مخاوف في لبنان من تزايد نشاط جماعات متشددة متأثرة بالقاعدة

> بيروت «الأيام» توماس بيري :

> تقول مصادر سياسية لبنانية وفلسطينية ودبلوماسيون في بيروت إن المتشددين الإسلاميين السنة الذين يستلهمون القاعدة والمحتمل أن يكونوا مرتبطين بها يشكلون تهديدا متزايدا للأمن في لبنان.

ويبني المتشددون الذين حارب بعضهم في العراق وجودا لهم في بلد قال عنه أي من الظواهري الرجل الثاني في القاعدة إنه "سيكون له دوره المحوري في المعارك المقبلة مع الصليبيين واليهود."

وقال مصدر سياسي لبناني كبير لرويترز "هناك تحرك بين خلايا المتطرفين النائمة... الجماعة تزداد حجما ولكنها دون قيادة مركزية. وجودهم أصبح قويا على الأرض وماليا."

وتابع قائلا مشيرا إلى أبو مصعب الزرقاوي زعيم القاعدة في العراق الذي قتل في عام 2006 "هناك كثيرون ذهبوا للعراق أيام الزرقاوي وعادوا ليصبحوا أكثر نشاطا."

ويوافق نشطاء فلسطينيون في لبنان على التقييم الأمني ذاته.

ويحتوي لبنان بما لديه من حدود مشتركة مع إسرائيل ويستضيف قوات لحفظ السلام على العديد من الأهداف المحتملة للإسلاميين المتشددين. وكان الظواهري دعا في رسالة صوتية أذيعت في 22 أبريل نيسان "الجيل الجهادي في لبنان" أن "يعد نفسه للوصول إلى فلسطين وأن يطرد القوات الغازية الصليبية التي يزعمونها قوات حفظ السلام وألا يقبل بالقرار 1701."

وكانت القوة الدولية لحفظ السلام في لبنان هدفا لهجمات بالقنابل ثلاث مرات منذ توسيعها بموجب قرار للأمم المتحدة أنهى حرب عام 2006 بين إسرائيل وجماعة حزب الله الشيعية اللبنانية التي تسيطر على جنوب لبنان وتتعاون مع قوة حفظ السلام.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات.

ويقول دبلوماسيون إن خطر التشدد الإسلامي المرتبط بالقاعدة يتصدر قائمة مخاوفهم الأمنية في لبنان حيث اهتز الاستقرار في السنوات الثلاث الأخيرة من جراء الاغتيالات السياسية والتفجيرات والحرب بين إسرائيل وحزب الله.

وقال دبلوماسي "إنه تخوفنا الأمني الأول."

وكانت جماعة فتح الإسلام وهي جماعة متأثرة بالقاعدة خاضت العام الماضي تمردا مسلحا استمر ثلاثة أشهر ضد الجيش اللبناني في مخيم فلسطيني في شمال لبنان.

وتم سحق التمرد في نهاية الامر بعدما اجتذب مئات المقاتلين من أنحاء العالم العربي في أعنف اقتتال داخلي في لبنان منذ الحرب الأهلية التي استمرت بين عامي 1975 و 1990.

ويعتقد بعض الساسة اللبنانيين المعارضين لسوريا أن المخابرات السورية أرسلت الجماعة لتقويض الاستقرار في لبنان بينما يعتقد الجيش أن للجماعة صلات بتنظيم القاعدة.

والخطر أقل وضوحا الآن.

وقال ياسر السري وهو إسلامي مصري مقيم في لندن وخبير في الحركات الإسلامية انه يمكن القول إن هناك جماعات مستقلة بعضها شارك في الحرب في العراق. ومضى يقول إنهم ذهبوا للجهاد في العراق وإنه تم تنظيمهم وتجنيدهم هناك قبل عودتهم.

وأضاف السري الذي يواجه حكما بالإعدام في مصر للاشتباه في تورطه في أنشطة متشددة أن الجماعات تتبنى الإيديولوجيا ذاتها التي تتبناها القاعدة لكنها ليست بالضرورة مرتبطة بالقاعدة.

وكشفت قوات الأمن اللبنانية عن خلية للقاعدة يقودها سوري وسعودي في أواخر العام الماضي. وجرى توجيه اتهامات لأعضائها البالغ عددهم 31 عضوا بالتآمر لتفجير كنيسة في بلدة زحلة المسيحية في سهل البقاع.

وقال السري إنه قد يجري حشد الجماعات الوليدة لمهاجمة أهداف غربية بعد رسالة الظواهري التي انتقد فيها ايضا حزب الله دون أن يذكره بالاسم.

ويشعر حزب الله المدعوم من إيران وسوريا شأنه شأن أي جماعة أخرى في لبنان بالقلق من التشدد المرتبط بالقاعدة أو الذي يستلهم نموذجها والذي ألقيت عليه مسؤولية شن هجمات انتحارية ضد الشيعة في العراق.

وقد تفسر سيطرة حزب الله المحكمة على جنوب لبنان الذي تسكنه أغلبية شيعية لماذا لم يشن المتشددون الإسلاميون السنة حملة متواصلة إلى الآن رغم ضعف قوات الأمن اللبنانية.

واعتبر أحمد الموصلي الاستاذ في الجامعة الأمريكية في بيروت وهو خبير في الحركات الإسلامية أن حزب الله من ضمن الأهداف المحتملة للجماعات المرتبطة بالقاعدة.

وقال الموصلي "هم في وضع أفضل الآن وأفضل تسليحا وأكثر قدرة." ومضى يقول "إنه تهديد حقيقي. القاعدة كانت قادرة على الضرب في أماكن الأمن فيها محكم حقا,ومن ثم فإنهم أكثر قدرة في بلد كلبنان."

(شاركت في التغطية ليلى بسام ونديم لادقي) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى