ويظل المعلم حجر الزاوية

> «الأيام» صبري سالم بن شعيب:

> التربية والتعليم أساس المجتمعات المتقدمة على مر العصور، فالتربية تبدأ من الأسرة ثم المجتمع والمدرسة، فالاهتمام بالطالب وتربيته التربية الصحيحة والسليمة أساس ونواة المجتمع الراقي، ويعتبر التعليم العنصر المكمل لإنشاء الشخصية السوية القادرة على مواجهة صعوبات الحياة، وحل وتفسير جميع المشكلات، ولايتم ذلك إلا عبر الاهتمام بالمعلم، وتأهيله التأهيل السليم، فتقدم الأمم في أنحاء العالم لايتم إلا عبر الاهتمام بالتعليم والمعلم، خاصة التعليم الأساسي والمهني، لأنه القاعدة الأساسية لتشكيل شخصية الإنسان المتعلم والماهر في العمل، لذلك اهتمت الدول المتقدمة بالتعليم الأساسي والمهني، ووضعت له الميزانيات الكبيرة، وتم دعمهما بالمعلمين المتخصصين المؤهلين، ووصل الأمر في مدارس الدول الأوروبية إلى أن يقوم بتدريس الطلبة دكاترة متخصصون في التعليم، ويتم بذل الجهد الكبير في إنجاح هذا التعليم، بعد ذلك ينتقل الطلبة إلى التعليم الثانوي والمهني والجامعي على أساس متين في تلقي العلم والبحث العلمي.

ونتوقف هنا في شكوى دكاترة الجامعات من ضعف مستوى الطلاب، بشكل خاص في المواد العلمية واللغات، وضعف جودة التعليم لهؤلاء الطلاب، لذا يجب أن نعرف العلاقة الوطيدة لهذه الأسباب والمتمثلة في التعليم الأساسي، وبنظرة سريعة على واقع بلادنا نلاحظ عدم الاهتمام المستمر بتأهيل المعلم بشكل جيد، ورفع مستوى معيشته، مع العلم بأن وزارة التربية والتعليم في بلادنا تبذل جهودا جبارة في تأهيل معلمي التعليم الأساسي ورفع مستواه المعيشي، وهي جهود تشكر عليها، إلا أن مشكلة ضعف مخرجات التعليم المهني ماتزال مستمرة، لذا نتمنى أن يتم تقييم الحالة التربوية والتعليمية، والمدخل لذلك تحفيز وتأهيل ورفع مستوى دخل المعلم، لأنه حجر الزاوية في العملية التعليمية والتربوية، خصوصا في التعليم الأساسي والثانوي، والاهتمام بتربية وتعليم الطلاب الموهوبين والمتفوقين، وإعطائهم الفرصة لإبراز مواهبم وقدراتهم لخدمة وطننا اليمني الكبير، فدول مثل اليابان وسنغافورة وماليزيا والصين كانت إلى وقت قريب متخلفة اقتصاديا وتعليميا، ولاتوجد لديها موارد طبيعية كافية، إلا أنها سخرت جميع مواردها في تأهيل ورفع مستوى دخل المعلم، واهتمت بالتعليم الأساسي والثانوي والمهني وتجويده، فأصبحت في الوقت الحاضر من الدول المتقدمة اقتصاديا وتعليميا وفي جميع المجالات.

نتمنى أن نستفيد من تجارب دول شرق آسيا والعالم، ونخطط ونمول وننشئ البرامج الهادفة، لخدمة وطننا اليمني الكبير السعيد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى