كهرباء التربة بتعز..تغمض عينيها مع بدء حلول الظلام

> الشمايتين «الأيام» محمد العزعزي:

>
حوش مؤسسة الكهرباء
حوش مؤسسة الكهرباء
مازلنا نصارع الظلام في زمن عصر الطاقة التي غيرت صورة الواقع، ومن المفترض على وزارة الكهرباء ممثلة بالقائمين عليها استقدام الخبراء والمتخصصين في إنتاج وتوزيع الطاقة الكهربائية وإفساح المجال أمام الأكاديميين والمختصين بعمل الدراسات المنهجية، ووضع الحلول الكفيلة التي من شأنها استقرار التوزيع الكهربائي وسد العجز القائم والمتنامي يومياً، وإشراك مختصين لصناعة القرار الاقتصادي والسياسي، ووضع معالجات لهذا الخلل اليومي والتعطيل الذي ينبغي أن لايكون أسوة ببقية الدول كون الكهرباء موضع اهتمام الكل وتمس حياتنا اليومية وتؤثر في القضايا المختلفة، ومن خلال هذا التحقيق الميداني تبين أن هناك فجوات وقصورا تفصل بين ماهو مطلوب تفعيله، وبين ماهو قائم نتيجة عدم المبالاة بمصالح الناس، وتركزت الأمنيات في حل كافة الأزمات التي تواجه هذا المرفق الحيوي لإحراز التقدم المنشود بأقصى درجات العقلانية تؤسس لمرحلة معرفية جديدة بإنشاء أكاديميات علمية متخصصة تهتم بالإنتاج والتوزيع، وديمومة الاستقرار لهذا التيار دون انقطاع، ومد الشبكة النيرة إلى كل القرى التي لاتزال محرومة من دخول عصر الضوء، والمساواة بين أبناء الوطن، ولن يتم هذا إلا بإدارة عصرية تصون الإيرادات، وتحترم حقوق العاملين كونهم العمود الفقري لنجاح هذه المؤسسة، وتحسين ظروفهم الحياتية وابتعاثهم للدورات التأهيلية الداخلية والخارجية ليستفيدوا من خبرات الآخرين في هذا المجال .

طلبات لم تنفذ :

الموظفون بالمؤسسة العامة لكهرباء التربة بتعز رفعوا عدة مذكرات مطلبية للجهات العليا كان آخرها الأسبوع الماضي - «الأيام» حصلت على نسخة منها- وهددوا باللجوء إلى وسائل الإعلام إن لم تنفذ طلباتهم التي ركزت على :

-مساواة المتقاعدين بزملائهم الرسميين .

-تحقيق الرعاية الطبية لمنتسبي المؤسسة وإيفاد الحالات الإسعافية لأقرب مستشفى في القرية، ومن غير المعقول الدخول إلى تعز لبعد المسافة .

-صرف بدلات التغذية، وخصوا تغذية الأعياد التي لم تصرف حتى الآن .

-المطالبة بعمال حراسة جدد لسد المناوبات أثناء العمل.

كما طالب الفنيون مساواتهم بالإداريين مالياً وعللوا ذلك بأن الفني يعمل في الأعياد وأيام العطل، وفي الليالي وبأماكن جبلية وعرة بعيدة عن المركز.

-وضع حلول عاجلة للكادر، فقد حضرت لجنة من تعز إلى فرع التربة، لكنها لم تجد حلاً .

-طالبوا مالياً ببدل المخالفات وتركيب وسحب العدادات التي لم تصرف منذ عامين.

- الفنيون طالبوا ببدل التغذية أسوة بزملائهم بالمنطقة والمحطة .

أمين عام النقابة العامة لكهرباء التربة منير محمد عبدالله، قال: «المطالبة بمستحقات العمال والموظفين قانونية، وسبق للنقابة أن طالبت بالحقوق ووضعت الحلول ورفعنا عدة مذكرات مطلبية، ولدينا مايثبت ذلك».

من جانبه قال المسؤول الثقافي للنقابة منير الأكحلي: «المؤسسة توفر أدوات السلامة، وهناك نقص في بعض معدات الفنيين (بانات) وغيرها، والمدير الفني وعد بتوفيرها حتى لايضطروا لشرائها على نفقتهم الخاصة».

متعاقد تحفظ عن ذكر اسمه قال : «نعاني من التعسف الذي يطال المتعاقدين، كونهم غير معترف بهم رسمياً بعد مضي عشر سنوات وأكثر لبعضهم في العمل، ومانتقاضاه شهرياً 16 ألف ريال، وهذا المبلغ لايكفي التزاماتنا أمام أسرنا ونحرم بدلات المخاطر وإصابة العمل والرعاية الطبية والتغذية، وحتى العمل الميداني محتكر لفئة المقربين».

ازدواجية :

أكد موظف رفض ذكر اسمه «أن اللجنة التي وصلت مؤخراً إلى فرع المؤسسة بالتربة يوم 2008/4/26م تكونت من أمين عام اللجنة النقابية بتعز، ورئيس النقابة العامة، ورئيس فرع الاتحاد بالمحافظة، وهؤلاء إداريون ونقابيون في آن واحد، فلايوجد استقلال للعمل النقابي، ويمثل حالة من ازدواجية، ومن غير المعقول أن يدافع المسؤول عن العامل في حالة الاختلاف فأين نشتكي ؟!»

طلب متواضع :

الوالد جميل نعمان (حارس) قال: «أمضيت 15 عاماً في هذا العمل متعاقد، والراتب لايكفي، فأنا أعول (10) أنفس، وكل ما أطلبه عبر «الأيام» وظيفة رسـمية وراتب يكـفي، وأخـيراً مرضت وبعت كل شيء لمـعالجة عيوني».

محول في حوش المؤسسة
محول في حوش المؤسسة
إجابات وتحفظات :

«الأيام» نقلت معاناة وطلبات الكادر إلى مدير فرع التربة أديب الشوافي، فأجاب عن بعض الأسئلة، وتحفظ على الأخرى، فقال: «بلغ عدد العاملين 90 موظفاً بين متعاقد ورسمي . وتغذي كهرباء التربة خمس مديريات : الشمايتين، المواسط، المقاطرة، وأجزاء من مديرية حيفان ممثلة بالأحكوم وأجزاء من مديرية المعافر ممثلة بقرى البركاني وعدد المشتركين (19500) حتى مارس 2008م» .

مكافآت :

وأضاف:«يصرف الإضافي حسب عدد الساعات خارج الدوام الرسمي، وكذلك بدل المخالفات بعد سداد المشترك بنسب بين: الفني - المبلغ - القاطع ، وكل من يشارك ويصرف هذا البدل أولاً بأول، وتوجد دورات تأهيلية من وقت لآخر سواء في المجال الفني أو الإداري، وذلك بحسب ما ترى المؤسسة العامة للكهرباء، وكانت آخر هذه الدورات في قراءة العدادات بـفـرع تـعز، ومن قبل تم تنفيذ دورات للفنيين».

انقطاع التيار :

«الأيام»: عادت الكهرباء للانقطاع يومياً بين 8-6 مساء، وهذا وقت حرج بين المغرب والعشاء، فيحرم المصلون من سماع الأذان، والطالب من مذاكرة الدروس، وربات البيوت من تجهيز طعام الأسرة، وحرمان المحال التجارية والخدمات الأخرى من الضوء، ومقاهي الانترنت والاتصالات الاستفادة من الطاقة الكهربائية، وإتلاف أجهزة المواطنين وضعف بعض خطوط التيار في الأحياء .

رد المدير الشوافي قائلاً :«عودة الانقطاع بسبب دخول فصل الصيف».

إعادة نقل الطاقة إلى المقاطرة
إعادة نقل الطاقة إلى المقاطرة
المطالب الثمان :

حدد العمال ثمانية مطالب حقوقية إلى المؤسسة العامة للكهرباء منطقة تعز .

في هذا الصدد رد الشوافي بقوله: «هذه المسألة عامة والإخوة في نقابة تعز والنقابة العامة للمؤسسة يبحثون في قضية المتعاقدين، والاستراتيجية وقضايا أخرى لمنتسبي المؤسسة، وهناك حلول لهذا الموضوع».

وعن سرقة كيبل النحاس 3 فيز من حوش المؤسسة بالتربة، الذي يبلغ قيمته (250) ألف ريال، وللمرة الثانية .. تحفظ المدير عن الإجابة .

القرى في ظلام :

غالبية العزل والقرى محرومة من التيار الكهربائي مثل الزعازع، وراسن، والعلقمة، والعزاعز ، برغم وجود الأعمدة مرمية على الأرض منذ مدة .

وفي هذا ، قال أديب الشوافي : «تحركت سيارة الكهرباء إلى قرى المساجية لتركيب العدادات، وقد تسلمنا مؤخراً مشروع قرى المساجين والمقارمة وجزء من قرى الزكيرة، وتم تركيب %50 من العدادات .

حجفات بالظلام :

غالبية قرى حجفات بالعزاعز ماتزال محرومة من التيار الكهربائي بالرغم من قربها من الخط الرئيسي .

عن أجاب مدير الكهرباء:«سيتم إيصال التيار إلى قرى الوسطى وقرى حجفات قريباً ضمن مشروع الوحدة التنفيذية، وهي تقوم حالياً باستكمال الخط».

«الأيام» سألت المواطن مراد محمد أحمد، عن قرب موعد الضوء فرد بالقول :

«حجفات مظلومة بالظلام ومحرومة من التيار الكهربائي ماعدا ثلاث قرى وصلت إليها الكهرباء بجهود الأهالي، أما الغالبية فلايزالون في ظلام دامس، وكأننا نعاقب على فعل لانعرفه، فهذه الخدمة حلم نتمنى وصولها إلى قرانا النائية».

البديل النووي في مقر المؤسسة
البديل النووي في مقر المؤسسة
عوائق :

قال المدير الشوافي : «هناك عوائق أرجو أن تنشر عبر «الأيام»، وتتمثل في سرقة الأروت الأرضية لكابلات النحاس للأعمدة والمحولات من قبل بعض ضعفاء النفوس في بعض القرى النائية والبعيدة، وهنا أضم صوتي إلى صوت المشايخ والعقال والإخوة المواطنين بالمقدمة لتعاونهم والإبلاغ عن أي سرقة، فالشبكة الكهربائية ملك لكل المواطنين، وهي أكبر مشكلة يعاني منها الفرع سرقة الكابلات النحاسية مايؤدي في فصل الصيف إلى الصواعق وحريق بعض المحولات بسبب نزع الأروت الأرضية التي تحمي منازل المواطنين».

وأضاف :«أشكر «الأيام»، وكل العاملين والفنيين والإداريين والمهندسين بفرع التربة لما يبذلونه من خدمات وجهود للمواطنين، فلولاهم لما استطعنا خدمة المواطنين».

خاتمة :

أسهمت الطاقة الكهربائية في تشكيل نمط الحياة، واتخذت الدول إجراءات تضمن الاستمرارية لرفاهية المواطن، وتغيير الواقع، وأكبر تحد لكهرباء التربة بتعز توفير الطاقة دون انقطاع لتلبية حاجة السكان والمساكن للضوء، وإحداث تغيير في الواقع الاجتماعي، ولن يتم ذلك إلا بالتخطيط المنهجي والاهتمام بالتكنولوجيا لمواجهة الاختلالات، وإدخال التيار إلى قرى وعزل المديرية التي لاتزال محرومة من هذه الخدمة حتى اليوم.. فهل نبدأ ؟؟ نأمل ذلك .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى