> خرج يومي أمس وأمس الأول مئات المواطنين مع أسرهم وأطفالهم في مناطق بني حماد والدخينة والسعادنة بمديرية القبيطة محافظة لحج في اعتصامات متواصلة، وافترشوا المساحات الجانبية للطريق العام التي تربط مركز المديرية بجميع المناطق، احتجاجا على ما وصف بتغاضي وإهمال السلطات المحلية لمشكلة الجفاف وشحة المياه التي يعاني منها أهالي القبيطة.

ويأتي هذا الاعتصام في وقت وصل سعر دبة الماء سعة عشرة لترات إلى مبلغ 120 ريالا، في حين نضبت جميع الخزانات الحجرية (السقايات)، ونزحت سبع عشرة أسرة عن قراها، ونفقت الأغنام والأبقار من شدة العطش، وأوشك الناس على الهلاك. ورفع المعتصمون عبوات المياه الفارغة تعبيرا عما وصل إليه حالهم، ووجهوا نداءات استغاثة مذيلة بتوقيعاتهم حصلت، «الأيام» على نسخة منها، دعوا فيها قيادة المحافظة والمديرية إلى سرعة إنقاذهم ورفدهم بالوايتات والعربات الناقلة للماء من وادي (حدابة)، وتوزيعها على جميع المحرومين من المياه، كما ناشدوا المنظمات المانحة والمؤسسات الإنسانية الخيرية الوقوف معهم في مأساتهم، والنزول إلى مناطقهم ليروا حجم الفاجعة التي ألمت بهم بعد تأخر موسم الأمطار. وقال المعتصمون في نداء الاستغاثة: «لقد تعطلت أعمالنا وترك أبناؤنا التعليم وهاجر الأهالي بسبب الجفاف».

من جانبه دعا عضو المجلس المحلي فيصل مدهش إدارة مشاريع مياه الريف للإسراع بتنفيذ مشروع المياه للتخفيف من قضية الجفاف. وقال الشيخ غازي مدهش طالب: «هذه الاعتصامات جاءت بعد أن طال صبرنا وخاطبنا السلطة مرات عديدة، وسوف نواصل الاعتصامات أمام قيادة المحافظة ونسلك طريقة مهجري الجعاشن، فنحن مهجرون بالجفاف. بعض المواطنين استسلموا وتركوا منازلهم نازحين إلى مناطق وجود المياه، ونحن سوف نصمد حتى تقوم الحكومة بمعالجة قضية الجفاف وبناء السدود والحواجز المائية الكبيرة». وأعرب الشيخ غازي عن تقديره وشكره لـ «الأيام» على «نزولها ورفعها معاناتنا لجهات الاختصاص، ورصدها بالصورة للكثير من المشاهد المؤلمة للأطفال والنساء اللاتي توزعن على الطريق العام، وهن يهتفن طلبا للماء».