نحن في بيت ثابت .. أحببناك

> «الأيام» نجيب سعيد ثابت:

> صُعقت بسماع وفاة العم والأب الروحي الأستاذ عبدالله فاضل فارع، مربي ومعلم الأجيال، وعرَّاب كل المثقفين أدباء وشعراء وكتابا وفنانين وشخصيات، آلمهم وأحزنهم نبأ وفاته المفاجئ وأحزن الناس جميعاً.

إننا في بيت ثابت أحببناه من كل قلوبنا صغاراً وكباراً، ومنذ طفولتنا ربينا على اسمه الذي كان متداولاً بين أفراد أسرتنا الذين أحبوه كثيراً، وبادلهم نفس الحب، وكان الأستاذ فارع يعتبر أحد أفراد العائلة لمدى عمق العلاقة الحميمة التي كانت تربطه بأبي وعمي سعيد وإسكندر ثابت، ومن قبلهما الصداقة الكبيرة التي كانت بين جدي ثابت وأبوه فاضل فارع - يرحمهم الله جميعاً .

تلميذ في مدرسة صالح حسن

كان تلميذاً في مدرسة الشيخ صالح حسن تركي - بفتح التاء - لتعليم اللغة الإنكليزية في منزله الكبير الكائن في قلب الشيخ عثمان أمام البلدية .. الشيخ صالح حسن من كبار الشخصيات والمثقفين في منطقة الشيخ عثمان، تعلم على يده الكثير من رجالات عدن في تلك الفترة، وهو جد سعيد وإسكندر ثابت من أمهما .

وفياً لإسكندر ثابت

كان وفياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى للفنان إسكندر ثابت، ولكل أفراد بيت ثابت، ولكل أصدقائه، وكان لايتردد عن الحضور في أي فعالية تقام على ذكرى الفنان إسكندر ثابت، فتجده أول السباقين لحضورها وأول المتحدثين .

ومايزيدني حباً واحتراماً لهذا الرجل العظيم لإنصافه الدائم لدور إسكندر ثابت في ريادته في تقديم الأناشيد الوطنية منذ بداية الخمسينات ودورها في التحريض ضد الحكم الإمامي الظالم والاستعمار البريطاني، التي كانت تذاع من إذاعة صوت العرب، ومن إذاعة صنعاء بعد ثورة 26 سبتمبر 1962م، ضد الاستعمار في الجنوب .

لقاء لن أنساه

جمعني به لقاء تلفزيوني خاص بذكرى وفاة إسكندر ثابت، وكان يدير هذا اللقاء الصديق عبدالله باكدادة عام 2000م تقريبا في قناة عدن. أذكر أنني قدمت ومعي الفرقة الموسيقية التابعة لإدارة إنتاج الفنون في عدن عددا من الأغنيات /هويته وحبيته/ حيران/ بيني وبينك/ هذه الأخيرة من أشهر الأغنيات التي كتبها الأستاذ فاضل، وغناها ولحنها إسكندر ثابت، يقول مطلعها :

بيني وبينك ياحبيب إشارات

من غمز عينك في القليب غارات

تذكي الهوى وتبعث المسرات

بعد النوى متى متى البشارات

في هذا البرنامج أديت هذه الأغنية الجميلة جداً أمامه في هذا اللقاء، وكنت سعيداً جداً لإنصاته لي وأنا أُؤديها، وأذكر أنه كان سعيداً للغاية لأن هذه الأغنيات رجعته إلى فترة الشباب وأيام ازدهار الأغنية في عدن وعصرها الذهبي، هذا العصر الذي كان الأستاذ فاضل واحداً من البارزين فيه، ولايمكن أن ينساه التاريخ .

مفاجأة اللقاء

في نهاية اللقاء التلفزيوني الذي قدمناه فاجأني العم فاضل وأمام الكاميرا والمشاهدين بهديته الثمينة التي قدمها لي، وهي كلمات لأغنية (غمزة في الظلام) من نظمه، لكي أقوم بتلحينها، وكم كنت سعيداً بهذه القصيدة التي لاتقدر بثمن، وقمت بتلحينها بعد عدة أشهر وقدمتها في برنامج فني غنيت فيه عدداً من الأغنيات عام 2001م في تلفزيون عدن .

آمل أن يبث تلفزيون عدن هذا اللقاء مع الأستاذ فاضل، الذي سجلناه عام 2000م .

يرحمك الله ويلهم ذويك الصبر والسلوان، وأسكنك فسيح جناته .. آمين .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى