كفانا فسادا!

> «الأيام» عبدالله مبارك باحارثة:

> لعل الجميع منا معشر اليمنيين قد عايش الحملات الانتخابية التي جرت في بلادنا السعيدة في شهر سبتمبر من العام 2006، قبيل الانتخابات الرئاسية والمحلية، حيث كان الفساد هو العدو المشترك بين مرشحي السلطة والمعارضة الذين وعدوا الجميع بالقضاء على الفساد بكافة الطرق والسبل في حال حصولهم على ثقة المواطنين، وتقديم الفاسدين إلى القضاء لينالوا جزاءهم جراء ما اقترفوه، فكانت الوعود والوعيد للقضاء على الفساد قوية حتى كاد حال الفساد يقول ياليتني كنت ترابا، خوفا من ذلك.

ومنذ أن أعلنت نتائج الانتخابات، وفاز من فاز، وخسر من خسر إلى يومنا هذا لم يتحقق من تلك الوعود شيء في مكافحة الفساد، على الرغم من اعتراف الجميع بوجودة.

عجبا! كيف يكون هناك اعتراف بوجود الفساد، ولانرى ولانشاهد الفاسدين يقدمون للقضاء لينالوا جزاءهم، قد لايكون ذلك عجيبا في مجتمعاتنا الشرقية والنامية التي يغيب فيها مبدأ الثواب والعقاب.

وقد يعتقد الكثير منا أن الفساد هو عبارة عن (هبر) الملايين والمليارات من أموال الشعوب بغير وجه حق، وإيداعها البنوك الخارجية، فلا يعلم مكانها إلا الله والراسخون في...!

ليس ذلك فقط، فهناك أصناف وأشكال شتى للفساد، لايتسع المقام لحصرها، فمثلا علاج المسئول في أرقى مستشفيات العالم، في الوقت الذي لايستطيع المواطن الحصول على العلاج داخل الوطن، أليس هذا فسادا، سكن المسئول في الفلل والقصور الفارهة، في الوقت الذي تعيش فيه شريحة واسعة من الشعب في بيوت من الصفيح.

أليس هذا فسادا، التحاق أبناء المسئولين بالمدارس والجامعات الأجنبية والخاصة، وحرمان أبناء المواطنين حتى من المنح التي يستحقونها بجدارة، إليس هذا فسادا؟!

وغير ذلك الكثير.. الكثير، كأنه مكتوب علينا أن لانرى إلا فاسدين يزدادون غنى، وشعبا يزداد فقرا.

والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى