> «الأيام» ناصر سالم حسن /رصد - يافع

تحت مظلة ما يقارب من أربعة عقود نشأ جيل في المناطق الجنوبية لم يعرف أو يسمع بشيء اسمه (التقطع). والتقطع هو التعدي على الطريق العام بقصد سلب ونهب وترويع عابري السبيل، بينما كان هذا الفعل معتادا في المناطق الشمالية قبل الثورة وبعدها، واستمر على هذا الحال بعد الوحدة التي وحدت هذه الظاهرة بل وظواهر سلبية أخرى كالثأر والرشوة والواسطة واستبدال قانون الدولة بقانون العرف، وهذه سمات وعلامات بارزة من علامات الوحدة المباركة كنتيجة حتمية، حتى في نظرية المخاليط، خصوصا أن النسبة هي 18:2، وهنا يتجلى واضحا المذيب والمذاب، ومع أن الناس في مناطق الجنوب اعتادت النظام والقانون للفترة المذكورة آنفا، إلا أن التأثير كان أقوى، وأن تيار الواقع الجديد كان أقوى من أن يقاوم في ظل تشجيع الدوله لهذا الاتجاه، وقد تعرض أبناء المناطق الجنوبية لحوادث تقطع واستفزاز وقتل في مناطق الشمال، ولم يجدوا من ينصفهم، فالبعض ابتلع ذلك النظام غصبا عنه، والبعض الآخر ظل يترقب الفرصة للرد بالمثل، وقد بلغت تلك التجاوزات ذروتها عندما قامت عناصر من قبائل مآرب بالتقطع وسلب ونهب سيارات مواطنين من أبناء قبيلة الجرادمة بيافع رصد، ومحاولة قتل بعضهم، ذلك التصرف الذي لم يخطر على بال أحد، وسلوك شاذ هوى بأحلام الناس في رؤية دولة الوحدة القويه باتحادها إلى الحضيض.

إن حق الدفاع عن النفس مكفول والمعاملة بالمثل هي اللغة الوحيدة التي يعرفها أولئك الذين يصرون على ترويع الناس، والذين يكرسون التشطير وينظرون إلى الآخرين نظرة استعلاء.

فبماذا يتفاخر حكامنا إذا كانوا عاجزين عن حماية عابري السبيل أم أن ذلك هو جزء من سياسات الدولة في تأجيج الصراعات بين القبائل.

قال الله تعالى «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويفسدون في الأرض أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف» صدق الله العظيم.