ترقب واطلاق نار في مدينة الصدر

> بغداد «الأيام» جاك شارميلو :

>
حولت اسابيع من الاقتتال العنيف قطاعا واسعا من مدينة الصدر الواقعة في بغداد الى مدينة اشباح تشتبك فيها المليشيات الشيعية والجنود الاميركيون في جولات مميتة.

وفر العديد من السكان الذين حاصرهم تبادل اطلاق النار، من منازلهم فيما يحاول اخرون البقاء على هامش خطر الحرب جديدة بين المليشيات الموالية لرجل الدين الشيعي المعادي للولايات المتحدة مقتدى الصدر والجيش الاميركي.

وسمعت اصوات اطلاق النار أمس الأحد في الشوارع الواسعة في القطاع الجنوبي من مدينة الصدر الفقيرة حيث اطلقت النيران العشوائية للبنادق الرشاشة مع دوي انفجارات الصواريخ وقذائف الهاون، حسب مراسل فرانس برس من الموقع.

وعلى علو مرتفع، تشاهد مروحيات الاباتشي ترصد اهدافا وسط الزئير المستمر المنبعث من طائرات الاستطلاع بدون طيار التي تراقب المنطقة.

ومنذ 25 اذار/مارس تشتبك القوات الاميركية والعراقية في معارك شوارع مع المليشيات الشيعية ادت الى مقتل 403 اشخاص على الاقل. كما قتل 15 جنديا اميركيا على الاقل في المنطقة منذ اندلاع القتال.

وبدأت الاشتباكات بعد ان امر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بشن حملة "صولة الفرسان" ضد المليشيات الشيعية في مدينة البصرة جنوب العراق. واشعلت تلك الحملة القتال في مناطق شيعية اخرى من العراق خاصة مدينة الصدر.

ويقول الجيش الاميركي ان العملية في مدينة الصدر تهدف بشكل خاص الى منع اطلاق الصواريخ وقذائف الهاون من تلك المنطقة باتجاه المنطقة الخضراء التي تضم الحكومة العراقية والسفارة الاميركية.

ويوم أمس الأحد خلا شارع شوادر الذي عادة ما يكون مكتظا من السيارات، كما احترقت البسطات في سوق مفتوحة بفعل حريق يشبه في قوته قوة اعمال العنف.

واغلقت المحال التجارية في الشارع، كما اغلقت ابواب المنازل ولم يشاهد سوى عدد قليل من السيارات تنقل الركاب بسرعة كبيرة الى مناطق اقل خطرا في المدينة البالغة مساحتها 25 كلم مربع ويسكنها مليونا شخص.

ويتوجه معظم الركاب من ساحة المظفر عند المدخل الجنوبي لمدينة الصدر الاقرب الى وسط بغداد، الى المنطقة الشمالية التي لم تتاثر كثيرا بالقتال.

ويقف الجنود الاميركيون تدعمهم العربات المصفحة ولفافات الاسلاك الشائكة، عند احد جوانب الساحة حيث يراقبون المارة عن كثب.

وعلى الجانب الاخر وتحت صورة ضخمة لاية الله محمد صادق الصدر، والد مقتدى الصدر، يصطف الناس في طوابير لركوب سيارات الاجرة لتقلهم الى مناطق اكثر امانا من مدينة الصدر.

واوضح الموظف الحكومي صدر فاضل "لا يوجد سوى مدخل واحد لمليوني شخص يعيشون في مدينة الصدر. ويستغرقنا التنقل في المدينة اكثر من اربع ساعات. هل تسمون هذه حياة".

واضاف "يقولون لنا ان المدينة ليست محاصرة، ولكن ذلك ليس صحيحا. انظر حولك. نفتقر الى كل شيء خاصة مع وصول موجة الحر".

وتقول حكومة المالكي والجيش الاميركي ان المنطقة المكتظة بالسكان ليست محاصرة،وهذا صحيح من الناحية الفنية حيث ان هناك مداخل اخرى مفتوحة.

ولكن نقاط التفتيش والحواجز الاسمنتية المرتفعة وعدم وصول امدادات المياه والكهرباء بشكل منتظم والحظر المفروض على سير العربات الخاصة عزل هذه المنطقة شكل شبه تام عن باقي مناطق بغداد.

وتشاهد العربات الاميركية المصفحة المنتشرة عند مفارق الطرق من معظم مناطق مدينة الصدر المهجورة.

ولا يقترب من زوايا الشوارع سوى الفضوليين والمتهورين لرؤية العربات، الا انهم يبقون على مسافة منها خوفا من القناصة.

يقول الصبي سعد علي جمعة "لا تستطيع الخروج بسهولة هذه الايام. نخشى ان يقتلنا القناصة او ان نعلق في اشتباك بين جيش المهدي والجنود الاميركيين. انا ابقى في المنزل بعد ان اغلقت المدارس منذ بدء القتال".

الا ان الصبي البالغ من العمر 14 عاما ويرتدي صنهيا، انه يفتقد الى لعب كرة القدم التي كان يمارسها مع اصدقائه ثلاث او اربع ساعات يوميا.

ويتابع "منذ بدء القتال، لم نعد نستطيع اللعب" مضيفا ان الملعب الذي يمارس فيه لعبته اصابته غارة جوية اميركية. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى