ساركوزي يقر بارتكاب "اخطاء" لكنه مصمم على مواصلة الاصلاحات

> باريس «الأيام» فيليب فالا :

> اقر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مساء أمس الأول بعد مرور سنة على توليه السلطة تراجعت خلالها شعبيته الى ادنى مستوياتها، بارتكاب "اخطاء" ساعيا في الوقت نفسه الى اقناع الفرنسيين بمشروعه الاصلاحي.

وفي مقابلة تلفزيونية استمرت اكثر من تسعين دقيقة واعيد بثها في وقت نسبة مشاهدة مرتفعة، استهل الصحافيون اسئلتهم بالتراجع الحاد في شعبية ساركوزي في استطلاعات الرأي.

الا انه اجاب "لا شك اننا لم نشرح بشكل كاف، ولا شك انني ارتكبت شخصيا اخطاء".

وحين قال له الصحافيون ان الفرنسيين "في حيرة"، اعتبر انه يتحمل "جزءا من المسؤولية".

لكنه قلل من شأن المسالة قائلا "كنت اتصور فعلا انني لن امضي خمس سنوات اعلق على استطلاعات للرأي ممتازة". واضاف "ثمة على الدوام في فرنسا احد ما غير راض".

وطلب ان يحكم على ادائه في نهاية سنوات ولايته الخمس، مؤكدا انه انتخب لانجاز "التغييرات التي تحتاج اليها البلاد" بحلول هذا الموعد.

وقال "لا يمكنني القيام بكل شيء على الفور". وتابع "لدينا ظروف دولية صعبة، وهذا يعزز الحاجة الى تسريع الاصلاحات" مؤكدا "بدأت 55 اصلاحا لان كل شيء مترابط".

ومن المشاريع المقبلة التي يعتزم العمل عليها اعلن ساركوزي عن نص قانون حول اشراك الموظفين في الارباح يهدف الى تشجيع الشركات على توزيع قسم من ارباحها على موظفيها.

وانتخب ساركوزي في السادس من ايار/مايو 2007 ب53% من الاصوات بعد حملة انتخابية خاضها حول موضوع "القطيعة" مع عهد الرئيس السابق جاك شيراك.

واشارت استطلاعات الرأي الاخيرة الى ان 72% من الفرنسيين مستاؤون من ادائه فيما يعتبر 79% ان الوضع في البلاد لم يتحسن.

وبعدما تعهد ساركوزي بان يكون "رئيس القوة الشرائية" لاعتبار ان هذه المسالة تتصدر اهتمامات الفرنسيين، فان نسبة المؤيدين لادائه على هذا الصعيد لم تعد تتخطى 15%.

واشار ساركوزي أمس الأول الى ان الاسعار "ارتفعت في فرنسا اكثر" منها في الدول الاوروبية الاخرى، معلنا عن طرح قانون في حزيران/يونيو يهدف الى تخفيض الاسعار في المتاجر الكبرى.

وانضم رئيس الوزراء فرنسوا فيون ايضا الى المستائين من عمل ساركوزي في ظل التوتر المتزايد الذي يظهر في العلاقات بينهما، فتمنى قبل المقابلة ان يمده الرئيس ب"خارطة طريق" وان "يحدد التوجه مجددا نحو الاصلاحات الواجب تنفيذها".

وعلق بعد المقابلة قائلا ان الحكومة "ماضية في اتجاه التغيير".

اما المعارضة الاشتراكية، فانتقدت بشدة المقابلة معتبرة انها لم تنجح في تبديد "المخاوف والغضب" لدى الفرنسيين ولا سيما على صعيد القوة الشرائية.

وقال المتحدث باسم الحزب الاشتراكي جوليان دري "شاهدنا رئيسا متوترا يسعى من خلال الاغداق بالارقام لتجنب الاقرار بالطريق المسدود الذي وصل اليه" مضيفا "ليس هناك هذا المساء ما يمكن ان يطمئن (..) على صعيد القوة الشرائية".

ورفض ساركوزي مساء أمس الأول التطرق الى حياته الخاصة مؤكدا ان "كل شيء عاد الى طبيعته" على هذا الصعيد وهو يبدو مرتاحا وهادئا بعد زواجه مجددا مطلع شباط/فبراير من عارضة الازياء السابقة الايطالية كارلا بروني وقلص من ظهوره الاعلامي بعدما تعرض لانتقادات شديدة اخذت عليه استعراض حياته الخاصة.

وعلى صعيد السياسة الخارجية اعرب ساركوزي عن "صدمته حيال ما حصل في التيبت" مؤكدا انه "قال ذلك للرئيس الصيني" هو جينتاو.

لكنه اضاف انه لم يتخذ قرارا بعد بشأن المشاركة في افتتاح دورة الالعاب الاولمبية في بكين في اب/اغسطس المقبل في وقت يكون تسلم الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي.

وكرر معارضته انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي مؤكدا انه سينظم استفتاء في فرنسا في حال "طرحت هذه المسألة".

وتناولت الصحف الباريسسية الجمعة مقابلة ساركوزي فلفتت الى تكرار كلامه في العديد من الاحيان لكنها لاحظت التغيير في لهجته مشيرة الى تواضع مستجد و"نقاط ضعف غير معهودة".

واعتبرت معظم الصحف ان الرسالة التي وجهها الفرنسيون الى الرئيس عبر استطلاعات الرأي وصلت الى هدفها.

وكتبت لو فيغارو المحافظة ان "الكلام القوي والمسؤول الذي صدر عن الرئيس بشأن الصين لا يمكن الا ان يؤكد هذا التطور الاكثر تناسبا مع تصور غالبية الفرنسيين للمنصب الرئاسي".

في المقابل كتبت صحيفة ليبيراسيون اليسارية "النبرة تغيرت. لكن الجوهر؟ (..) مرافعة الرئيس التي طرأ عليها مزيد من التواضع تغير الديكور بعض الشيء. لكن المسرحية تبقى ذاتها بدون اي تغيير". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى