(راقب الله) كلمات الشاعر بلوعل وألحان بن مرزوق

> «الأيام» علي محمد يحيى:

> سعدت كثيرا بأن قرأت تعقيبا جميلا موقعا باسم شكري سعيد مرزوق حفيد ملحن الدان الحضرمي المرحوم سعيد مبارك بن مرزوق في عدد الإثنين قبل الماضي في هذه الصفحة (الفن والفنانون) في «أيامنا» الغراء.

وسعادتي هذه متواصلة عندما أجد من المهتمين بشعرنا الغنائي وألحانه من معظم المحافظات يقفون أمام بعض نصوص من الأغاني التي تعرض في هذه الزاوية (من أغنيات الطرب الأصيل)، وهي وقفات تنم عن قدر عال من الاهتمام بتراثنا العظيم الكبير والمتنوع على امتداد هذه الأرض الطيبة، فهي تساعدنا كثيرا في تصحيح بعض الالتباسات.. أكانت متعلقة بالنص أم اللحن، رغم أنني أحاول جاهدا الاستئناس بأكثر من مرجع، وهو ما حاولته خلال الأشهر الثمانية الماضية من عمر هذه الزاوية، سعيا وراء الاقتراب إلى ما هو صحيح، مثلما كان مع أغنيتي (وامغرد بوادي الدور) و(كلمة ولو جبر خاطر).

أما بخصوص نص أغنية (راقب الله)، فإنني قد اعتمدت في التعريف بمؤلفها حين التبس علي الأمر أنها من كلمات حداد بن حسن الكاف على مرجعين، الأول كتاب (مائة شاعر وستمائة أغنية) لمؤلفيه الأستاذين الشاعرين الغنائيين والأديبين أحمد سيف ثابت، وسالم علي حجيري (يرحمهما الله)، في طبعته الثانية من جزئه الأول الصادر عن شركة المطبعة العصرية بالكويت عام 1989 الصفحة 168، والثاني كتاب (أغاني المحبين في أصوات المطربين) لمؤلفه صالح الخضيري، الصادر عن مطبعة دبي بدولة الإمارات.

وحال اطلاعي على رسالة الأستاذ شكري بن مرزوق تحتم عليَّ للأمانة والتاريخ أن أبذل مزيدا من مراجعة إضافية مضنية ودقيقة، خاصة أنني لم أجد فيما هو متاح أمامي غير ما أشرت إليه كمؤلف وملحن لتلك الأغنية المشهورة في ألحان الدان الحضرمي، حتى كانت رسالة الأستاذ شكري، التي حفزتني لأبحث عن مرجع الأستاذ الصبان الموسوم (ملحن ألحان الدان الحضرمي سعيد مبارك بن مرزوق)، حتى وفقت في أن أحصل عليه، وكذلك كتاب (الأنغام الخالدة) الصادر عن إدارة الثقافة في سيئون، فكانا لي عونا هاما، ومفيدين لجلي حقيقة لابد من توثيقها بأوسع صورها، مفادها إحقاق الحق لصاحبي النص واللحن، وهما الشاعر عايض عبود بلوعل، وسعيد مبارك بن مرزوق.. كما لاينكر أحد أن هذا الالتباس قد وقع على عدد كبير من مؤرخي وباحثي التراث في الدان، إذ إن حداد بن حسن الكاف ألف عدة أغان من الدان، ابتدأها بنفس الشطر الأول على نمط قصيدة عايض بلوعل. (راجع كتاب ديوان حداد بن حسن الكاف). كما أن له أغنية عنوانها (راقب الله ياذي الضنين) صفحة 162.

أما اللحن، فلأن شهرته تعود للراحل الفنان محمد جمعة خان، حيث كانت طريقة أدائه وبالآلات الموسيقية التي استحدثها مع اللحن طبعت في ذاكرة الناس بأنها من ألحانه، والواقع أنه أخذه عن ابن مرزوق، الذي قال عنه الشاعر خميس الكندي:

واسعيد بن مرزوق في كل دار

كل ماطلع مراوح جات الكار

لابطلوا في جنس من التجنيس جاب الجنس الأخرى

دائم وهو شال السفر يمديه يكسب ملايين

أما ملحن الدان الحضرمي وشاعره ابن مرزوق، فيقول في حبه للدان:

يالدان حياك والله لا أنساك

يالدان عندي مثل ميل البحر لي يمشي بديره

من شافنا يقول يامسلاك

وناسلي من قمت لوسليت محد بايسليك

وفي عشقه لسيئون يقول:

كل من قال لي أرضك

قلت أرضي سيئون

نعم سيئون أرضي

مع أشكال وألوان

وفي الوجد والعشق يقول:

ذا خرج فصل يتعب كل عاشق

المعقل مايصل لو قال يعشق

دوب مظلوم يتقهر إذا شاف الخلائق

يفحس ايداه العشاق مرثاه

تحية لحفيد راحلنا ابن مرزوق على مبادرته في إيضاح ما كان يلزمنا، وله مني كل التقدير والثناء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى