنت مرتبكا حينها، وكان سؤاله: أين أبين من الضالع وردفان، ولحج، وعدن، وحضرموت؟.. ثم أردف قائلا مع ضحكة ساخرة تشوبها الحسرة والألم : شوفني أمزح معك .. ثم ربت على كنفي قائلا: أبين خلقت الشجعان أمثال سالمين ومقبل ومحمد علي هيثم والصديق وعلي ناصر، وكوكبة من الرجال الذين حملوا أرواحهم على أكفهم، وذادوا من القيم النبيلة لثورتي سبتمبر وأكتوبر.

قلت له ياصديقي لقد مرت على ذاكرتك بعض الأسماء والأحداث، وإذا ما ذكرنا اسم المناضل الشهيد الثلايا الذي حكم عليه الشعب بالموت مع أنه كان يعدا رمزا من رموز النضال الوطني التحرري ضد العبودية والجهل.

وعندما أطلق الشهيد دعوته المشهورة «لعنة الله على شعب أردت له الحياة فأراد لي الموت».

هذه العبارة تعني وقوع الجهل والتخلف عند معظم فئات الشعب، بحيث يعطي الحقوق لمن لاحق لهم.

المشكلة الأكبر ياصديقي ما حدث في سبتمبر 2006، حينما خرج الشعب اليمني عن بكرة أبيه مؤيدا ومنتصرا للحزب الحاكم دون غيره من الأحزاب، رغم علم الشعب بأن الفساد ينخر جسد البلد والمظالم واقعة عليه.

قاطعني صديقي بسؤاله: وأنت ما حكمك ورأيك بالشعب اليمني؟.

قلت له: الشعب هو الشعب الذي إذا ثار وغضب هز مضاجع المفسدين، إنه الشعب اليمني ذو البأس الشديد وأرق القلوب وأطيب النفوس، العتيد، الجبار، الفقير، الكريم، المتسامح، إذا أفاق من غفلته وسباته سينتصر لقضيته كما انتصر لها في 22 مايو1990.

ولأننا جزء من الشعب عار علينا وذل لأبنائنا أن يعم الفساد الوطن، وتتحطم آمال وأحلام وطموح أجيال المستقبل.

ثق ياصديقي أن وحدة الشعب راسخة رسوخ شمسان وردفان وعيبان، ولكن أملنا في أن يكون الحكام جزءا من الحل بدلا من أن يكونوا جزءا من المشكلة، وأملنا أن لا تتفاقم المشكلة وتصبح هما لايمكن السكوت عنه وإغفاله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى