المحققون يواصلون بحثهم عن ادلة في "منزل الرعب" في النمسا

> أمشتيتن «الأيام» ديبوراه كول :

>
واصل المحققون أمس الأربعاء بحثهم الدقيق في "منزل الرعب" في امشتيتن عن ادلة حول متواطئين محتملين مع يوزف فريتزل (73 عاما) الذي احتجز ابنته لمدة 24 سنة وانجب منها سبعة ابناء.

وعلى الرغم من اعتراف يوزف فريتزل الاثنين، اعلن قائد الشرطة الجنائية في النمسا السفلى (شرق) ان التحقيق قد يستغرق "ستة اشهر".

وخلال هذه الفترة سينكب المحققون على تفحص الاغراض المفيدة للتحقيق التي ينقلونها منذ الاثنين في صناديق كرتونية من المنزل حيث احتجز الرجل ابنته اليزابيث (42 عاما) على مدى 24 عاما مع ثلاثة من الابناء السبعة الذين انجبتهم من علاقة السفاح هذه التي ارغمها على اقامتها معه.

كما ستفيد هذه المدة الضحايا الذين ابعدوا عن اضواء الاعلام ووضعوا في مركز للعلاج النفسي في عيادة امشتيتن-مورير، في استعادة بعض التوازن النفسي الكافي لتمكينهم من الادلاء باقوالهم.

ويخضع كل من اليزابيث وخمسة من ابنائها ووالدتها روزماري لعلاج فردي حتى وان كان الجميع موضوعين في وحدة عناية طبية واحدة، لانهم "يعانون من صدمات نفسية متفاوتة الدرجات"، كما اعلن أمس الأربعاء المسؤول في العيادة برتهولد كيبلينغر.

وقال "علينا التصرف بكثير من الانتباه كي لا ننهك المرضى"، مؤكدا انه ومن اجل الاستماع الى اقوالهم "ما زال ينبغي الانتظار بعض الوقت".

وكان يمكن ان تكون فترة معاناة الضحايا اقصر لو ان فريق العمل الذي حضر الى المنزل في 1999 لمراقبة المدفأة الموضوعة في غرفة ملاصقة للملجأ الواقع تحت الارض حيث كانت الام وابناؤها محتجزين، ادرك حجم المأساة الكامنة وراء الجدار الذي يفصله عن القبو-السجن.

وردا على سؤال في هذا الاطار لتلفزيون "او ار اف"، اجاب المتحدث باسم الخدمات البلدية هرمان غروبر "لم تكن لديهم اية فرصة لمعرفة ما هو مخبأ خلفهم".

من جهة اخرى، تعهد المستشار النمسوي الفرد غوسنباور بمنع تشويه صورة بلاده بهذه المأساة التي يكشف النقاب عنها بعد عامين من مأساة ناتاشا كامبوش.

وقال لدى خروجه من مجلس الوزراء "ليست هناك قضية اسمها امشتيتن، ليست هناك قضية النمسا، ليست هناك الا حالة خاصة".

اما يوزف فريتزل الموقوف في سانكت بولتن، فمن المقرر ان تستمع النيابة العامة الى اقواله مجددا الاسبوع المقبل. وكما التزم الصمت خلال جلسته الاولى مع قاضي التحقيق أمس الأول، يتوقع ان يفعل الامر نفسه بناء على نصائح محاميه رودولف ماير المتخصص في القضايا المثيرة اعلاميا.

وقبل كل شيء طلب المحامي اجراء تقييم للوضع النفسي لموكله. وقال لصحيفة داي برس "يجب تحديد ما اذا كان موكلي مسؤولا عن افعاله. قد يكون مصابا بالفصام، لقد كان يعيش حياة مزدوجة".

وتابع "قد يعلن مسؤولا وهو يعاني من خلل عقلي"، معربا ايضا عن خشيته على امن موكله في السجن حيث ينظر الى مرتكبي الجرائم الجنسية بالسوء.

وردا على سؤال لصحيفة "سالزبورغر ناخريختن"، اجاب الطبيب النفسي والخبير القضائي رينهارد هالر ان المتهم ليس مريضا عقليا لكنه مصاب ب"النرجسية" المرتبطة في الغالب بحب السيطرة على الآخر.

من جهة اخرى رفض المحامي ماير ان توجه الى موكله تهم الاغتصاب والقتل عن طريق الاهمال. واذا ما وجهت الى المتهم تهمة القتل فسيواجه عندها عقوبة السجن مدى الحياة.

وفي الواقع يحقق القضاء في مسؤولية المتهم عن مقتل طفل في ايامه الاولى لعدم تلقيه العناية اللازمة، وذلك بعيد ولادته في قبو تحت الارض في 1996. واعترف يوزف فرتزل بانه احرق جثة طفله هذا في المدفأة. اما جريمتا الاغتصاب والاحتجاز فتصل عقوبتهما الى السجن 15 عاما.

وكان يوزف فريتزل تمكن في التسعينات من تبني ثلاثة من الابناء السبعة الذي ولدوا من علاقته المحرمة مع ابنته، وذلك عن طريق ايهام السلطات، وزوجته ايضا، بان اليزابيث التي اعتبرت مفقودة رسميا عندما بلغت 18 عاما تركت هؤلاء الاطفال على باب منزل ابويها.

ويوزف الاب والجد في آن واحد هو رجل متسلط ولكنه في نظر جيرانه رجل محب، وقد نجح في ان يخفي خلف عينيه الزرقاوين حياة شيطانية واستعبادية سفاحية.

واكد الطبيب هالر ان هذا المتهم "ليس مريضا لانه لو كان كذلك لما تمكن من وضع مخططات على هذا القدر من الدقة وتنفيذها"، مفضلا اعتباره "طاغية سيطر بالترهيب على عدة اجيال من اسرته". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى