ذهبت هباء منثورا

> «الأيام» مروان حمود محسن /الحود - الضالع

> تأبى أعاصير الأحزان ألا أن تهب وتعصف تاركة جراحا في القلب وآلاما، ومع ذلك فإن هذه الأحزان قد تكون بمثابة الماء الذي يرش على وجوهنا لنفيق من سبات عميق وأحلام مستحيلة، بعد أن كنا غارقين في بحر الأوهام وغياب التفكير، ونحاسب الفاسدين قبل الندم وفوات الآوان، ولعل هذه القصة الواقعية تترجم بعض ما أردت البوح به إليكم.

قصتي هذه أكتبها بمداد من دمعي وآهات من قلبي الجريح، لتأخذوا منها العبرة والعظة.

عندما تخرجت تم توظيفي وكنت أمرح وأفرح وتتعالى ضحكاتي ويزداد حبي للوظيفة، ثم أصبح كل اهتمامي منصبا على متى يصرف لنا الراتب، حرصا على ابني، كلما طمحت له بشيء، ولم أكن أتوقع أن يأتي ذلك اليوم المشئوم الذي حمل لنا أقسى وأظلم الحلول، بأن يتم تسليم الراتب للقادمين من الخارج.

ونحن أصحاب الداخل لم نتسلم أبدا، وتم تسليم أولئك، واهتزت المحافظة، فمن غير المعقول أن يتسلموا رواتبهم، ونحن حقنا المكتسب يضيع ويصبح هباءً منثورا.

ما أكثر الأيام التي قضيتها في لجج المعاناة والبحث عن الراتب، ورسخت في ذهني فكرة أنه لايمكن أن تذهب الفتوى المالية هباءً منثورا، هكذا أصبحت أكتوي بنيران الحسرة على ضياع حقنا المكتسب.

هذه قصتي بين أيديكم، ونداء أبعثه إلى العابثين بالحقوق، وأقول لهم اتقوا الـله، ولاتغـرنكم الحياة الفانية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى