فتيات أنصار المرور عنوان الصمود والتحدي

> «الأيام» فردوس العلمي:

>
من اليمين مروة أحمد الحمادي و سمر محمد عبدالكريم و هبة حامد بازرعة و ولاء فاروق القدسي
من اليمين مروة أحمد الحمادي و سمر محمد عبدالكريم و هبة حامد بازرعة و ولاء فاروق القدسي
أقامت إدارة مرور عدن العديد من الفعاليات المختلفة في طرق عدن، ونشرت أنصار المرور لينظموا السير إلى جانب رجال المرور أمام المدارس والجولات، وكان من بين هؤلاء زهرات تحدوا الشمس والحر، فقد كان حماسهم أقوى من أي حر، فتيات أرق من الورد، وقفن بمنتصف الطريق وقفة شجاعة لم يهبن خطر الطريق، فهن في مهمة، وعليهن أن يؤدينها بتفانٍ وإخلاص، وملزمات بشعار لابد أن ينفذ على أكمل وجه، يقفن بالطريق، يرشدن المارة، ويقدمن المساعدة والمشورة ولسان حالهن «هدفنا سلامتك حتى لو لفحت وجوهنا أشعة الشمس، وتركت بصماتها علينا».

«الأيام» التقت تلك الفتيات الأربع من ثانوية باكثير (القسم العلمي) في مستوى ثاني ثانوي، لمعرفة الدافع الذي جعلهن يقفن في الطرقات.

مروة أحمد الحمادى، تقول: «هذه مشاركة جديدة لي، أول مرة أشارك في أسبوع المرور، ونهدف منه تقديم خدمة ومشاركة إنسانية للوطن، بالإضافة إلى حماية الأفراد، خاصة الأطفال وطلاب المدارس من الحوادث المرورية، من خلال تقديم النصائح والإرشادات للمواطنين أثناء عملية السير وتنظيم حركة المشاة.

لم نجد أي صعوبة أو خوف، كما لم نتوقع ترحيب المواطنين، والقبول بأن تكون هناك فتاة تقف في الطريق يتلقون منها الأوامر، بل وجدنا التشجيع والترحيب، وهي بالتأكيد تجربة جميلة، سوف نعمل على تكرارها.

سمر محمد عبدالكريم، تقول: «لم أشعر بالخوف وأنا أقف في منتصف الطريق، وكان شيئا طيبا أن نجد الإقبال والحماس من المواطنين، وتقبلهم لوجودنا في الطرقات».

وتوضح سمر: «لم أجد صعوبة في إقناع أفراد أسرتي للتطوع في هذا الأسبوع، باعتباره واجب وطني وإنساني».

هبه حامد بازرعة عبرت عن سعادتها بالتجربة قائلة: «هذه أول مرة أشارك في أسبوع المرور، والحمدلله التجربة أفادتنا، وحققنا الهدف في تقديم النصيحة والإرشادات المرورية، وكان الطاقم المساعد لنا من رجال المرور سندا قويا لنا في إنجاح المهمة». وتوكد هبة بأن وجودها في هذه المهمة كان من خلال رغبة شخصية، كونها تؤدي خدمة إنسانية، وتقول: «ربما هذا الخطوة تدفعني لأكون في المستقبل من أفراد شرطة المرور».

ولاء فاروق القدسي تختلف عن زميلاتها حيث تقول: «في أول يوم شعرت بشيء من الخوف والقلق، انتهى بمجرد شعوري بأن المواطن يتقبل وجودنا، بل ويساعدنا على تأدية المهمة بصورة صحيحة، وهذا كان دافعا قويا للعمل بهمة ونشاط، والحمدلله ربنا وفقنا».

وتصف ولاء موقع عملها، حيث تقول: «كنا نعمل في الطريق الكائن أمام مدرستي أروى وبازرعة للتعليم الأساسي، بالإضافة إلى بعض الجولات مع الطاقم المروري الذي كان معنا لمساعدتنا». وتضيف: «واجهنا صعوبة أمام مدرسة بازرعة كون الطريق خط واحد في اتجاهين، والعكس في خط مدرسة أروى (البادري)، فهو واسع ومكون من مسارين، وكل مسار يتكون من حارتين (هاتين)».

وأكدت لنا أن الفتيات من أنصار المرور لم «يجدن صعوبة في التعامل مع الأطفال».

شرطي المرور وهيب عبده محمد قال: «تجربة هؤلاء الفتيات المشاركات معنا في أسبوع المرور كانت ناجحة رغم الحرارة الشديدة، ولكن كن عنوانا للصمود، وعملن حوالي ستة أيام، وكان هناك تجاوب كبير من المواطنين، سائقين أو مشاة، وهن أربع فتيات، وكل مديرية لها أنصار مرور يعملون في نفس المديرية»، مشيرا إلى أن «الهدف من إقامة أسبوع المرور هو إرشاد الموطنين مستخدمي الطريق، وتذكيرهم وتوعيتهم بالإرشادات والنصائح المرورية، خاصة أمام المدارس والأماكن المزدحمة»، مؤكدا أن «هذا العام شهد إقبالا كبيرا من قبل مستخدمي الطريق، وكذلك التعاون، خاصة من سائقي الأجرة».

انتهى أسبوع المرور، وانتهت معه مهمة طلاب أديت بنجاح، وكانوا عند الثقة التي منحت لهم، فماذا سيمنح هؤلاء الطلاب بنات وأولادا ممن تركو حصصهم الدراسية لكي يقوموا بالمناصرة وإنجاح هذا اليوم؟ سؤال يوجه إلى إدارتي المرور والتربية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى