التضخم يثقل كاهل الصوماليين بعد حرب طويلة الامد

> مقديشو «الأيام» عبدي محمد وعبدي شيخ:

> يعاني الصوماليون من تضخم يرتفع معدله سريعا أدى إلى جوع الملايين وإثارة غضبهم كما لو أنه لم يكن ينقصهم غير هذا بعد حرب استمرت 17 عاما.

ويقول سكان إن مستوردين غير شرفاء اغرقوا الاسواق بعملة صومالية مزيفة مطبوعة محليا لشراء كميات كبيرة من الدولارات الامريكية يستخدمونها في شراء بضائع من الخارج.

وأدى هذا إلى ارتفاع الاسعار بالاضافة إلى التأثير السلبي لزيادة اسعار الغذاء على مستوى العالم.

وقالت ماريان جيل وهي ام لثلاثة اطفال في مخيم للنازحين بعد ان باعت حصتها التي تقدمها الامم المتحدة من السرغوم لتحاول شراء السكر دون طائل "هذه الحزمة من اوراق النقد الصومالية مصنوعة من ورق ايه فور. أصحاب الأعمال يرفضون اخذها الآن."

واضافت ملوحة بحزمة من اوراق النقد القديمة والجديدة "ليس لدي اي شيء لاطعام اسرتي. انا قلقة على بقائهم على قيد الحياة."

وتم تبادل الشلن الصومالي اليوم بواقع 33000 شلن مقابل الدولار الواحد منخفضا اكثر من نصف سعره منذ عام عندما كان يساوي الدولار 15000 شلن في سوق غير منظم تماما.

ولا يوجد في الصومال حكم مركزي مؤثر منذ سقوط حكم ديكتاتوري عام 1991,ويغذي التضخم الذي يرتفع بسرعة أعمال العنف المتواصلة تقريبا وأعمال القرصنة قبالة الشواطيء.

وفي ميناء بوصاصو التجاري في شمال شرق الصومال يحاول رجال اعمال تجنب الشلن لان قيمته تنقص بسرعة شديدة وبسبب مشكلات حمله مما اجبر كثيرين على الاحتفاظ باوراق مالية قيمتها الملايين من عمليات سابقة.

وقال التاجر عمر سعيد وهو ينضح عرقا بينما يحصي حزما من الدولارات واكياس من الشلنات الصومالية المكومة في متجره في الشوارع الترابية بالمدينة الساحلية قبالة خليج عدن "اذا استبدل المرء مئة دولار فهو يحتاج إلى اكياس لحمل النقود."

"واضاف "لا نتعامل إلا بالدولار الامريكي لان سعر الشلن الصومالي يتغير بين دقيقة واخرى. خسرت بالفعل 10 في المئة من رأسمال مال عامل لعام بسبب تذبذب الاسعار."

وفي اجراء لكبح التضخم قال أصحاب دار خاصة لسك العملة في بوساسو انهم اتفقوا على وقف عملهم لكنهم قالوا ان السلطات المحلية كانت تعرف بامر شركتهم وبالتالي فان عملية سك العملة كانت قانونية.

وقال يوسف محمد وهو صاحب أسهم في شركة سك العملة انهم اعدموا في الاونة الاخيرة ستة اطنان من الورق المستورد كان يمكن ان يستخدم في سك عملة بقيمة أربعة ملايين دولار.

وقال محمد "فككنا الآلة امس بعد مشاورات مع السلطات ورجال الدين المحليين بعد التضخم المرتفع. وسرح ستة اجانب متخصصين كانوا يعملون في الشركة."

والصومال بدون حكم مركزي منذ ان اطاح قادة في الجيش بالرئيس محمد سياد بري. وتناضل حكومة انتقالية تشكلت في نهاية عام 2004 بعد محادثات سلام في كينيا لتأكيد سيطرتها وتواجه تمردا اسلاميا دمويا.

ويقول مسؤولون ان الادارة الناشئة لا تستطيع تجفيف منابع التضخم لانها بدون بنك مركزي مؤثر يضع سياسات نقدية.

والقى يحيى شيخ امير وهو استاذ جامعي متخصص في الاقتصاد في جامعة مقديشو بالائمة في معدل التضخم المرتفع على انعدام الامن وحذر من مجاعة مالم يتدخل المجتمع الدولي.

وقال "اسعار الغذاء على مستوى العالم ارتفعت لكن الامر في الصومال اسوأ. التضخم هو الاسوأ منذ سنوات. الناس سيعانون قريبا من الجوع لانهم بلا دخل."

وهناك حاليا اكثر من مليون نازح صومالي داخل بلادهم ويفر نحو 20 الفا من العاصمة مقديشو كل شهر هربا من العنف. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى