المدعي العام السابق في غوانتانامو يصف المحاكم العسكرية الاستثنائية بانها فاسدة

> واشنطن «الأيام» دانيال دو لوس :

> ذكرت وسائل اعلام اميركية ان المدعي العام السابق للمحاكم العسكرية الاستثنائية في غوانتانامو قال في شهادة ان الضغوط السياسة والادلة التي تم الحصول عليها بعد اخضاع سجناء للتعذيب اثرت على "الحرب على الارهاب".

وقدم الكولونيل موريس ديفيس الذي استقال العام الماضي من منصبه كمدع عام في البنتاغون لقضايا الارهاب، شهادته أمس الأول امام لجنة عسكرية في قاعدة غوانتانامو الاميركية البحرية في كوبا.

وقال ديفيس ان مسؤولين كبارا في الادارة الاميركية طلبوا منه تسريع المحاكمات لاسباب سياسية، حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست".

ونقلت الصحيفة عن ديفيس قوله ان نائب وزير الدفاع غوردن انغلاند ومسؤولين اخرين في وزارة الدفاع قالوا له ان ادانة سجناء مهمين قبل الاستحقاق الرئاسي في الولايات المتحدة هذه السنة ستكون خطوة لها "قيمة سياسية استراتيجية".

كما اتهم ديفيس الجنرال توماس هارتمان المستشار القانوني للمسؤول العسكري عن المحاكم الاستثنائية بقبول ادلة واعترافات تم انتزاعها باستخدام تقنية الايهام بالغرق التي تمثل شكلا من اشكال التعذيب وتاليا "جريمة بموجب القانون الدولي".

وقال ديفيس امام المحكمة ان "السماح او الطلب من مدع دخول قاعة المحكمة وتقديم ادلة تم انتزاعها تحت التعذيب يعني وضعه امام معضلة اخلاقية".

لكنه قال ان هارتمان رد بان "كل شيء مقبول والقاضي هو صاحب القرار".

واضاف ديفيس ان المستشار العام لوزارة الدفاع وليام هاينز اشار الى احتمال تبرئة اللجان العسكرية لبعض المتهمين ما قد يعطي هذه المحاكم شرعية اكبر.

واوضح ديفيس "قال +لا يمكن تبرئة اي متهم+. لقد احتجزنا هؤلاء الاشخاص لسنوات فكيف يمكننا تبرئتهم؟ لا بد من اصدار ادانات".

ويقدم ديفيس افادته امام المحكمة في اطار قضية سليم احمد حمدان سائق زعيم تنظيم القاعدة الارهابي اسامة بن لادن الذي يشتبه بتورطه في الارهاب.

ويؤكد حمدان المولود في اليمن والمعتقل منذ ست سنوات في غوانتانامو انه كان سائق بن لادن وحارسه الشخصي وهو يواجه عقوبة السجن مدى الحياة للاشتباه بضلوعه في الارهاب.

وكانت قضية حمدان السبب في صدور قرار عن المحكمة الاميركية العليا في حزيران/يونيو 2006 يعتبر المحاكم العسكرية الاستثنائية التي شكلها الرئيس جورج بوش غير صالحة مؤكدا ان الرئيس الاميركي تجاوز صلاحياته.

ويقول محامو حمدان ان حالته النفسية تراجعت بسبب احتجازه في زنزانة انفرادية في غوانتانامو منذ فترة طويلة وطلبوا من السلطات العسكرية التدخل.

واكد الضباط الذين يشرفون على غوانتانامو انه لا يعتقل اي سجين في زنزانات انفرادية وان ظروف الاعتقال في القاعدة انسانية.

وارجأ الضابط الذي ترأس جلسة أمس الأول جلسة الاستماع في اطار هذه القضية الى حزيران/يونيو قبل بدء محاكمة حمدان.

واعرب حمدان عن استيائه لهذا القرار وهدد بمقاطعة الجلسة. وقال "ارفض كل المحامين. ارفض توكيلهم بقضيتي واعتذر".

واضاف "لا اسمح لهم بتمثيلي عندما اكون غائبا" عن الجلسة.

واحد اسباب الغاء الجلسة لدرس حالة حمدان النفسية هو غياب خبير في هذا المجال.

وعاين طبيب في الامراض النفسية حمدان واكد في شباط/فبراير في شهادة خطية تحت القسم ان المريض يعاني من اضطرابات نفسية ناجمة عن صدمة وانه فقد الامل بسبب اعتقاله طوال سنوات.

ورفضت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) دفع اموال ليواصل الطبيب معاينة حمدان وهو قرار يعتزم محامو الدفاع الاستفادة منه.

وقال ديفيس انه تعرض ايضا لضغوط سياسية لحمله على ادانة الاسترالي ديفيد هيكس رغم انه كان يفضل معالجة ملفات اخرى اولا.

وكان هيكس الملقب ب"الطالباني الاسترالي" عاد الى استراليا في ايار/مايو الماضي بعد ان اقر بذنبه بدعم "منظمة ارهابية" وسمح له بانهاء الاشهر التسعة الاخيرة من عقوبته في احد سجون اديلاييد مسقط رأسه.

وكان هيكس سجن لخمس سنوات في معتقل غوانتانامو.

وبعد الجلسة قال جو ماكميلان احد محامي حمدان ان شهادة ديفيس "تطرح تساؤلات حول استقلالية هذه المحاكم ونزاهتها". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى