> سقطرى «الأيام» أليستير ليون:

شجرة أزهار الصحراء تبرز من بين الصخور
كان القدماء يفخرون بجزر سقطرى، باعتبارها مصدرا للبخور والمر والصبار، وحتى سنوات قليلة مضت كانت هذه الجزر التي تقع قبالة القرن الأفريقي معزولة تقريبا عن العالم الحديث.

سائحان بجانب شجرة دم الأخوين، أحدهما رجل أعمال سعودي يدعى محمد يسلم با جعموم، يقول: «منطقة بكر، لاتزال بعيدة عن الاستثمار، وهي قابلة للتطوير، ومن أجمل المناطق الاستثمارية في جنوب جزيرة العرب، وفي بحر العرب».
وبعد أن انتهت عزلتها الطويلة، تواجه جزر سقطرى الآن تحديا بشأن كيفية المحافظة على كنوزها الطبيعية مع الانفتاح بعناية على السياحة، وتحسين حياة 50 ألف نسمة، مايزال كثير منهم يعيشون على السمك والتمر والماعز في مناخ شديد القسوة.
وقال وزير البيئة اليمني عبد الرحمن الإرياني لرويترز: «إن سكان الجزر يطمحون في الحصول على ما لدى الشعوب الأخرى».

أطفال يمرحون قرب مرفأ لقوارب الصيد في قلنسية
وفي إرسال في الطرف الشمالي الشرقي من جزر سقطرى تذكر نائب رئيس بلدية هذه القرية مطر عبدالله الأزمنة القديمة عندما كان يصطاد أسماك القرش للاعتماد عليها في معيشته.

أشجار دم الأخوين
وقال عبدالله: «إن الطريق الذي يجري إنشاؤه بين إرسال وحديبو عاصمة الجزيرة جعل من السهل لسكان القرية البالغ عدهم 400 نسمة القيام برحلات من وقت لآخر لشراء الطعام أو الحصول على مساعدات طبية، كما أنهم يشعرون بالامتنان للمدرسة والمستشفى الجديدين، لكنهم يحتاجون إلى وظائف».

سائح يسبح في بركة لمياه صخرية طبيعية
لكنهم يتحدون قرارات الحكومة التي أعطت سقطرى أطول مدرج طائرات في اليمن، وطرقا عريضة مثل بعض الطرق السريعة في اليمن، ومدارس ومستشفيات بنيت دون تفكير في كيفية تزويدها بالعاملين أو تجهيزها وصيانتها. وقال بول شولتي خبير الأمم المتحدة الذي يعمل كبيرا للمستشارين الفنيين في برنامج حماية وتطوير سقطرى: «المشكلة هي أن المرء يحصل على طرق يبلغ اتساعها ثمانية أمتار في مناطق لاتكاد توجد بها أي مجتمعات».
طفلة تتمرجح على شاطئ قلنسية
وقال شولتي إن الطرق السريعة مثل هذه والطرق الأخرى التي تتجاوز قرى بدلا من الربط بينها هي شيء قبيح يزعج العين، ويلحق أضرارا بالبيئة وإمكانات السياحة في سقطرى.

شجرة دم الأخوين وأزهار الصحراء على تل في سقطرى
ولا يعرف كثير من السياح الطريق إلى سقطرى التي بها بيوت ضيافة أساسية ومواقع مخيمات، لكن يتوقع أن يزورها ثلاثة آلاف هذا العام مقارنة مع 2500 في عام 2007 و1600 في العام السابق. واستبعد الإرياني وزير البيئة قدوم عدد كبير من السياح إلى الجزيرة التي تقع في وسط المحيط، ولاتتوفر بها المياه، أو تحصل على راحة من الرياح الموسمية التي تضرب شواطئها من مايو إلى سبتمبر.

نسر الزخمة المصري
ويمثل الماعز في الجزيرة تهديدا بيئيا لنحو 900 نبات، ثلثها من النباتات المتوطنة. وقال نديم طالب، وهو مدير موقع في برنامج تطوير وحماية سقطرى، إن عددا كبيرا من النباتات إما ضعيفة أو عرضة للخطر، ومعظمها بسبب عدم التجدد.

طائرات شراعية في سماء قلنسية
والمدارس تعلم اللغة العربية فقط وليس لغة أهل سقطرى، وهي لغة منطوقة وغير مكتوبة، وانتشرت الهواتف المحمولة وأطباق استقبال المحطات الفضائية التلفزيونية، مما أحدث طلبا غير واقعي على السلع الاستهلاكية. رويترز