دمشق تعتبر الاتهامات الاميركية النووية وسيلة للضغط عليها

> دمشق «الأيام» رويدا مباردي :

>
اعتبر محللون سوريون قريبون من السلطة أمس الجمعة ان المزاعم الاميركية بوجود انشطة نووية سورية تهدف الى الضغط على دمشق، الخصم اللدود لواشنطن في الشرق الاوسط، لحملها على القبول بالسياسة الاميركية-الاسرائيلية في المنطقة.

واتهمت الادارة الاميركية سوريا أمس الأول بانها بنت سرا وبالتعاون مع كوريا الشمالية مفاعلا نوويا كان سيتيح لها انتاج البلوتونيوم لغايات عسكرية لو لم يدمره سلاح الجو الاسرائيلي في السادس من ايول/سبتمبر.

ولم تعلق الصحف السورية الصادرة أمس الجمعة على هذه المعلومات. الا ان وكالة الانباء الرسمية (سانا) اعادت نشر بيان اصدرته السفارة السورية في واشنطن تضمن نفيا ل"حملة الافتراءات وتزوير الحقائق التى تشنها الادارة الاميركية الحالية ضد سوريا".

واضاف البيان ان سوريا "تطالب الولايات المتحدة بالتصرف بمسؤولية والتوقف عن اختلاق مزيد من الازمات فى الشرق الاوسط الذي ما فتىء يعاني من تداعيات السياسات الاميركية الفاشلة فيه".

واعتبر المحللون ان هذه الاتهامات الاميركية الجديدة سببها مواقف دمشق، حليفة طهران، من النزاع الفلسطيني-الاسرائيلي والحرب في العراق.

وتفرض الولايات المتحدة عقوبات على سوريا منذ 2004. وهي تتهم دمشق بدعم تنظيمات "ارهابية" مثل حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية وبزعزعة استقرار لبنان وبالسماح بمرور مقاتلين اجانب عبر اراضيها لقتال الاميركيين في العراق، وبممارسة القمع داخليا.

وقال احد هؤلاء المحللين طالبا عدم الكشف عن اسمه انه منذ الحرب على العراق في 2003 تمارس الولايات المتحدة واسرائيل ضغوطا على سوريا "لحملها على القبول بسياسة تراعي مصالحهما على حساب المصالح العربية".

واضاف ان الولايات المتحدة واسرائيل "يحملون سوريا تبعات فشل" الحرب الاميركية على العراق والحرب الاسرائيلية على حزب الله صيف 2006.

من ناحيته اعتبر محلل آخر في دمشق "ان الضغوط تجددت بقوة في الوقت الذي نشرت فيه معلومات حول احياء الجهود الهادفة الى استئناف مفاوضات السلام السورية-الاسرائيلية".

وينتظر وصول رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان السبت الى دمشق، وتقوم تركيا بوساطة بين سوريا واسرائيل من اجل اعادة احياء مفاوضات السلام بينهما المجمدة منذ العام 2000.

وبحسب معلومات صحافية، من المفترض ان يبلغ اردوغان الرئيس السوري بشار الاسد باستعداد اسرائيل للانسحاب من هضبة الجولان السورية، التي احتلتها الاخيرة في 1967، مقابل ابرام معاهدة سلام.

واكد البيت الابيض انه "حتى السادس من ايلول/سبتمبر 2006، كان النظام السوري يبني مفاعلا نوويا سريا في الصحراء في شرق سوريا، قادرا على انتاج البلوتونيوم".

واوضح ان لديه ما يكفي من الاسباب للاعتقاد بان هذا المفاعل "لم تكن اهدافه سلمية"، مشيرا الى انه ابلغ الامم المتحدة بهذه المعلومات.

من جانبه نفى السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى اتهامات البيت الابيض،معتبرا ان المعلومات الاميركية "قصة سخيفة".

وقال لشبكة "سي ان ان" الاميركية انه تم استدعاؤه الى وزارة الخارجية الاميركية حيث عمد مسؤولون الى "اخباري قصة سخيفة عن مشروع نووي سوري مزعوم".

واضاف "اطلعوني على صور سخيفة ملتقطة بواسطة قمر صناعي لمبنى في الصحراء السورية قالوا انه مفاعل نووي. قلت لهم ان هذا مضحك وسخيف. ليس هناك اي عنصر حراسة. ولا سياج".

وفي واشنطن اكد مسؤول اميركي كبير أمس الأول ان بلاده لم تعط اسرائيل ضوءا اخضر لشن الغارة الجوية التي ادت الى تدمير منشآت سورية مثيرة للجدل. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى