> «الأيام» نجيب محمد يابلي:
1. عمر سيف سعيد ..الميلاد والنشأة ..الفقيد عمر سيف سعيد من مواليد الفيحاء (الشيخ عثمان) في 16 نوفمبر 1937، في أسرة بسيطة، عاش في كنفها السنوات الثمان الأولى لينتقل بعد وفاة عميد الأسرة (والده) ليعيش في كنف ابنة عمه، حاملة مشعل التنوير، التربوية الجليلة نور حيدر سعيد، يرحمها الله رحمة الأبرار الأطهار، رائدة التعليم في عدن وحرم المغفور له بإذن الله الشيخ محمد علي مقطري (والد علي وعبدالله وخالد ونجيب وأحمد أطال الله أعمارهم ومتعهم بالصحة).
تولت التربوية الفاضلة نور حيدر سعيد رعاية ابن عمها اليتيم، وأشرفت على تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي، ونزل بعد ذلك إلى سوق العمل، حيث التحق بالبنك الشرقي المحدود (EASTERN BANK LTD) بكريتر كمحاسب اعتبارا من يوليو 1954 حتى أغسطس 1956.
عمر سيف في ذاكرة أستاذنا عمر بامطرف
أستاذنا عمر عوض بامطرف، وهو من بيت محاسبي، فوالده العطر الذكر عوض بامطرف كان مدير المالية (وزير) في السلطنة اللحجية، وأستاذنا عمر بامطرف كان أول عربي يشغل منصب كبير محاسبي شركة مصافي عدن (ARC) عام 1978، بعد أن كان (محاسب المصفاة REFINERY ACCOUNTANT) عام 1976، وكان كلا المنصبين حكرا على البريطانيين، استعنت بذاكرة أستاذنا عمر بامطرف، وهي ولله الحمد عامرة، فتفضل وأفادني بأن عمر سيف سعيد، يرحمه الله كان من محاسبي مصافي عدن، حيث شغل أولا منصب (محاسب الأجور)، وشغل بعد ذلك منصب محاسب التكاليف، ولايتسع المجال لذكر التفاصيل التي جاد بها أستاذنا عمر بامطرف في حديثه عن النظام المالي والمحاسبي لشركة مصافي عدن، وكان من كوادرها إبراهيم محمد أحمد ومحمد السيد حسن ودحمان عمر دحمان ومحمد علي سالم وأحمد فضل عفارة وشوقي المغول وطرموم وسعيد نايف وجعفر عبدالله ناجي ومحي الدين أحمد سعيد وأمين طالب.
خلال فترة عمل عمر سيف سعيد في مصافي عدن من سبتمبر 1956 حتى نهاية العام 1964، والتي عرفت حينئذ بـ (شركة مصافي الزيت البريطانية) (B.P) توسعت المدارك المعرفية لعمر سيف وخبرته النوعية، حيث حصل على دبلوم في العلوم الإدارية والمحاسبية، وحصل على عدد من المواضيع في شهادة الثقافة العامة (GCE) كمتقدم خاص (PRIVATE CANDIDATE) لامتحانات الشهادة المذكورة من جامعة لندن.
عمر سيف في موكب فرسان الخزانة العامة
في العام 1965 التحق عمر سيف بالخزانة العامة (TREASURY)، وكان نظام الخزانة العامة من أرقى الأنظمة المالية المتبعة من حيث التخطيط للمال العام وإدارته والرقابة عليه، وتعشم عامة الناس أن يتم تطبيق ذلك النظام في دولة الوحدة فخابت ظنونهم.
أخرجت الخزانة خيرة الكوادر القيادية في النظام المالي والمحاسبي، وكان للخزانة العامة قبل الاستقلال مكتبان: 1- مكتب السكرتير المالي 2- مكتب كبير المحاسبين.
من فرسان الخزانة العامة الذين تقلدوا منصب المحاسب العام (ACCOUNTANT GENERAL) علوي أحمد بركات وأحمد علي دولة وعمر سيف سعيد و د.أنور شمشير، ومن الكوادر القيادية علي أحمد عبدالرب وعبدالله سيف ضيف الله وثابت علي خان وعلي محمد سليمان ويونس عراقي ومحمد المنصب وعمر العمودي وأمين بدو ومحمد عبدالله زيد ومحمد سعيد ملهي، ومن بعدهم جاء عبدالله فضل ومحفوظ أحمد زيدان وعمر العبد حبراش وشوقي حسن النعاش وفيصل فؤاد مسعد وغيرهم.
بدأ عمر سيف مشواره القيادي في الخزانة العامة محاسبا أول في وزارة المعارف (التربية والتعليم حاليا) حتى عام 1967، ثم محاسبا أول في وزارة الصحة عام 1979، وفي نفس العام ثم تعيينه نائبا للمحاسب العام للدولة، وفي النصف الثاني من السبعينات توج عمر سيف مشواره المحاسبي محاسبا عاما للدولة حتى عام 1983، وقام خلال تلك الفترة بضبط ومراجعة وحفظ الموزانة العامة للدولة، ومثل الدولة في العديد من المحافل المحاسبية العربية والدولية، وعلم ودرب العديد من محاسبي الدولة وكوادرها.
عمر سيف وعملية القلب المفتوح في بريطانيا
من أبرز مزايا عمر سيف سعيد إدمانه للعمل والتدخين، حيث كان يقضي الساعات الطويلة بين المكتب والبيت في دراسة ومراجعة التقارير المالية أو إعدادها، وينكب حينا في مكتبه وحينا آخر في مختلف الأقسام مع فريق عمله، وكان رحمه الله رجلا ميدانيا إلى جانب إدمانة التدخين.
حدثنا عمر سيف رحمه الله بعد عودته من بريطانيا عام 1983، حيث أجرى هناك عملية القلب المفتوح، إن نتائج الفحوصات كانت تبين عدم إصابته بانسداد الشرايين المرتبطة بالقلب، وضاق عمر سيف ذرعا بالأطباء، وكان قائد الحزب والدولة آنذاك الرجل الطيب علي ناصر محمد يتابع حالة عمر سيف، فأعطى أمرا بنقل عمر سيف إلى بريطانيا لإجراء الفحوصات والعملية الجراحية إذا لزم الأمر على نفقة الدولة، وتبين هناك وجود شرايين مسدودة، وأجريت له عمليتان، واحدة للقسطرة وأخرى جراحية لاستبدال الشرايين التالفة بشرايين آخرى صالحة.
عمر سيف أول مستشار مالي لرئاسة مجلس الوزراء
عمل عمر سيف سعيد بعد عودته من بريطانيا عام 1983 (بعد إجراء عملية جراحية ناجحة) كأول مستشار مالي لرئاسة مجلس الوزراء، حيث انتفع رؤساء الوزارات المتعاقبين على رئاسة الحكومة من خدماته وخبراته، واستأنس به الجميع، لأنه قدم نفسه كبيت من بيوت الخبرة الصرفة بحكم عدم انتمائه لأي حزب، وترأس رحمه الله لجنة خاصة كلفت بتأسيس نظام الاستقلال المالي والإداري للمحافظات الجنوبية ونظم دورات ميدانية نظرية وعملية للكوادر المحاسبية لتطبيق النظام في كل من عدن وأبين وحضرموت،كما شارك خلالها مع الدكتور عبدالعزيز طرموم في إعادة تبويب بنود الحسابات الحكومية بميزان موحد، كما ترأس وفد الجنوب ضمن لجان توحيد نظامي الشطرين خلال الفترة من 30 نوفمبر 1989 حتى 22 مايو 1995.
بعد أن وضعت حرب صيف 1994 أوزارها، انتدبه مكتب محافظة عدن ليسهم بخبرته الواسعة في تسوية الأوضاع المالية المتردية بعد الحرب، وعمل بعد ذلك في مصلحة الموانئ اليمنية مع الكادر المحاسبي القدير أنصار عبدالرحمن عبود وآخرين لتسوية الاختلالات المالية والمحاسبية حتى وفاته في 20 ديسمبر 1999.
عمر سيف ينتقل إلى جوار ربه قبل صدور قانون التأمينات المعدل بيومين
قدم عمر سيف سجلا ناصعا وحافلا بالأعمال النموذجية، وربى عشرات الكوادر المحاسبية، ووظف بسخاء وتفانٍ وقته وعلمه وخبرته، وثبت حرصه على كل شيء على حساب أعصابه التي كانت تحترق، وهو يتحدث أو يوجه أو ينصح، إلا أن وفاته شكلت رياحا معاكسة لم تخدم قضية معاشه، حيث صدر قانون التأمينات والمعاشات المعدل قبل وفاته بيومين، وهو الرجل الذي عافت نفسه المال العام أو المال الحرام.
خلف عمر سيف ذكرا طيبا في نفوس من تعامل معه وسجلا ناصعا في أداء الواجب والأمانة مع النفس ومع الآخرين، كما خلف خريجين وخريجات، هم: مايسة عمر سيف بكالوريوس محاسبة، سالم عمر سيف طبيب أسنان، محمد عمر سيف بكالوريوس علوم كمبيوتر، فهد عمر سيف مهندس مدني، مرفت عمر سيف ثانوية عامة (ربة بيت)، صفوت عمر سيف مهندس كهربائي، مارسيل عمر سيف بكالوريوس محاسبة.
2- محمد علي سكاريب
الميلاد والنشأة
محمد علي أحمد سكاريب من مواليد 22 ديسمبر 1924 في قسم (جيم) بمدينة الشيخ عثمان في أسرة محدودة الدخل عائلها شرطي.
يقول السكاريب: «انتقل والدي إلى مركز شرطة التواهي فالتحقت بمدرسة خاصة يديرها القاضي محمد أحمد المجاهد، وأكملت فيها دراستي الابتدائية، وانتقل والدي بعد ذلك إلى المعلا، فواصلت فيها دراستي ورغبت في دراسة اللغة الإنجليزية، وكان من حسن حظي أن انتقل والدي إلى كريتر» ويضيف السكاريب: «التحقت عنذئذ بمدرسة القديس يوسف العالية ST.JOSEPH HIGH) (SCHOIL (البادري) في عهد الأستاذ سعيد حسن مدي، يرحمه الله، وأكملت فترة دراستي التي امتدت من العام 1940 حتى العام 1944».
عن زملاء دراسته أفاد السكاريب أن ذاكرته لاتسعفه ألا على ذكر القليل منهم، ففي التواهي على سبيل المثال ذكر أن من زملاء دراسته: علي حميد الشميري وعلي عتربي ومحمد علي القوسي، أما زملاؤه في (البادري) فكان منهم: حمزة عبدالنبي ونادر علي وأخوه عبدالله علي وفؤاد ميرزا وأخوه عبدالله ميرزا.
إلى رصيف المعلا عبر سينما ريجال
في العام 1944 نزل محمد علي سكاريب إلى سوق العمل وحظي بفرصة عمل في سينما ريجال (شهناز لاحقا و26 سبتمبر بعد تأميمها) بالقرب من جولة المرور بمدينة خورمكسر، وأمضى فيها بضعة أشهر، وفي نفس العام قدم طلبا كتابيا إلى إدارة الرصيف بالمعلا، وكان محمود شوذري، يرحمه الله، مدير الرصيف آنذاك، وجلس سكاريب مع آخرين للامتحان، وتم قبوله في الرصيف، وظل فيه حتى عام 1950.
انتقل سكاريب إلى دائرة أخرى تتبعها المستودعات، ووزعت على العاملين استمارات لحصر أفراد الأسر، وعبأ سكاريب استمارته، وحصر أفراد أسرته بالوالدين والزوجة وشقيقين بالإضافة إلى شقيقة، فتعسفه المسؤول الهندي بأن طلب منه ذكر أسماء الإناث فامتنع سكاريب، وعلل امتناعه بأن التقاليد والأعراف المحلية للسكان العرب تحجب أسماء النساء، وأمام إصرار وصلف المسئول الهندي قدم سكاريب استقالته من العمل، سيما أن سكاريب لجأ إلى مسئول بريطاني أعلى، كان اسمه المستر آلن (MR.ALLEN)، الذي ألزم سكاريب بتنفيذ الأمر.
المدير العام البريطاني يرد الاعتبار لسكاريب الذي انتقل إلى محطة ثالثة
تلقى محمد علي سكاريب أمرا إداريا من مدير عام أمانة ميناء عدن البريطاني بالحضور إلى مكتبه بتاريخ وزمن معينين، والتزم سكاريب بتنفيذ الأمر، وعندما علم المدير العام بأن السبب كان عدم امتثاله لتنفيذ الأمر بذكر أسماء الإناث طلب منه مباشرة عمله دون حاجة لتنفيذ الأمر، وكانت رغبة سكاريب قد تحددت بعدم البقاء مع المسئول الهندي، وأكد له المدير العام بأنه سيلبي رغبته مع بداية العام الجديد، إلا أن سكاريب واصل خدمته لفترة محددة اشترطها في أحد بنود عقد العمل، وهي فترة الإشعار، الملزم بها طرفا التعاقد، وفي العام 1958 التحق محمد علي سكاريب بشركة (ماذر كت - MOTHER CAT CO) اللبنانية بوظيفة مسئول مستودعات.
لاتسعف الذاكرة صاحبها سكاريب لتذكر زملاء عمله في المحطتين السابقتين، ويكتفي بذكر محمد عبدالرحمن شاذلي (شقيق نصر شاذلي) في رصيف عدن وأحمد عبدالإله وأحمد منور شريف في شركة ماذر كت.
سكاريب في عالم النفط مع شركة شل
حمل سكاريب عصاه ورحل من شركة (ماذر كت) التي اشتهرت بمشاريع البناء والإنشاءات، وحط رحاله في شركة شل البترولية الشهيرة، في العام 1962، وعمل في قسم المشتروات من الخارج، وكانت اتصالاته ومراسلاته مع لندن على الدوام، وتزامل هناك مع عدد من الأصدقاء، منهم أنور ناجي وعلي عليوة ومحمد مرشد ناجي وغيرهم.
في العام 1971 تقدم سكاريب بطلب سلفة، وبدلا من أن يمنح السلفة كاملة عمدت عناصر معينة في الشركة المؤممة إلى تقليص المبلغ، فقدم استقالته من العمل، وساعده في ذلك تعرضه لمضايقات أمنية نغصت عليه حياته.
سكاريب والرحيل إلى الشمال والبحث عن الاستقرار
في العام 1971 غادر محمد علي سكاريب عدن متوجها إلى صنعاء، حيث عمل هناك مع شركة (هاي كامب تارماك) التي نفذت مشروع صيانة طريق تعز - صنعاء، وكان مكتب الشركة في مطار صنعاء، وعمل سكاريب مسئولا عن المستودعات، وقد سبق هذا المشروع صيانة وتوسيع مطار صنعاء، وانتقل المشروع إلى يريم لتنفيذ مشروع الطريق.
في العام 1972 انتقل سكاريب إلى مصنع الغزل والنسيج، ورحب به مدير عام المصنع محمد بن محمد الآنسي، وكان رجلا حازما وأمينا في التعامل مع المال، وكان يكن حبا واحتراما كبيرين لأبناء عدن، وقال لسكاريب وهو يسلمه المكتب (الذي كان خاويا على عروشه): «أنتم أبناء عدن أخبر بتجهيز المكاتب».
نظم سكاريب أرشيف المصنع وأدخل تجهيزات تقنية حديثة، وكان إلى جانب أعماله الإدارية يتولى مراسلات المصنع مع الشركات الأجنبية، ورافق سكاريب الآنسي في أسفاره الرسمية.
خطأ غير مقصود للغشمي أضر بمصنع الغزل والنسيج
قام الرئيس الأسبق أحمد حسين الغشمي، يرحمه الله، بزيارة لمصنع الغزل والنسيج، واتخذ قرارا بإعادة محمد بن محمد الآنسي إلى القوات المسلحة للاستفادة منه هناك، وانعكس ذلك القرار سلبا على المصنع، لأن البديل كان فاسدا، ولايتمتع بالحس الوطني والإداري، فانحدر الإنتاج من (40) ألف ياردة إلى (2000) ياردة، لأن الآنسي كان يولي المصنع والمورد البشري فيه رعايته، لذلك قدم السكاريب استقالته.
السكاريب في رحاب (أدنوك)
في العام 1978 شد السكاريب الرحال إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، والتحق بشركة (أدنوك فود)، وتمثل (فود) الأحرف الثلاثة الأولى لعبارة (من أجل التوزيع FOr Distribution) وكانت مهمته أو مهمة قسمه استلام الديزل، وأمضى في خدمة الشركة فترة ناهزت الست السنوات، وعاد إلى عدن عام 1984، وعمل مع شركة برازيلية للتنقيب عن النفط في حضرموت، وشغل بعد ذلك مسئولية مزدوجة، حيث أصبح مسئولا إداريا ومسئولا عن التوظيف حتى عام 1986 عندما أنهت الشركة أعمالها.
السكاريب يواصل رحلة البحث عن الاستقرار
كان محمد علي سكاريب قد عاد من دولة الإمارات ليستقر في عدن، إلا أن ظروف تصفية أعمال الشركة البرازيلية إضافة لأحداث يناير 1986، دفعته لمغادرة عدن مرة أخرى إلى صنعاء، وعمل مسئولا إداريا في الاتحاد العام للغرف التجارية الصناعية اليمنية خلال الفترة 86 - 1988، وبدأ يعاني من ضعف البصر، فأجريت له عملية جراحية فاشلة، ففقد نظره، وقرر العودة إلى عدن مرة أخرى عام 1989.
سكاريب وتجربة الحكم المحلي قبل نصف قرن
خبرت عدن (ومناطق جنوبية أخرى أبرزها حضرموت) تجربة الحكم المحلي التي عرفت بالمجالس البلدية، وعرفت في منطقتي الشيخ عثمان والبريقة بـ (سلطة الضواحي Township Authority)، وخاض محمد علي سكاريب تجربة الحكم المحلي مرتين، كانت الأولى عام 1960، وعند تقديم الطلب رشحه عبدالله علي عراسي، وزكاه محمد مرشد ناجي وفاز في تلك الدورة ومن زملائه: معتوق عبدالباري وعبدالعزيز شعلان ومحمود سليمان الأدهل، وفاز سكاريب في الدورة الثانية عام 1963، ورشح طلبه عبدالعزيز سالم باوزير، وزكاه حسين الصوفي، وكان الفوز بالتزكية ومن زملائه: معتوق عبدالباري وعبدالعزيز شعلان ومحمود سليمان الأدهل وعلي أحمد عطاء ومحمد صالح سعيد.
قال لي سكاريب: «من يريد أن يعرف من هو سكاريب، وما الذي قدمه لأبناء منطقته من خلال مجلس سلطة ضواحي الشيخ عثمان، فليراجع صحيفة «الأيام» وصحيفة «الكفاح»، فقد كتب عني في «الأيام» أحمد محفوظ عمر، الشخصية الاجتماعية والمبدعة المعروفة».
محمد علي سكاريب من الرموز البارزة التي عرفتها منتديات عدن، وقد كان أحد رواد نادي الأدب العربي أو (مبرز العراسي)، وكان الراحل الكبير عبدالمجيد الأصنج (والد الشخصية الوطنية والنقابية البارزة عبدالله الأصنج) الأب الروحي لذلك المنتدى، وكان أيضا من رواده محمد عثمان ناصر في الشيخ عثمان، وكان يعرف بـ (السخنة)، ومن أصدقاء عمره من الرواد عبدالله علي عراسي وعبدالعزيز باوزير و محمد مرشد ناجي وناصر محمد باشجيرة وناصر محمد باسويد وحسين صوفي ومحمد صالح سعيد وعلي فيروز وآخرون.
محمد علي سكاريب متزوج وله خمسة أولاد، منهم أربعة من الذكور وبنت واحدة هم: الفنان أبوبكر سكاريب (رحمه الله)، د.أمين، باسل، ياسر.
تولت التربوية الفاضلة نور حيدر سعيد رعاية ابن عمها اليتيم، وأشرفت على تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي، ونزل بعد ذلك إلى سوق العمل، حيث التحق بالبنك الشرقي المحدود (EASTERN BANK LTD) بكريتر كمحاسب اعتبارا من يوليو 1954 حتى أغسطس 1956.
عمر سيف في ذاكرة أستاذنا عمر بامطرف
أستاذنا عمر عوض بامطرف، وهو من بيت محاسبي، فوالده العطر الذكر عوض بامطرف كان مدير المالية (وزير) في السلطنة اللحجية، وأستاذنا عمر بامطرف كان أول عربي يشغل منصب كبير محاسبي شركة مصافي عدن (ARC) عام 1978، بعد أن كان (محاسب المصفاة REFINERY ACCOUNTANT) عام 1976، وكان كلا المنصبين حكرا على البريطانيين، استعنت بذاكرة أستاذنا عمر بامطرف، وهي ولله الحمد عامرة، فتفضل وأفادني بأن عمر سيف سعيد، يرحمه الله كان من محاسبي مصافي عدن، حيث شغل أولا منصب (محاسب الأجور)، وشغل بعد ذلك منصب محاسب التكاليف، ولايتسع المجال لذكر التفاصيل التي جاد بها أستاذنا عمر بامطرف في حديثه عن النظام المالي والمحاسبي لشركة مصافي عدن، وكان من كوادرها إبراهيم محمد أحمد ومحمد السيد حسن ودحمان عمر دحمان ومحمد علي سالم وأحمد فضل عفارة وشوقي المغول وطرموم وسعيد نايف وجعفر عبدالله ناجي ومحي الدين أحمد سعيد وأمين طالب.
خلال فترة عمل عمر سيف سعيد في مصافي عدن من سبتمبر 1956 حتى نهاية العام 1964، والتي عرفت حينئذ بـ (شركة مصافي الزيت البريطانية) (B.P) توسعت المدارك المعرفية لعمر سيف وخبرته النوعية، حيث حصل على دبلوم في العلوم الإدارية والمحاسبية، وحصل على عدد من المواضيع في شهادة الثقافة العامة (GCE) كمتقدم خاص (PRIVATE CANDIDATE) لامتحانات الشهادة المذكورة من جامعة لندن.
عمر سيف في موكب فرسان الخزانة العامة
في العام 1965 التحق عمر سيف بالخزانة العامة (TREASURY)، وكان نظام الخزانة العامة من أرقى الأنظمة المالية المتبعة من حيث التخطيط للمال العام وإدارته والرقابة عليه، وتعشم عامة الناس أن يتم تطبيق ذلك النظام في دولة الوحدة فخابت ظنونهم.
أخرجت الخزانة خيرة الكوادر القيادية في النظام المالي والمحاسبي، وكان للخزانة العامة قبل الاستقلال مكتبان: 1- مكتب السكرتير المالي 2- مكتب كبير المحاسبين.
من فرسان الخزانة العامة الذين تقلدوا منصب المحاسب العام (ACCOUNTANT GENERAL) علوي أحمد بركات وأحمد علي دولة وعمر سيف سعيد و د.أنور شمشير، ومن الكوادر القيادية علي أحمد عبدالرب وعبدالله سيف ضيف الله وثابت علي خان وعلي محمد سليمان ويونس عراقي ومحمد المنصب وعمر العمودي وأمين بدو ومحمد عبدالله زيد ومحمد سعيد ملهي، ومن بعدهم جاء عبدالله فضل ومحفوظ أحمد زيدان وعمر العبد حبراش وشوقي حسن النعاش وفيصل فؤاد مسعد وغيرهم.
بدأ عمر سيف مشواره القيادي في الخزانة العامة محاسبا أول في وزارة المعارف (التربية والتعليم حاليا) حتى عام 1967، ثم محاسبا أول في وزارة الصحة عام 1979، وفي نفس العام ثم تعيينه نائبا للمحاسب العام للدولة، وفي النصف الثاني من السبعينات توج عمر سيف مشواره المحاسبي محاسبا عاما للدولة حتى عام 1983، وقام خلال تلك الفترة بضبط ومراجعة وحفظ الموزانة العامة للدولة، ومثل الدولة في العديد من المحافل المحاسبية العربية والدولية، وعلم ودرب العديد من محاسبي الدولة وكوادرها.
عمر سيف وعملية القلب المفتوح في بريطانيا
من أبرز مزايا عمر سيف سعيد إدمانه للعمل والتدخين، حيث كان يقضي الساعات الطويلة بين المكتب والبيت في دراسة ومراجعة التقارير المالية أو إعدادها، وينكب حينا في مكتبه وحينا آخر في مختلف الأقسام مع فريق عمله، وكان رحمه الله رجلا ميدانيا إلى جانب إدمانة التدخين.
حدثنا عمر سيف رحمه الله بعد عودته من بريطانيا عام 1983، حيث أجرى هناك عملية القلب المفتوح، إن نتائج الفحوصات كانت تبين عدم إصابته بانسداد الشرايين المرتبطة بالقلب، وضاق عمر سيف ذرعا بالأطباء، وكان قائد الحزب والدولة آنذاك الرجل الطيب علي ناصر محمد يتابع حالة عمر سيف، فأعطى أمرا بنقل عمر سيف إلى بريطانيا لإجراء الفحوصات والعملية الجراحية إذا لزم الأمر على نفقة الدولة، وتبين هناك وجود شرايين مسدودة، وأجريت له عمليتان، واحدة للقسطرة وأخرى جراحية لاستبدال الشرايين التالفة بشرايين آخرى صالحة.
عمر سيف أول مستشار مالي لرئاسة مجلس الوزراء
عمل عمر سيف سعيد بعد عودته من بريطانيا عام 1983 (بعد إجراء عملية جراحية ناجحة) كأول مستشار مالي لرئاسة مجلس الوزراء، حيث انتفع رؤساء الوزارات المتعاقبين على رئاسة الحكومة من خدماته وخبراته، واستأنس به الجميع، لأنه قدم نفسه كبيت من بيوت الخبرة الصرفة بحكم عدم انتمائه لأي حزب، وترأس رحمه الله لجنة خاصة كلفت بتأسيس نظام الاستقلال المالي والإداري للمحافظات الجنوبية ونظم دورات ميدانية نظرية وعملية للكوادر المحاسبية لتطبيق النظام في كل من عدن وأبين وحضرموت،كما شارك خلالها مع الدكتور عبدالعزيز طرموم في إعادة تبويب بنود الحسابات الحكومية بميزان موحد، كما ترأس وفد الجنوب ضمن لجان توحيد نظامي الشطرين خلال الفترة من 30 نوفمبر 1989 حتى 22 مايو 1995.
بعد أن وضعت حرب صيف 1994 أوزارها، انتدبه مكتب محافظة عدن ليسهم بخبرته الواسعة في تسوية الأوضاع المالية المتردية بعد الحرب، وعمل بعد ذلك في مصلحة الموانئ اليمنية مع الكادر المحاسبي القدير أنصار عبدالرحمن عبود وآخرين لتسوية الاختلالات المالية والمحاسبية حتى وفاته في 20 ديسمبر 1999.
عمر سيف ينتقل إلى جوار ربه قبل صدور قانون التأمينات المعدل بيومين
قدم عمر سيف سجلا ناصعا وحافلا بالأعمال النموذجية، وربى عشرات الكوادر المحاسبية، ووظف بسخاء وتفانٍ وقته وعلمه وخبرته، وثبت حرصه على كل شيء على حساب أعصابه التي كانت تحترق، وهو يتحدث أو يوجه أو ينصح، إلا أن وفاته شكلت رياحا معاكسة لم تخدم قضية معاشه، حيث صدر قانون التأمينات والمعاشات المعدل قبل وفاته بيومين، وهو الرجل الذي عافت نفسه المال العام أو المال الحرام.
خلف عمر سيف ذكرا طيبا في نفوس من تعامل معه وسجلا ناصعا في أداء الواجب والأمانة مع النفس ومع الآخرين، كما خلف خريجين وخريجات، هم: مايسة عمر سيف بكالوريوس محاسبة، سالم عمر سيف طبيب أسنان، محمد عمر سيف بكالوريوس علوم كمبيوتر، فهد عمر سيف مهندس مدني، مرفت عمر سيف ثانوية عامة (ربة بيت)، صفوت عمر سيف مهندس كهربائي، مارسيل عمر سيف بكالوريوس محاسبة.
2- محمد علي سكاريب
الميلاد والنشأة
محمد علي أحمد سكاريب من مواليد 22 ديسمبر 1924 في قسم (جيم) بمدينة الشيخ عثمان في أسرة محدودة الدخل عائلها شرطي.
يقول السكاريب: «انتقل والدي إلى مركز شرطة التواهي فالتحقت بمدرسة خاصة يديرها القاضي محمد أحمد المجاهد، وأكملت فيها دراستي الابتدائية، وانتقل والدي بعد ذلك إلى المعلا، فواصلت فيها دراستي ورغبت في دراسة اللغة الإنجليزية، وكان من حسن حظي أن انتقل والدي إلى كريتر» ويضيف السكاريب: «التحقت عنذئذ بمدرسة القديس يوسف العالية ST.JOSEPH HIGH) (SCHOIL (البادري) في عهد الأستاذ سعيد حسن مدي، يرحمه الله، وأكملت فترة دراستي التي امتدت من العام 1940 حتى العام 1944».
عن زملاء دراسته أفاد السكاريب أن ذاكرته لاتسعفه ألا على ذكر القليل منهم، ففي التواهي على سبيل المثال ذكر أن من زملاء دراسته: علي حميد الشميري وعلي عتربي ومحمد علي القوسي، أما زملاؤه في (البادري) فكان منهم: حمزة عبدالنبي ونادر علي وأخوه عبدالله علي وفؤاد ميرزا وأخوه عبدالله ميرزا.
إلى رصيف المعلا عبر سينما ريجال
في العام 1944 نزل محمد علي سكاريب إلى سوق العمل وحظي بفرصة عمل في سينما ريجال (شهناز لاحقا و26 سبتمبر بعد تأميمها) بالقرب من جولة المرور بمدينة خورمكسر، وأمضى فيها بضعة أشهر، وفي نفس العام قدم طلبا كتابيا إلى إدارة الرصيف بالمعلا، وكان محمود شوذري، يرحمه الله، مدير الرصيف آنذاك، وجلس سكاريب مع آخرين للامتحان، وتم قبوله في الرصيف، وظل فيه حتى عام 1950.
انتقل سكاريب إلى دائرة أخرى تتبعها المستودعات، ووزعت على العاملين استمارات لحصر أفراد الأسر، وعبأ سكاريب استمارته، وحصر أفراد أسرته بالوالدين والزوجة وشقيقين بالإضافة إلى شقيقة، فتعسفه المسؤول الهندي بأن طلب منه ذكر أسماء الإناث فامتنع سكاريب، وعلل امتناعه بأن التقاليد والأعراف المحلية للسكان العرب تحجب أسماء النساء، وأمام إصرار وصلف المسئول الهندي قدم سكاريب استقالته من العمل، سيما أن سكاريب لجأ إلى مسئول بريطاني أعلى، كان اسمه المستر آلن (MR.ALLEN)، الذي ألزم سكاريب بتنفيذ الأمر.
المدير العام البريطاني يرد الاعتبار لسكاريب الذي انتقل إلى محطة ثالثة
تلقى محمد علي سكاريب أمرا إداريا من مدير عام أمانة ميناء عدن البريطاني بالحضور إلى مكتبه بتاريخ وزمن معينين، والتزم سكاريب بتنفيذ الأمر، وعندما علم المدير العام بأن السبب كان عدم امتثاله لتنفيذ الأمر بذكر أسماء الإناث طلب منه مباشرة عمله دون حاجة لتنفيذ الأمر، وكانت رغبة سكاريب قد تحددت بعدم البقاء مع المسئول الهندي، وأكد له المدير العام بأنه سيلبي رغبته مع بداية العام الجديد، إلا أن سكاريب واصل خدمته لفترة محددة اشترطها في أحد بنود عقد العمل، وهي فترة الإشعار، الملزم بها طرفا التعاقد، وفي العام 1958 التحق محمد علي سكاريب بشركة (ماذر كت - MOTHER CAT CO) اللبنانية بوظيفة مسئول مستودعات.
لاتسعف الذاكرة صاحبها سكاريب لتذكر زملاء عمله في المحطتين السابقتين، ويكتفي بذكر محمد عبدالرحمن شاذلي (شقيق نصر شاذلي) في رصيف عدن وأحمد عبدالإله وأحمد منور شريف في شركة ماذر كت.
سكاريب في عالم النفط مع شركة شل
حمل سكاريب عصاه ورحل من شركة (ماذر كت) التي اشتهرت بمشاريع البناء والإنشاءات، وحط رحاله في شركة شل البترولية الشهيرة، في العام 1962، وعمل في قسم المشتروات من الخارج، وكانت اتصالاته ومراسلاته مع لندن على الدوام، وتزامل هناك مع عدد من الأصدقاء، منهم أنور ناجي وعلي عليوة ومحمد مرشد ناجي وغيرهم.
في العام 1971 تقدم سكاريب بطلب سلفة، وبدلا من أن يمنح السلفة كاملة عمدت عناصر معينة في الشركة المؤممة إلى تقليص المبلغ، فقدم استقالته من العمل، وساعده في ذلك تعرضه لمضايقات أمنية نغصت عليه حياته.
سكاريب والرحيل إلى الشمال والبحث عن الاستقرار
في العام 1971 غادر محمد علي سكاريب عدن متوجها إلى صنعاء، حيث عمل هناك مع شركة (هاي كامب تارماك) التي نفذت مشروع صيانة طريق تعز - صنعاء، وكان مكتب الشركة في مطار صنعاء، وعمل سكاريب مسئولا عن المستودعات، وقد سبق هذا المشروع صيانة وتوسيع مطار صنعاء، وانتقل المشروع إلى يريم لتنفيذ مشروع الطريق.
في العام 1972 انتقل سكاريب إلى مصنع الغزل والنسيج، ورحب به مدير عام المصنع محمد بن محمد الآنسي، وكان رجلا حازما وأمينا في التعامل مع المال، وكان يكن حبا واحتراما كبيرين لأبناء عدن، وقال لسكاريب وهو يسلمه المكتب (الذي كان خاويا على عروشه): «أنتم أبناء عدن أخبر بتجهيز المكاتب».
نظم سكاريب أرشيف المصنع وأدخل تجهيزات تقنية حديثة، وكان إلى جانب أعماله الإدارية يتولى مراسلات المصنع مع الشركات الأجنبية، ورافق سكاريب الآنسي في أسفاره الرسمية.
خطأ غير مقصود للغشمي أضر بمصنع الغزل والنسيج
قام الرئيس الأسبق أحمد حسين الغشمي، يرحمه الله، بزيارة لمصنع الغزل والنسيج، واتخذ قرارا بإعادة محمد بن محمد الآنسي إلى القوات المسلحة للاستفادة منه هناك، وانعكس ذلك القرار سلبا على المصنع، لأن البديل كان فاسدا، ولايتمتع بالحس الوطني والإداري، فانحدر الإنتاج من (40) ألف ياردة إلى (2000) ياردة، لأن الآنسي كان يولي المصنع والمورد البشري فيه رعايته، لذلك قدم السكاريب استقالته.
السكاريب في رحاب (أدنوك)
في العام 1978 شد السكاريب الرحال إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، والتحق بشركة (أدنوك فود)، وتمثل (فود) الأحرف الثلاثة الأولى لعبارة (من أجل التوزيع FOr Distribution) وكانت مهمته أو مهمة قسمه استلام الديزل، وأمضى في خدمة الشركة فترة ناهزت الست السنوات، وعاد إلى عدن عام 1984، وعمل مع شركة برازيلية للتنقيب عن النفط في حضرموت، وشغل بعد ذلك مسئولية مزدوجة، حيث أصبح مسئولا إداريا ومسئولا عن التوظيف حتى عام 1986 عندما أنهت الشركة أعمالها.
السكاريب يواصل رحلة البحث عن الاستقرار
كان محمد علي سكاريب قد عاد من دولة الإمارات ليستقر في عدن، إلا أن ظروف تصفية أعمال الشركة البرازيلية إضافة لأحداث يناير 1986، دفعته لمغادرة عدن مرة أخرى إلى صنعاء، وعمل مسئولا إداريا في الاتحاد العام للغرف التجارية الصناعية اليمنية خلال الفترة 86 - 1988، وبدأ يعاني من ضعف البصر، فأجريت له عملية جراحية فاشلة، ففقد نظره، وقرر العودة إلى عدن مرة أخرى عام 1989.
سكاريب وتجربة الحكم المحلي قبل نصف قرن
خبرت عدن (ومناطق جنوبية أخرى أبرزها حضرموت) تجربة الحكم المحلي التي عرفت بالمجالس البلدية، وعرفت في منطقتي الشيخ عثمان والبريقة بـ (سلطة الضواحي Township Authority)، وخاض محمد علي سكاريب تجربة الحكم المحلي مرتين، كانت الأولى عام 1960، وعند تقديم الطلب رشحه عبدالله علي عراسي، وزكاه محمد مرشد ناجي وفاز في تلك الدورة ومن زملائه: معتوق عبدالباري وعبدالعزيز شعلان ومحمود سليمان الأدهل، وفاز سكاريب في الدورة الثانية عام 1963، ورشح طلبه عبدالعزيز سالم باوزير، وزكاه حسين الصوفي، وكان الفوز بالتزكية ومن زملائه: معتوق عبدالباري وعبدالعزيز شعلان ومحمود سليمان الأدهل وعلي أحمد عطاء ومحمد صالح سعيد.
قال لي سكاريب: «من يريد أن يعرف من هو سكاريب، وما الذي قدمه لأبناء منطقته من خلال مجلس سلطة ضواحي الشيخ عثمان، فليراجع صحيفة «الأيام» وصحيفة «الكفاح»، فقد كتب عني في «الأيام» أحمد محفوظ عمر، الشخصية الاجتماعية والمبدعة المعروفة».
محمد علي سكاريب من الرموز البارزة التي عرفتها منتديات عدن، وقد كان أحد رواد نادي الأدب العربي أو (مبرز العراسي)، وكان الراحل الكبير عبدالمجيد الأصنج (والد الشخصية الوطنية والنقابية البارزة عبدالله الأصنج) الأب الروحي لذلك المنتدى، وكان أيضا من رواده محمد عثمان ناصر في الشيخ عثمان، وكان يعرف بـ (السخنة)، ومن أصدقاء عمره من الرواد عبدالله علي عراسي وعبدالعزيز باوزير و محمد مرشد ناجي وناصر محمد باشجيرة وناصر محمد باسويد وحسين صوفي ومحمد صالح سعيد وعلي فيروز وآخرون.
محمد علي سكاريب متزوج وله خمسة أولاد، منهم أربعة من الذكور وبنت واحدة هم: الفنان أبوبكر سكاريب (رحمه الله)، د.أمين، باسل، ياسر.